رحبت الصحف المصرية امس بما فيها الأهرام والجمهورية الحكوميتان بالمرحلة الجديدة التي دشنها تنحي حسني مبارك عن الرئاسة. وعنونت صحيفة الاهرام «الشعب اسقط النظام. شباب مصر أجبر مبارك على الرحيل». من جهة اخرى، وفي مقال بعنوان «لا لجيل الثلاثينات»، انتقدت الاهرام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ونائب الرئيس السابق عمر سليمان لإعلانهم في أوقات مختلفة استعدادهم لقيادة البلاد. وقالت الاهرام ان «كل الوجوه التي احتلت السياسة الرسمية لسنوات عليها ان تصمت الى الابد». اما الجمهورية، فكتبت في عناوينها «مبارك يتنحى والجيش يحكم. انتصرت ثورة 25 يناير. القوات المسلحة تحيي مبارك على ما قدمه للبلاد حربا وسلما وتؤكد انها ليست بديلا للشرعية». وتناولت افتتاحيتها التي حملت عنوان «70 مليارا؟» المعلومات التي تحدثت عن امتلاك مبارك واسرته سبعين مليار دولار. وقالت الصحيفة «بغض النظر عن صحة هذا الامر فإن شعبية مبارك التي قامت على انه «نصير محدودي الدخل والفقراء تحطمت». واضافت «الشفافية مطلوبة من الرئيس القادم، من حقنا ان نعرف ثروته قبل وبعد المنصب». والفكرة نفسها كررتها صحيفة اخبار اليوم الحكومية ايضا، وعنونت «ورحل مبارك. قواتنا المسلحة: انا الشعب». اما صحيفة الوفد المعارضة، فعنونت «انتصرت ارادة الشعب وسقط مبارك». وسخرت الصحيفة من الخطاب الاخير الذي ألقاه مبارك. وكتبت «نعلم انك لم تكن طالب سلطة فلم تحكمنا الا ثلاثين عاما فقط لم نمكنك خلالها من تحقيق الديموقراطية ولم نمهلك من الوقت للوصول الى الرخاء». لكنها اشارت في المقابل الى حقه في البقاء في مصر «وهو حق له كمواطن لا ننازعه فيه». وفي الصحف المستقلة، عنونت المصري اليوم «الشعب اراد وأسقط النظام» و«لو مت يا امي ما تبكيش أموت علشان بلدي تعيش». وكتبت في صفحتها الاولى «الفارق كبير بين ثورات الشعوب وثورات الجيوش، فالثانية (...) يمكن ان يقال عنها انها انقلاب عسكري» اما الثورات الشعبية فتبقى «خارج اطار التصنيف، وتستمد شرعيتها من الشعب» وحده. اما الشروق فعنونت «ارفع رأسك انت مصري» بينما كتبت الدستور «اخيرا تنحى». وكتبت صحيفة نهضة مصر «الشعب حاصر التلفزيون وقصر الرئاسة والفرحة زلزلت الميدان». وأعرب اتحاد الاذاعة والتلفزيون عن تهنئته للشعب المصري بثورته العظيمة النقية التي قادها خيرة شباب مصر.. معبرا عن تعازيه في الشهداء الأبطال الذين سالت دماؤهم الطاهرة في سبيل الحرية والعدالة. وقدم الاتحاد ـ في بيان صادر امس ـ كل التحية لقواتنا المسلحة على دورها الرائع في حماية الثورة الشعبية وحفظ الوطن والمواطنين، وتعهد بأن يكون التلفزيون المصري أمينا في رسالته، مقدما إعلاما راقيا منافسا يليق باسم مصر وثورتها التي يشهد لها التاريخ بأنها الأعظم في تاريخ الثورات.
وأكد الاتحاد على أن التلفزيون المصري ملك للشعب وفى خدمته، وسيكون معبرا عن آماله منحازا إلى الحقيقة دون سواها.
وسائل إعلام سورية: مصر عادت إلى الصف العربي
من جهة أخرى اعتبرت وسائل الإعلام الرسمية السورية ان ما حصل في مصر لحظة تاريخية من أعظم اللحظات في التاريخ الوطني المصري ومن أنصع اللحظات في التاريخ القومي العربي التي تغير مصر والمنطقة والعالم.
