رحبت صحيفة «الرياض» السعودية امس بموقف الجيش المصري خلال تعامله مع المتظاهرين والمعتصمين اثناء ثورة الشباب، وقالت ان الجيش المصري لم ينجر للموقف الاميركي الذي حاول ان يجعله جيشا انقلابيا يحسم الامور بسرعة.
وذكرت الصحيفة في مقال بعنوان «كلمة الرياض» ان «معظم جيوش الانقلابيين شجعان في قمع شعوبهم وتغيير الانظمة، وارانب امام جيوش الغزاة، والاختبار الناجح جاء من الجيش المصري الذي رغم ولائه للرئيس مبارك لم ينجر لصدام مع المتظاهرين والمعتصمين من الشعب المصري، عندما حاولت اميركا ان تجعله جيشا انقلابيا يحسم الامور بسرعة، غير ان الموقف الاميركي نفسه طرح ابعادا متناقضة مما جعل الجيش يراه محرضا اكثر منه متوازنا سياسيا وحريصا على امن مصر». وتابعت الصحيفة «تعودنا من سلطات جيوش الانقلابات ان الضباط يشكلون طبقة تحصل على امتيازات السكن والتطبيب والاندية، والتخفيضات في المشتريات، والتسهيلات في السفر، وهي رشاوى لحماية تلك الانظمة». واردفت بالقول «قيل ان مصر لم تحكم بشخصية وطنية منذ العصر الفرعوني، الى انقلاب 1952 حينما تولى السلطة محمد نجيب الذي خلفه جمال عبدالناصر ثم السادات فحسني مبارك، وطرحت اسباب كثيرة سلطت الضوء على طبيعة المجتمع المصري الذي اعطى العديد من الاتهامات، لكن ثورته غير المسبوقة في تواريخ الثورات ستكون علامة اخرى لقراءة الحركة الشعبية العفوية والتي قادها شباب لا ينتمون للاحزاب او مؤدلجون لأي تنظيم».
واشارت الصحيفة الى ان الوطن العربي الذي ظل من دون رأي الا عندما تختزل شخصيته ونفوذه بالزعيم الذي يعطي نفسه الرتب العسكرية والمدنية وتوزع صوره على الميادين والمكاتب وكل من لا يرضخ لهذا السلوك يفقد هويته ووظيفته، ويحجر عليه داخل مدينته، لكن ما جرى في تونس ومصر غير المعادلات، فصار المواطن بذرة جديدة في حقل الحرية.