كرست الصحافة البلجيكية أمس العناوين العريضة في صدر صفـــحاتها «للاحتـــفال» بتحــــطيم البلاد الرقم القياسي العالمي لأطول أزمة سياسية حكومية مفتوحة في التاريخ بسبب الخلاف المستحكم بين الفلمنكيين والفرنكوفونيين.
فقد دخلت بلجيكا أمس يومها الـ 249 من دون ان تتمكن من تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في 13 يونيو 2010. وبذلك تكون بروكسل حطمت الرقم القياسي العالمي الذي احتفظت به حتى أمس بغداد، التي تمكنت العام الماضي بعد فترة مماثلة من التوصل لاتفاق على تقاسم السلطة بين السنة والشيعة والأكراد.
وعنونت الصحيـــفة الواســـعة الانتشـــار في المناطق الفلمنكية «دي ستـــاندارد» بالخــط العريض «وأخيرا نحن أبطال العالم»، لتخــتار بذلك لمقــاربة الأزمة بلهــجة تهكمية ساخــرة أرفقـــتها بصــورة كبــيرة في الصـــفحة الأولى يظهر فيها مشجعو كرة قدم بلجيكيون يحتفلون بعد انتصار فريقهم.
وللمرة الأولى اتفقت الصحف الناطقة بالهولندية وتلك الناطقة بالفرنسية على مقاربة واحدة للازمة.
وحتى الساعة لم يتوصل الفلمنكيون والفرنكوفونيون الى اتفاق على رؤية مشتركة لمستقبل بلدهم. ففي حين يطالب الفلمنكيون المتحلقون بغالبيتهم حول حزبهم الرئيس الانفصالي بالحصول على حكم ذاتي واسع جدا، يحذر الفرنسيون من خطورة ان يؤدي هذا الخيار لاحقا الى تقسيم البلاد.