تنقسم المعارضة التونسية إلى ثلاثة اتجاهات، فهناك المعترف بها من قبل السلطات، وأخرى مرخصة، ولكن بينها وبين السلطات علاقات متوترة، أما الاتجاه الثالث للمعارضة فيتمثل في الأحزاب المعارضة التي لا يعترف بها النظام بغض النظر عن مدى شعبيتها. وأقدم الأحزاب المعارضة «حركة التجديد» وقد انبثقت هذه الحركة عن الحزب الشيوعي التونسي الذي تأسس أوائل عشرينيات القرن الماضي، ومن أبرز وجوه حركة التجديد زعيمها الحالي أحمد إبراهيم، إضافة إلى زعيمها التاريخي محمد حرمل.
أما حركة الديموقراطيين الاشتراكيين، فقد قادها أحمد المستيري، بعد انشقاقه على الحزب الحاكم في حينه وقد تم الاعتراف بحركة الديموقراطيين الاشتراكيين رسميا أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وقاد هذه الحركة التي شهدت في شعبيتها هبوطا وصعودا كل من إسماعيل بولحية ومحمد مواعدة. كما اعترف النظام في نفس الفترة بأحزاب أخرى مثل حركة الوحدة وزعيمها الحالي أحمد بوشيحة.
ومع الإطاحة بالرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، منح زين العابدين بن علي عام 1989 الترخيص لأحزاب مثل: التجمع الاشتراكي التقدمي الذي بات يحمل اسم الحزب الديموقراطي التقدمي بقيادة أحمد نجيب الشابي والذي يحظى بعلاقات واسعة مع جميع أطراف الطيف السياسي كما اعترف بن علي بحزب الاتحاد الديموقراطي الوحدوي ذي التوجه القومي وعين على رأسه عبدالرحمن التليلي قبل أن يزج به في السجن ويعين بدلا منه أحمد الإينوبلي.