بيروت ـ عمر حبنجر
الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، ليس في وارد الاعتذار، كما انه ليس متمسكا بالسلطة لكن لديه قناعة بأن استمراره في مهامه ضروري للمحافظة على الاستقرار وعلى وحدة لبنان.
هذا ما اكده ميقاتي شخصيا، خلال دردشة مع الصحافيين، واضعا بذلك حدا لرهانات بدأت تتردد بهذا المعنى.
وقال ميقاتي: اذا كان الدستور لا يحدد للرئيس المكلف مهلة لتشكيل الحكومة، الا انه يعتبر ان هموم الناس ومشكلاتهم ضاغطة ولا يمكن تجاهلها وينبغي السعي للاسراع بتشكيل الحكومة.
وعما اذا كان في وارد اعلان حكومة أمر واقع اذا استمرت العقد القائمة، سأل ميقاتي: هل يمكننا التسرع بتشكيل حكومة من دون أن نضمن مسبقا حصولها على ثقة المجلس النيابي، وقال ان الحكومة التي نطمح لتشكيلها مؤلفة من كفاءات، لكن ينبغي الأخذ بالاعتبار في الوقت ذاته تطلعات النواب الذين سموني لتشكيل حكومة يطغى عليها الطابع السياسي.
وما اذا كان التفاوض مع 14 آذار قد توقف، قال ميقاتي: طالما ان مراسيم تشكيل الحكومة لم تصدر بعد فإن باب التفاوض مفتوح، ولا يمكن لأي حكومة أن تكون من لون واحد ومن طرف واحد ولا تمثل كل القوى السياسية لأن التنوع هو ميزة النظام اللبناني.
وردا على سؤال حول ما اذا كان يقبل بتشكيل حكومة ليس له فيها الاكثرية المقررة أو الثلث الضامن، قال: انني متمسك بالصلاحيات المنصوص عليها بالدستور وباتفاقية الطائف، لاسيما لجهة صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ودور مجلس الوزراء مجتمعا.
وكان وفد من الكونغرس الاميركي زار ميقاتي قبل الظهر. الوفد أكد على الدعم الاميركي للمحكمة الخاصة بلبنان، وأضاف ان اميركا تعتبر حزب الله منظمة ارهابية، وان وجوده في الحكومة سيكون له تأثير على علاقات البلدين.
الوفد الذي يضم السيناتوران جون ماكينللي ووجوزف ليبرمان زار ايضا النائب وليد جنبلاط، برفقة السفيرة مورا كونيللي.
في غضون ذلك، غادر الرئيس ميشال سليمان الى الفاتيكان أمس، لحضور الاحتفال بإزاحة الستار عن النصب التذكاري للقديس مارون، شفيع الموارنة، وسيكون السبت في الكويت لحضور احتفالاتها بالعيد الوطني والتحرير وجلوس صاحب السمو الأمير، ما يعني ان لا حكومة لبنانية هذا الاسبوع، ولا ضمانة على قيام الحكومة في الاسبوع المقبل، طالما الانتفاضات الشعبية تغمر العالم العربي، وبالتالي، القوى الاقليمية المؤثرة مشغولة بالأهم على المهم.
والمولود الحكومي الموعود مازال للآن في طور التكوين، وتاليا لم يأخذ شكله النهائي أو لونه، كما يقول زوار الرئيس ميشال سليمان. في ظل عوائق محلية يضعها أكثر من طرف في وجه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ولا حراك ايجابيا يمهد لخروجه الى النور بعد.
وردا على أسئلة، قالت أوساط ميقاتي ان الوضع الذي كان قائما نهاية الاسبوع الماضي، مازال على حاله، ونحن نسعى لدوزنة المطالب وايجاد حلول توافقية تحفظ من جهة تمثيل القوى السياسية، ومن جهة اخرى موقع رئاسة الجمهورية.