أحداث 25 يناير المتوالية فصولا لم تكن الأولى من نوعها في مصر، فقد شهد هذا القطر العربي الكبير سلسلة ثورات وهبات، وفيما يلي أبرز هذه المحطات:
ثورة عام 1919: انطلقت شرارتها من جامعة القاهرة في 8 مارس 1919 وانتقلت إلى الأزهر، ثم انتشرت لتعم كل أرجاء مصر خلال يومين.
السبب المباشر للثورة تمثل في اعتقال الاحتلال البريطاني الزعيم سعد زغلول ونفيه إلى مالطة بسبب مطالبته بالسماح لوفد مصري بالسفر إلى باريس للمشاركة في مؤتمر الصلح الذي أعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى الذي تحدد فيه مصير كل البلدان المحتلة وبينها مصر.
لكن السبب الحقيقي للثورة التي شاركت فيها كل فئات الشعب كان مصدره الظلم والاستغلال الذي مارسه الاحتلال في سنوات الحرب العالمية الأربع، حيث كانت بريطانيا تصادر محاصيل الفلاحين وتجبر الشبان قسرا على الانخراط في القتال على جبهات فلسطين والعراق وبلجيكا وفرنسا فيما سمي بـ «فرقة العمل المصرية» إضافة إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان جراء ممارسات الاحتلال. واضطرت إنجلترا نتيجة للثورة إلي عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح بباريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
تظاهرات 9 و10 يونيو 1967: لم يكد الشعب المصري يستيقظ من صدمة الهزيمة التي ألقتها إسرائيل بجيوش ثلاث دول عربية هي الأردن وسورية ومصر واحتلالها الضفة الغربية وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء خلال حرب يونيو 1967، حتى فوجئ بقرار الرئيس جمال عبدالناصر يوم 9 يونيو بالتنحي عن منصب الرئاسة بسبب الهزيمة. وبعيد انتهاء عبدالناصر من إلقاء خطاب التنحي، خرج مئات الآلاف من المصريين إلى الشوارع في مظاهرات استمرت يومين مطالبين ناصر بالعودة عن قراره. واعتبر المراقبون الزخم الشعبي المتمثل في المظاهرات عامل شحن حفز الجيش المصري على القتال لاستعادة الأرض المحتلة.
انتفاضة الخبز عام 1977: شهدت مصر في 18 و19 يناير 1977 انتفاضة شعبية على نظام الرئيس أنور السادات في جميع المدن الرئيسية تقريبا من الإسكندرية إلى أسوان مرورا بالقاهرة بسبب مضاعفة أسعار مواد غذائية أساسية بينها الخبز.
السبب المباشر لقيام الانتفاضة هو استيقاظ الشعب المصري في صباح 18 يناير على قرار حكومي يقضي برفع أسعار سلع أساسية مثل الخبز والشاي والأرز والسكر واللحوم والمنسوجات وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلى الضعف.
وفرض حظر التجوال ونزل الجيش إلى المدن للسيطرة على المظاهرات وأعمال التخريب التي استهدفت المباني الحكومية والمحلات التجارية واعتقل الآلاف من المتظاهرين من العمال والطلبة.
ورغم اضطرار الحكومة للتراجع عن قرار رفع الأسعار، واصل السادات وصف الانتفاضة في خطبه بـ «انتفاضة الحرامية» بسبب أعمال سلب استهدفت المجمعات الاستهلاكية خلال الأحداث.