صرح المعارض المصري محمد البرادعي امس لصحيفة «ملييت» التركية بأن تنظيم انتخابات مبكرة في مصر سيقضي على مكتسبات الثورة وسيعيد الحكم الى انصار الرئيس السابق حسني مبارك. وقال البرادعي، الحائز جائزة نوبل للسلام محذرا «ان تسرعنا ونظمنا انتخابات في غضون اربعة او خمسة اشهر فإن الثورة ستصبح بحكم المنتهية، والنظام السابق سيستمر تحت قناع جديد». واضاف ان حزب مبارك الذي تنحى تحت ضغط الشارع «يعتزم العمل على عودته تحت شعار جديد، هؤلاء الناس يملكون اصلا كل شيء: المال ووسائل الاعلام، والذهاب سريعا الى الانتخابات يعني السماح للنظام السابق بالعودة مجددا الى الساحة بوجه جديد». ودعا البرادعي الى تشكيل «مجلس رئاسي» مؤلف من مدنيين اثنين وعسكري لادارة مرحلة انتقالية تتضمن تشكيل مجلس تأسيسي واستفتاء على دستور جديد وتقوية الاحزاب السياسية قبل اجراء انتخابات في غضون سنة على أقل تقدير.
«صنداي تايمز»: لابد من ملء الفراغ السياسي
من جهة أخرى لاتزال الثورة المصرية وتداعياتها تحظى باهتمام الصحف العالمية حتى بعد مرور نحو عشرة أيام على نجاح الثورة المصرية في إجبار الرئيس السابق محمد حسني مبارك على التنحي عن الحكم وتكليف المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.
وأشارت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية امس الأحد في مستهل تعليقها على الأوضاع في مصر بعد مبارك إلى ضرورة ملء الفراغ السياسي في البلاد.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن «المتظاهرين تحلوا بالمثالية الكاملة ويحدوهم الأمل في مستقبل أفضل إلا أن هناك خطرا كبيرا في حدوث حالة من الإحباط لهم».
واشارت الصحيفة إلى أن الأسابيع الماضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أوضحت أن الشعب فجأة صار بمقدوره ممارسة سلطة لم يكن يتوقع أبدا قبل ذلك أن يحوزها.
وقالت الصحيفة إن هذا الأمر مدعاة للفرح كثيرا لكن «لا يمكن استبعاد خطر» أن يتبع هذه الاحتفالات إحباط وعدم استقرار.
ورأت الصحيفة ان النظم الديموقراطية تحتاج إلى وقت لتطويرها لاسيما في الدول التي افتقدت هذا النوع من نظم الحكم وينقصها الأسس الديموقراطية.
وأضافت الصحيفة ان هناك حالة من الفراغ السياسي تسود بعد الإطاحة بالحكام المستبدين «ولا يعرف أحد حتى الوقت الراهن من سيملأ هذا الفراغ».