بيروت - عمر حبنجر
وصف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برى اجواء لقائه الاخير مع رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري بانها ايجابية للغاية، وقال انه متفق مع الحريري على المضي بعزم جدي وارادة صادقة نحو التوافق، وانه انهى مشاوراته مع اطراف طاولة الحوار واصبحت كل العناصر متوافرة قبل ولوج المرحلة الثانية المتعلقة بالاسماء وهي الاهم.
وقال بري انه لا يملك اسم مرشح محدد وان مرشحه هو التوافق وانقاذ لبنان من الازمة الوطنية التي يعيشها واشار الى انه لم ولن يلزم نفسه بأي مرشح بل سيحاول ان يتوصل مع فريقي الموالاة والمعارضة الى مرشح توافقي يحظى ان لم يكن بالاجماع فبشبه اجماع النواب ويكون منسجما الى حد كبير مع المواصفات التي نادى بها البطريرك صفير واولها ان يكون على مسافة واحدة من الجميع، ولا يخجل مستقبله من ماضيه.
مجلس عزاء للقرار 1559
وجدد بري القول انه مع انتخاب رئيس جديد سنقيم مجلس عزاء للقرار الدولي 1559، الذي نص على انتخاب رئيس وعلى الانسحاب السوري، على اساس ان القرار 1701 يفي بعد ذلك بمتطلبات لبنان المستقبل، وهو القرار المتسم بالمرونة، خصوصا في موضوع سلاح حزب الله. بري رفض الخوض في موضوع ما بعد الاستحقاق الرئاسي كالحكومة والبيان الوزاري وقال: مع انجاز الاستحقاق الرئاسي ستكون كل الامور سهلة على قاعدة «افتح يا سمسم».
فرصة العمر
كما توقع بري عقد جلسات جديدة من الحوار مع الحريري بعد عودة الاخير من واشنطن مشيدا في الوقت نفسه باجواء التنسيق القائمة بينه وبين حزب الله، ومشيرا الى ان الحزب فوضه بادارة الحوار مع الاكثرية.
بري تحدث عن «فرصة العمر» التي يعمل لها واستغرب الرسالة التي بعث بها رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الى الملوك والرؤساء العرب والاجانب عن الوضع في لبنان، واوضح ان موفده الى «المختارة» النائب انور الخليل لم يعد برسائل قاسية، انما سمع من جنبلاط موقفه الداعي الى رئيس من فريق 14 مارس، لكنه قال له «اذا حصلت تسوية من خارج ما اراه مناسبا فلن اكون عقبة، وما سأفعله هو انني ونواب الحزب سنمتنع عن التصويت».
نصر الله يتحدث الجمعة
وبلغ بري ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيطل تلفزيونيا يوم الجمعة المقبل على الضاحية الجنوبية عن طريق شاشة عملاقة حيث سيلقى خطابا سياسيا بمناسبة يوم القدس العالمي، يتطرق فيه الى التطورات السياسية والرئاسية.
قوى 14 مارس اجتمعت في قريطم امس بحضور 28 شخصية ابرزها سعد الحريري ووليد جنبلاط والرئيس الاسبق امين الجميل والرئيس التنفيذي للقوات سمير جعجع والمرشحان نسيب لحود وبطرس حرب ومستشار رئيس الحكومة محمد شطح.
وقد أطلع الحريري الحاضرين على حصيلة استشاراته مع الرئيس بري، وتم الاتفاق على مواصلة الاتصالات والجهود المبذولة وصولا الى تنفيذ الاستحقاق بانتخاب رئيس يضع مصلحة لبنان واستقلاله وسيادته فوق كل اعتبار.
النائب الحريري خلال الافطار اليومي الذي يقيمه في «قريطم» لفعاليات المناطق، قال امس الاول: ان الاستحقاق الرئاسي في موعده يمنع مشروع عودة الوصاية من باب الفراغ. واعرب عن ثقته بان اللبنانيين سيتوصلون الى انتخاب رئيس قلبه في لبنان وعقله في لبنان ويؤمن بعروبة لبنان وسيادته.في غضون ذلك ذكرت مصادر الاكثرية ان الحوار بين رئيس التيار الوطني الحر العماد عون من جهة وسعد الحريري ووليد جنبلاط من جهة ثانية تعثر في اللحظة الاخيرة.
وقالت المصادر ان المحاولات توقفت بسبب تراجع التيار الوطني الحر عن ترتيب لقاء بين العماد عون والنائب السابق غطاس خوري القريب من سعد الحريري، وحاول ان يستعيض عنه بلقاء بين خوري وجبران باسيل خلافا للمتفق عليه، ما ادى الى صرف النظر عن اللقاء علما ان خوري كان وصل الى منزل باسيل وفي نيته الانتقال واياه الى الرابية للقاء عون. وصرف عون النظر ايضا عن لقاء كان يفترض ان يجمعه مع النائب وليد جنبلاط، في منزل الاخير في كليمنصو بعدما قطع د.نبيل طويلة، وهو صديق مشترك لهما، شوطا بعيدا في التحضير للقاء.
ما بعد الرئيس قبل الانتخاب؟
عن هذه النقطة قال د. غطاس خوري: لقد كانت هناك محاولة للتواصل مع عون لم تتكلل بالنجاح، وقد حصلت اشكالات شكلية، والشكل ليس الا معبرا عن الجوهر، والان وفي هذه اللحظة لا توجد امكانية للقاء لا هذا الاسبوع ولا الذي بعده. وعن قول الرئيس بري انه لم يصل في مباحثاته مع الحريري الى الاسماء اوضح د.خوري القريب من سعد الحريري، ان مباحثات الرجلين تجاوزت اسم الرئيس الى ما بعد انتخاب الرئيس، الى موقف الحكومة الاتية من القرارات الدولية وبالذات 1559 و 1701 وعن العلاقة مع سورية ومع الفلسطينيين فهذه الامور يجب التوافق عليها قبل الرئيس وقد قطعا شوطا بعيدا في هذا السبيل.
عون مرشح المعارضة
من جهته رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية حذر من جلسة انتخاب على قاعدة النصف زائد واحد، واعرب عن تخوفه من اغتيالات لان المطلوب من اغتيال النائب انطوان غانم إحداث جنون داخل الموالاة وانتخاب رئيس بالنصف زائد واحد!
وكرر فرنجية القول في حديث متلفز ان الفراغ الرئاسي افضل من رئيس بالنصف زائد واحد، لافتا الى ان الحكومة الثانية ستكون خيارا عند المعارضة، وقد تنتخب رئيسا بمن حضر، معتبرا ان العماد ميشال عون هو مرشح المعارضة.
الصفحة في ملف ( pdf )