بيروت - منصور شعبان
أكد النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان اللبنانيين لا يملكون قرارهم وحدهم في وقت يتعذر فيه التوافق الاقليمي، مستبعدا الحل حتى لو لم توافق على رئيس جديد!
وقال بيضون: الأزمة الراهنة ليست أزمة مشاركة أو حقوق لبعض الطوائف، انما تتصل بموقع لبنان الاقليمي وبالصراع الاميركي - الايراني، ملاحظا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري طرح مبادرة للحل، بينما يرفض الحوار مع الاكثرية؟
بيضون نصح الرئيس بري ببدء المشاورات مع رئيس الاكثرية النيابية سعد الحريري. وتوقف امام دور الڤاتيكان في اختيار رئيس لبنان، وفي موضوع تغيب الامام موسى الصدر، طالب بمحكمة دولية لحل هذه القضية على غرار المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري.
وردا على سؤال عن مآل الاستحقاق الرئاسي قال بيضون: «يجب الانطلاق من سؤال أساسي هو: هل الاستحقاق شأن داخلي أم شأن اقليمي؟».
وأوضح ان اللبنانيين لا يملكون القرار وحدهم، بل ان رئيس المجلس النيابي أصر عدة مرات على ان الموضوع الرئاسي، كموضوع الوفاق الداخلي، متعلق بتفاهم سوري - سعودي، ومسؤولية اللبنانيين وواجباتهم ان ينتخبوا رئيسا جديدا وليس انتظار تعيين رئيس من الخارج سواء أكان بتفاهم سوري - سعودي أو بتفاهم اميركي - ايراني.
و من الواضح، اليوم، ان التفاهمات الاقليمية غير ممكنة، وتاليا الارجح ان المعارضة ستعمل على نسف الاستحقاق الرئاسي وادخال لبنان في الفراغ الدستوري خوفا من مجيء رئيس من الاكثرية النيابية، وهنا تكمن الخطورة الكبيرة على الوضع اللبناني لأن الدخول في الفراغ الرئاسي سيكون نذير حروب أهلية متعددة.
يُستشف من كلامك ان لا حل في الافق؟
في كل الحالات الأزمة المالية اللبنانية ليست مقبلة على حل سريع وحتى لو نجحت المساعي في التوافق على رئيس جديد، فإنه لن يكون رئيس حل، بل رئيس ادارة أزمة أو رئيس هدنة في حرب اهلية غير معلنة موضوعها الاساسي موقع لبنان الاقليمي. هل لبنان على خريطة الشرق الاوسط الاميركي أم على خريطة الشرق الاوسط الايراني.
هذا يعني ان الأزمة اللبنانية ستظل تدور حول نفسها؟
يجب التأكيد على ان الأزمة المالية ليست أزمة مشاركة أو حقوق لبعض الطوائف، لأن كل الاطراف يؤكدون انهم مع اتفاق الطائف، وتاليا لم يطرح حزب الله والمعارضة أي مشروع جديد أو قواعد جديدة لتقاسم السلطة وليس هناك شكوى من الشيعة تحديدا حول حجم مشاركتهم في الدولة، اذن الأزمة ليست داخلية، انما تتعلق بموقع لبنان الاقليمي، وهو موضوع يربط لبنان بالصراع الاميركي - الايراني على المنطقة ولا يقدم في الافق المنظور أي حل، ويؤكد بعض الاوساط في المعارضة ان من مصلحتها تأجيل انتخابات الرئاسة في لبنان الى ما بعد اعلان هزيمة اميركا في العراق.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )