اتهم الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ما وصفه بـ «التيار المتطرف» في العالم بالحصول على دعم وتغطية سياسية من «القوى المستكبرة والفاسدة» في العالم.
ونسبت وسائل إعلام إيرانية أمس إلى احمدي نجاد قوله خلال استقباله رئيس مجلس النواب الصومالي شريف حسن شيخ آدم «ان الأعمال اللاإنسانية التي يرتكبها التيار المتطرف تتم بدعم وتغطية سياسية من القوى المستكبرة والفاسدة في العالم».
وأضاف «ان وجود التيارات المتطرفة لا يقتصر على الصومال بل هي موجودة في مختلف بقاع العالم ومنها افغانستان وباكستان».
ورأى «ان جميع التيارات المتطرفة وأسيادها في طريقها الى الزوال بفضل صمود شعوب العالم» ودعا «الى توخي الدقة والحكمة والتخطيط الجيد لمواجهة تيارات مدعومة كهذه من قبل قوى الهيمنة».
وأشار الى ان «التضامن العقائدي والثقافي بين الدول الإسلامية أمر ضروري لمواجهة التطرف الذي يرتكب أعمالا شائنة باسم الإسلام». وقال ان إيران «تدعم تقدم وترسيخ الأمن والسلام في الصومال».
في سياق آخر، عاد اسم نسيب الرئيس الإيراني ومساعده المقرب والمتنفذ أصفنديار رحيم مشائي إلى البروز مجددا على سطح الأحداث في إيران.
ويأتي ذلك بعد أن ظهرت تخمينات وتحليلات ترجح وقوفه وراء قرارات أحمدي نجاد الأخيرة بعزل بعض المسؤولين والموظفين الحكوميين من مناصبهم واستقدام آخرين وفي مقدمتهم وزير الخارجية منوچهر متكي.
فبينما كان يتوقع رئيس المنظمة الوطنية للشباب في إيران «مهرداد بذرباش»، واحد أتباع نجاد المواليين، أن يستمر في شغل مناصب رفيعة المستوى، وجد نفسه مقالا على نحو عاجل.
وأكدت تقارير واردة من إيران مطلع هذا الأسبوع أن بذرباش، الذي تعكس معتقداته الإيديولوجية معتقدات الرئيس والذي كثيرا ما كان يهاجم بصورة حادة منتقدي نجاد، قد أقيل من قبل الرجل نفسه الذي سبق وأن صنعه.
حيث قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية إن تلك الإقالة واحدة من عدد من التغييرات الوظيفية المفاجئة التي أحدثها نجاد – بما في ذلك إقالة وزير الخارجية، لافتة إلى أن تلك التغييرات قد تسببت في إثارة شكاوى من الحلفاء والمنتقدين على حد سواء بشأن الأسلوب «القبلي» والمتعجرف للرئيس، وكذلك بشأن التأثير العلني والصريح الذي بات يحظى به واحد من أقرب مساعديه.
وأشار منتقدون في هذا الشأن إلى أن اصفنديار مشائي، رئيس المكتب الرئاسي والذي تربطه علاقة نسب بنجاد (بزواج ابنته من ابن الرئيس)، بدأ يحظى بقدر كبير من التأثير على أحمدي نجاد.
لكن وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة النطاق التي يتم توجيهها إلى مشائي، بما في ذلك الانتقادات التي توجه إليه من قبل السلطة الدينية العليا في البلاد، إلا أن نجاد لم يكترث لكل هذا، وقام بتعيينه في مجموعة من المناصب العليا، ومن ثم بدأ يزداد نفوذ مشائي، حتى بدأت تظهر تكهنات تتحدث عن أن نجاد يراه منافسا رئاسيا في المستقبل، وهو ما نفاه مشائي تماما.
ثم مضت الصحيفة الأميركية لتبرز ما قاله تقرير إيراني عن أن نجاد «أمر بعزل بذرباش من منصبه» خلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأحد قبل الماضي، بعد أن انتقد الأخير بعضا من تدخل مشائي في شؤون المنظمة الوطنية للشباب.
وأشار التقرير ذاته إلى أن طريق عمل نجاد تتمثل في إقدامه على حل مشكلة ما بخلقه مشكلة أخرى، في مواجهة العقوبات اللاذعة من جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وخطة دعم إصلاح مؤلمة ومثيرة للغاية، وكذلك عدد كبير آخر من المشاكل.
وتردد كذلك أن عضوا بارزا في وزارة الإرشاد الإسلامي قد أقيل من منصبه هو الآخر يوم الجمعة الماضي، جنبا إلى جنب مع عضو آخر بطش به من وظيفته قبل أيام.
وتابعت «ساينس مونيتور» الحديث في هذا السياق بنقلها عن فريدة فرحي، خبيرة الشؤون الإيرانية في جامعة هاواي، قولها: «من الواضح أن هناك نغمة سارية بين الجميع في إيران، وفي الدوائر المحافظة، تبين أن الأمور برمتها في يد مشائي، وهو الأمر الذي ترتب عليه كذلك إقدام صحيفة «كيهان» الرسمية الموالية للنظام على مهاجمة نجاد.
ومن الواضح أن جزءا على الأقل من النخبة قد تم إبعاده، وهو ما جعل دائرة الحكم في البلاد تصبح أضيق، من حيث التوجه الأيديولوجي».