بيروت - عدنان الراشد - عمر حبنجر
بعد 106 أيام من المعارك الضارية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين خرج الجيش اللبناني منتصرا لشهدائه الـ 163 وجرحاه الذين تجاوزوا الألف على «عصابة العبسي» التي اندحرت تحت وطأة ضربات الجنود الميامين الذين حملوا على الأكتاف ونثرت الورود على محياهم بعد خروجهم من «البارد» مكللين بالنصر المبين ومزودين بتجربة قل مثيلها لاقت اعجاب جيوش العالم قاطبة بدءا بأميركا ومرورا بالدول العربية وانتهاء بأوروبا التي أشادت بشجاعة الجيش اللبناني وبسالته علما ان افراده قاتلوا بامكانيات محدودة جدا.
وبالرغم من ذلك طوّر الجيش اللبناني أساليب مبتكرة لمقاتلة الارهابيين في بيئة عسكرية خطيرة جدا كالرمي اليدوي للقذائف من المروحيات العسكرية غير المعدة أساسا للرمي والى غير ذلك من الأساليب التي ادهشت الخبراء العسكريين.
معركة «البارد» كانت تخاض في جو سياسي مشحون بالانقسامات وبالرغم من ذلك اصر قائد الجيش العماد ميشال سليمان على عدم التفريط بدماء العسكريين عبر المساومة مع مقاتلي «فتح الاسلام» مصرا منذ اليوم الأول على بدء المعارك على استسلام الارهابيين دون قيد أو شرط ما عدا خضوعهم لعدالة القضاء اللبناني.
العماد سليمان أدار ظهره للانقسامات السياسية قائلا «تبا للرئاسة اذا كان ذلك لمصلحة الوطن»، وذلك بعد ان طرح اسمه كرئيس توافقي ورفض بعض القوى تعديل المادة 49 للدستور التي لا تسمح لموظفي الفئة الأولى وما يعادلهم في ادارات الدولة اللبنانية بالترشح للرئاسة قبل سنتين من تركهم وظائفهم (استقالتهم أو تقاعدهم) ومنصب قائد الجيش من ضمنهم.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )