اكدت الحكومة العراقية امس ان خطوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في تجميد انشطة جيش المهدي التابع له هي «فرصة مناسبة لتجميد عمل باقي الميليشيات بشتى انتماءاتها السياسية».
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي «ترحب الحكومة العراقية بإعلان سماحة السيد مقتدى الصدر بتجميد نشاط جيش المهدي لمدة ستة اشهر».
واضاف «تعد هذه المبادرة خطوة مشجعة على طريق تثبيت الامن والاستقرار في جميع انحاء البلاد وفرصة مناسبة لتجميد عمل باقي الميليشيات بشتى انتماءاتها السياسية والفكرية حفاظا على وحدة واستقلال وسيادة العراق».
واكد البيان ان «التيار الصدري يعد من القوى السياسية المهمة على الساحة العراقية، وسيبقى فاعلا ومشاركا حقيقيا في العملية السياسية».
واضاف ان «الاجراءات التي تتخذها الأجهزة الحكومية بعد الاحداث المؤسفة التي حدثت أثناء الزيارة الشعبانية في مدينة كربلاء، لا تستهدف على الإطلاق التيار الصدري باعتباره مكونا سياسيا، إنما ستقتصر الملاحقة على العناصر التي ارتكبت الجرائم وانتهكت المقدسات وألحقت الاضرار بالممتلكات العامة وذلك على اساس العدالة وسلطة القانون ودون النظر الى الانتماء السياسي او الحزبي او الفئوي».
ومن جانبها، عبرت اطراف من العرب السنة تفاؤلها حول دعوة الصدر لتجميد نشاط الميليشيات التابعة له املا في ان يقلل ذلك من الهجمات التي تتعرض لها طائفتهم.
وقال عمر عبدالستار عضو جبهة التوافق «اذا كانت دعوة مقتدى الصدر تخدم هذا الهدف فنحن نرحب بها، ولاسيما اذا كانت تدعو لايقاف حرق المساجد والتهجير الطائفي».
واضاف ان «اوراق الشارع الشيعي بحاجة الى اعادة ترتيب وتنضج باتجاه المؤسساتية والبناء الرسمي باعتبارهم الحاكمين في هذا البلد»، مؤكدا «لقد عانينا الكثير من الضعف في البناء المؤسساتي».
وتابع «يجب الا نصب الزيت على النار، يجب ان نساعد اخواننا الشيعة. نريد ان نعيش في عراق للجميع، نريد ان نطفئ فتنة لو اشتعلت لامتدت لكل المنطقة».
ومن جانبه، اكد الشيخ محمد بشار الفيضي الناطق باسم هيئة علماء المسلمين ان قرار الصدر «يعتمد على الانشطة التي يقوم بها جيش المهدي والاسباب والدوافع التي تقف وراء هذا القرار».
واضاف الفيضي«اذا كان هذا الجيش يمارس مقاومة ضد الاحتلال فليس من حق السيد مقتدى ولا غيره ان يصدر هذا الامر لان الاحتلال لا يزال موجودا ومقاومته في الفقه الاسلامي، بما فيه الفقه الشيعي، فرض لا يمكن لاحد تعطيله لان هذا جهاد دفاع».
وتابع «اما اذا كان المقصود ايقاف انشطة الجيش الدموية بحق الابرياء وما يمارسه يوميا من قتل وتهجير طائفي واختطاف فهو قرار صحيح ونأمل في ان نلمس آثاره قريبا».
الى ذلك فرضت السلطات العراقية امس طوقا عسكريا امنيا حول العتبات المقدسة في كربلاء عقب الاشتباكات المسلحة التي شهدتها هذه المدينة الثلاثاء والتي اسفرت عن مقتل 52 من الزوار الشيعة.
وافاد مراسل فرانس برس بأن السلطات نشرت قوات عسكرية وسرية آلية ومدرعات حول ضريح الامامين وفرضت اجراءات امنية واطواق عدة حول المدينة القديمة والاضرحة.
الصفحة في ملف ( pdf )