قالت الولايات المتحدة أمس انها ستعترف بجنوب السودان كدولة جديدة في العالم كما انها ستكافئ الشمال على تعاونه بشطبه من لائحة الدول المتهمة بالإرهاب. وبعد ساعات على اعلان نتائج الاستفتاء التي اكدت ان 98.93% في جنوب السودان يؤيدون الاستقلال عن الشمال، اعلن الرئيس باراك اوباما ان واشنطن ستعترف بالجنوب «كدولة مستقلة وذات سيادة» في يوليو، التاريخ المقرر لاستقلاله.
واضاف «باسم الاميركيين، اهنئ سكان جنوب السودان باستفتاء تكلل بالنجاح، اختارت فيه الغالبية الساحقة من الناخبين الاستقلال».
وتابع في بيان انه «بعد عقود من النزاع، تحولت صور الملايين من الناخبين في جنوب السودان وهم يقررون مصيرهم الى مصدر إلهام للعالم وخطوة اخرى على طريق مسيرة افريقيا الطويلة باتجاه الحرية والديموقراطية».
ونبه الرئيس الاميركي الى «مسؤولية كل الاطراف في تحويل هذه اللحظة التاريخية الحافلة بالوعود الى لحظة تقدم دائم»، داعيا الى تطبيق اتفاق السلام الشامل بين الخرطوم والجنوب.
وتعهد اوباما ان «تعمل (الولايات المتحدة) مع حكومتي السودان وجنوب السودان من اجل عملية انتقال سلمية نحو الاستقلال».
ولم يغفل اوباما النزاع في دارفور، مجددا دعوته الى السلام في الاقليم الواقع في غرب السودان. وقال «يجب وقف الهجمات على المدنيين في دارفور وانهاء النزاع نهائيا».
واضاف «بالنسبة الى من يفون بالتزاماتهم، ستكون هناك فرصة لمزيد من الازدهار والعلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة».
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بيان منفصل ان الولايات المتحدة «بصدد البدء بعملية» شطب السودان عن اللائحة.
واضافت ان «شطب السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب سيتم عندما يحقق السودان كل المعايير التي ينص عليها القانون الاميركي».
وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي سعى خلال لقاء مع كلينتون الشهر الماضي الى شطب السودان من اللائحة بعد تعاونه في مسألة الجنوب.
بدوره قال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي للصحافيين ان «السودان قال بوضوح انه يريد علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة».
وأكد السيناتور جون كيري الذي زار السودان ثلاث مرات في الاشهر الاخيرة للمساعدة على التمهيد للاستفتاء التاريخي انه وعد السودان بشطبه من لائحة الدول المتهمة بدعم الارهاب اذا اعترف بنتائج الاقتراع.
وقال السيناتور الديموقراطي الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية والقريب من البيت الابيض «بما ان السودان قام بهذه الخطوة المهمة فسنبدأ هذه المراجعة».
من جهة أخرى، أعرب مجلس الوزراء السعودي عن الامل في ان تسهم نتائج الاستفتاء السوداني التي اظهرت اختيار غالبية ساحقة من الجنوبيين الانفصال، في إرساء السلام والصداقة بين شمال وجنوب البلاد.
وقال وزير الاعلام السعودي عبدالعزيز خوجة لوكالة الانباء السعودية بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء مساء أمس الأول ان المجلس «اعرب عن امله في ان تسهم نتائج الاستفتاء في السودان في ارساء السلام بين الشمال والجنوب وان تبنى العلاقات بين الجانبين على حسن الجوار والصداقة». وتمنى المجلس «للشعب السوداني كل تقدم وازدهار».