انتقد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، صفقة التسليح الأميركية لعدد من حلفائها من المنطقة، قائلا ان استراتيجية واشنطن في دعم بناء ترسانات أسلحة في دول مثل اسرائيل ومصر والسعودية لن يساعد في تحسين الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط، ودعا الى تخصيص تلك الموارد في مشاريع انمائية. وقال البرادعي، في حديث الى مجلة «بروفيل» النمساوية،ان ضخ المزيد من الأموال لشراء وتكديس الأسلحة لن يجدي في حل قضايا المنطقة.
وأضاف متسائلا «قد ينتهي المطاف بوضع مشابه للحرب البادرة في السابق هل ساعد ذلك في فرض الأمن أو الاستقرار؟ لا لم يساعد»، ولم تنشر الوكالة الدولية في موقعها الالكتروني نص المقابلة للمجلة الاخبارية الذي سينشر اليوم، الا أن الناطقة باسم الهيئة مليسا فلمينغ، أكدت التصريحات.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في مطلع الشهر عن مساعدات عسكرية غير مسبوقة الى اسرائيل تصل قيمتها الى 30 مليار دولار على مدى عشرة أعوام، بجانب صفقات أسلحة متطورة أخرى لحلفائها في المنطقة في دول الخليج ومصر لدعمهم في مواجهة المد الايراني المتنامي. وفي موقف غير معهود، أعربت اسرائيل عن موافقتها للصفقة التي انتقدتها ايران بدعوى أنها تهدف الى اثارة الرعب والقلق.
وأعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، في وقت سابق، عن تفهم دواعي الخطة الأميركية لتزويد دول الخليج العربية بأسلحة متطورة لمواجهة التأثير الايراني في المنطقة. وتعكس الموافقة الاسرائيلية النادرة القلق الاسرائيلي والأميركي المشترك حول التهديد المحتمل لوجود ايران مسلحة نوويا.
يذكر أن أقصى منطقة في جنوب اسرائيل، تبعد نحو 16 كيلومترا عن السعودية في منطقة خليج العقبة. وكان مسؤول رفيع المستوى في ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش قد أكدفي أواخر يوليو أن الولايات المتحدة تعد مشروع صفقة لتزويد المملكة العربية السعودية بأسلحة متطورة وتحديث قدراتها الحالية لمواجهة أي اعتداء ايراني في منطقة الخليج.
وأشار المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، الى أن قيمة الأسلحة ومتعلقاتها المقترحة ستصل الى 20 مليار دولار، على أن تصل مدته الى عشر سنوات. وأوضح المسؤول أن الصفقة ستشمل الى جانب السعودية، كلا من الامارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان.
ومن بين الأسلحة التي يتوقع أن تتضمنها الصفقة تزويد السعودية، وللمرة الأولى بالقذائف الموجهة بواسطة الأقمار الصناعية والمعروفة اختصارا بـjdam، وهي نوع من الذخائر المندرجة تحت مسمى الأسلحة الذكية، وتشمل نوعين من القنابل النوع الأول زنة 500 باوند والثاني 2000 باوند.
ومن الأسلحة الأخرى التي قد تشتمل عليها الصفقة، زوارق بحرية جديدة وطرز متطورة من صواريخ جو - جو، من النوع المستخدم حاليا في القوات الأميركية، وكذلك منظومة متطورة من صواريخ باتريوت.
إيران تجدد انتقادها للصفقة
جددت ايران في مطلع الجاري انتقادها لخطة التسليح الأميركية لدول الخليج واسرائيل حيث قال عنها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان هدف الولايات المتحدة منها هو بسط هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط.
ودعا نجاد الحكومات الى رفض الصفقة الأميركية مطالبا اياها بتخصيص قيمتها التي تبلغ 30 مليار دولار، على الأقل، لتنمية وتطوير شعوبها.
ونقل الموقع الالكتروني الرسمي للمكتب الرئاسي في ايران عن نجاد قوله: كل جهود الولايات المتحدة تنصب في خلق خلافات بين إخوتنا في المنطقة بهدف فرض مبادئها وهيمنتها، الأميركيون يشعرون بأن علاقتهم مع دول المنطقة ضعفت ومن هذا المنطلق جاءت صفقة الأسلحة.
الصفحة في ملف ( pdf )