بيروت - عمر حبنجر
عادت الحرائق السياسية القابعة تحت رماد الاتصالات والمشاورات الى الواجهة بعد احتواء حرائق الأحراج الخريفية التي اندلعت في نحو 240 بقعة لبنانية من الشمال الى الجنوب ومرورا بالجبل.
الاستحقاق الرئاسي الذي سيكون بندا رئيسيا في محادثات رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في واشنطن اليوم الخميس ظل الشغل الشاغل للقوى السياسية في بيروت، اضافة الى المسائل الخلافية الاخرى، وعلى رأسها القرار 1559 الذي تعتبره المعارضة لاغيا - كما يقول النائب حسين الحاج حسن - بينما ترى مصادر النائب وليد جنبلاط «اننا اصبحنا في حاجة اليه اكثر من اي وقت مضى»، بما يهدد بتحويله الى مادة حارقة.
وابرز عناصر القرار 1559 بعد الانسحاب السوري الذي تحقق حل الميليشيات وسحب سلاحها، واعتبار حزب الله ميليشيا.
الرئيس نبيه بري امل امس ان تعبر مبادرته بالاستحقاق الرئاسي الى بر التوافق، وقال لزواره: ان الاجواء ايجابية وآمل ان نحقق ما نصبو اليه، مشددا على انه لا يجوز ان نترك البلد يذهب هكذا ونتفرج عليه ولا بد من مشاركة كل البلد بالانقاذ.
بري اعرب عن ارتياحه للموقف الذي صدر عن الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة غير بيدرسون بعد لقائه د.سمير جعجع في معراب، حيث اكد دعمه لمبادرة الرئيس بري والتوافق في لبنان وتركيزه على الا حاجة الى مبادرة من الامم المتحدة كون اي مبادرة ستصب في خانة دعم اللبنانيين.
وقال بري انه برغم كل شيء فإن امكانية قطف الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس توافقي في جلسة 23 اكتوبر واردة جدا، ولا شك في ان هذه الامكانية فيها صعوبة لكنها ليست مستحيلة على الاطلاق.
واشار الى مناسبة جامعة للنواب في جلسة انتخاب اعضاء اللجان النيابية الثلاثاء المقبل، وان هذه الجلسة قد تكون مهمة على صعيد التلاقي بما يعزز الجو الايجابي والمريح اكثر واكثر، وقال: انا ثابت على تفاؤلي لكن الامور بخواتيمها.
مصادر نيابية ابلغت «الأنباء» قلقها حيال التصريحات الايرانية ردا على وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي تطرق الى التدخل الايراني في العراق ولبنان، واعتبرت في ملاحظات الناطق الايراني محمد الحسيني العاتبة على تصريحات الفيصل دون انكار لما شكا منه الوزير السعودي، ما يشير الى تطورات بين البلدين تنعكس سلبا على لبنان.
مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي اعتبر من جهته ان الحل في لبنان يبدأ حين يرفع القرار 1559 كسيف مصلت على رقاب اللبنانيين لأنه سقط بالفعل ودفن في 14 اغسطس 2006، اي في تاريخ وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان وعن طريق القوة.
واكد الموسوي ان من يرد التعاطي ايجابا في هذه الفترة فعليه ان يتخلى عن المقايضة التي ابرمها بين ان يقدم ولاء للادارة الاميركية مقابل دعمها لكي يحكم لبنان المزرعة بانفراد واستئثار، ورأى ان المطلوب انتخاب رئيس للجمهورية يكون قد فهم جيدا معنى تجربة المقاومة وامكانياتها وقدراتها، وان يكون امينا على قوة لبنان باتخاذه المقاومة سندا، وان يضع في برنامجه ان تكون المقاومة جزءا من منظومته الدفاعية.
وشدد الموسوي على حرص المقاومة على ان يكون حلفاؤها شركاء في اي تسوية، سواء على مستوى انتخاب رئيس الجمهورية او تشكيل مجلس الوزراء الذي يلي انتخاب الرئيس.
الصفحة في ملف ( pdf )