من جانبه، اعتبر التلفزيون السوري الرسمي أن مصر «عادت الى الصف العربي» داعيا الى «انهاء الاتفاقات التي تفتقد الشرعية» في إشارة الى معاهدة السلام التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع إسرائيل العام 1979.
وفي غياب أي موقف رسمي سوري حول تنحي الرئيس حسني مبارك، اعتبر التلفزيون السوري الذي نقل مباشرة احتفالات الشعب المصري بهذا التنحي، أن ذلك سيؤدي الى «عودة مصر الى الصف العربي».
وأضاف «ان ما حصل من حصار لغزة وارتهان القضية الفلسطينية أعطى ملمحا بأن مصر خرجت عن الصف العربي خروجا شبه نهائي ومن هنا جاءت الثورة» المصرية.
من جهتها ذكرت صحيفة (تشرين) في افتتاحيتها ان يوم امس الأول «هو الانعطافة الكبرى في حياة الامة ليس في مصر فقط وإنما في الوطن العربي كله بعد ان قرر الشعب المصري تنحية الرئيس حسني مبارك».
وقالت ان الشعب المصري أجبر الرئيس مبارك على التخلي عن السلطة في ثورة شعبية رائدة كان فيها الوطن بكل مقوماته وقدراته ومعانيه السامية الشعلة التي تنير درب المتظاهرين والمعتصمين.
وجاء في الافتتاحية ان «الثورة المصرية الجديدة أثبتت أن مصر التي اختطفت لأكثر من 35 عاما لا يمكن لأحد ان يغير هويتها القومية وطابعها العربي وانتماءها الى هذه الامة ولا يمكن لأحد ان يقيدها الى ما لا نهاية باتفاقيات الذل والإذعان».
من جانبها ذكرت صحيفة «الثورة» في افتتاحيتها ان المصريين سطروا الصفحات الاولى من تاريخهم الحديث، مشيرة الى ان مصر اليوم غير مصر الأمس، حيث تعمل على استعادة دورها إقليميا وعربيا وفتح بواباتها المغلقة منذ عقود.
وأضافت «ان العلم المصري كان وهو يرفرف في ساحات وشوارع المدن المصرية من أقصاها الى أقصاها مشهدا سيبقى في ذاكرة التاريخ علامة فارقة وهي تؤرخ اللحظة التي سيكون ما بعدها غير ما كان قبلها». أما صحيفة «البعث» فقالت في افتتاحيتها انه «بانتصار ثورة مصر العظيمة حدثت المعجزة التي أكدت ان منطق الحق هو الذي يتغلب مهما طال زمن القهر والظلم على منطق القوة الغاشمة». وذكرت «ان الحق يقول ان الشعب هو مصدر السلطة والسيادة وان شرعية الحاكم تستمد فقط من إرادة المحكوم».
صحيفة سعودية: ثورة الشباب المصري خلاقة
من جانبها وصفت صحيفة «الرياض» السعودية ثورة الشباب في مصر بأنها فوضى «خلاقة صنعت جيلا قادر على ردع السلطة ومواجهتها». وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان «ثورة الكوابيس.. والأحلام»: «صحيح أن المظاهرات والاعتصامات المصرية، بدأت فوضوية بفعل انسحاب رجال الأمن وإطلاق السجناء.
صحيفة دنماركية: العرب سيتعلمون من مصر
في السياق نفسه اهتمت وسائل الإعلام العالمية بالتعليق على تطورات الأحداث السياسية الأخيرة في مصر. وكتبت صحيفة دنماركية: ستفهم شعوب العالم العربي هذا الدرس جيدا حتى وإن كانت فرصة تحقيق البداية الجديدة وانتصار مشابه لانتصار الشعبين المصري والتونسي.
صحيفة إيطالية: المصريون صنعوا التاريخ
كذلك تصدرت أنباء تنحي القيادة السياسية المصرية كافة العناوين الرئيسية بالصحف الإيطالية الصادرة صباح امس. فكتبت صحيفة «لآستامبا» الصباحية ذات الميول اليمينية تحت صورة كبيرة احتلت مقدمة الصفحة الأولى تصور تشابك أيادي المنتصرين «مبارك يترك الحكم.. انتصار الميدان» و«فرحة عارمة تعم البلاد، السلطة للعسكريين، البيت الأبيض يقول: المصريون صنعوا التاريخ».