عواصم - صفاء غنيم
استشهد الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاول بكوريا الشمالية لطرح امكانية اجراء محادثات مباشرة مع ايران، مشترطا لذلك ان تبادر طهران بتعليق انشطتها النووية الحساسة.
وشدد بوش متحدثا في لانكاستر (بنسلڤانيا، شرق) على ان الملفين النوويين الكوري الشمالي والايراني يستوجبان اسلوبين مختلفين في المعالجة، لكن الولايات المتحدة وافقت على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع كوريا الشمالية وقد تفعل ذلك مع ايران اذا امتثلت لشروط محددة.
وأدلى بوش بهذه التصريحات في وقت سُجل فيه تقدم في ملف نزع سلاح كوريا الشمالية النووي يدعم قراره المشاركة في مفاوضات سداسية مع النظام الشيوعي.
وقال الرئيس الاميركي «كل حالة مختلفة، واذا كان سؤالكم: هل انك ستجلس ذات يوم الى طاولة المفاوضات ذاتها معهم؟ (الايرانيين)، لقد اثبتنا اننا نفعل ذلك مع كوريا الشمالية، والجواب هو: نعم، بشرط ان نتوصل الى شيء ما، بشرط ان يكون في وسعنا تحقيق هدفنا».
واشار بوش الى ان الولايات المتحدة عرضت عام 2006 على ايران المشاركة في محادثات متعددة الاطراف شرط ان تبدأ بتعليق تخصيب اليورانيوم، رغم التصريحات «الاستفزازية جدا» للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي دعا فيها الى «محو اسرائيل عن الخارطة».
وقال بوش «القرار يعود اليه الآن وليس لي».
من جانبه قال وزير الخارجية الايرانية منوشهر متقي امس الاول ان الولايات المتحدة ليس بمقدورها شن حرب على ايران ضد رغبة دافعي الضرائب بها في ضوء التزاماتها العسكرية في العراق.
وأكد متقي أن برنامج ايران النووي الذي تعتقد الولايات المتحدة انه يهدف الى تطوير أسلحة نووية، موجه لاغراض سلمية تماما. واتهم واشنطن بالغطرسة وبشن «حرب نفسية» ضد بلاده.
وقال متقي في مؤتمر صحافي في الامم المتحدة «ليست الولايات المتحدة في وضع يؤهلها لفرض حرب أخرى في المنطقة ضد رغبة دافعي الضرائب الأميركيين».
وأضاف انه منذ حرب العراق لم تعد «قوى الغطرسة» تستطيع فرض ارادتها في الشرق الاوسط ولكن يتعين على ايران أن تتخذ تدابير وقائية.
وقال «أي دولة استنادا الى سياساتها الدفاعية ومبادئها لابد ان تستعد».
وأضاف «لقد أخبرنا الأميركيين قبل عامين بما سيحدث اذا اتخذوا قرارا متهورا ضد بلادنا».
ورفض متقي توضيح كيف ستدافع ايران عن نفسها في حالة تعرضها لهجوم. وقال «أفضل أن أتحدث عن السلام لا الحرب».
وتقول الولايات المتحدة انها تسعى للوصول لحل ديبلوماسي مع طهران بشأن برنامجها النووي ولكنها لم تستبعد اي خيارات أخرى.
وقال متقي ان هناك نوعا من «الحرب النفسية» يمارس كل 6 أشهر ضد بلاده يوحي بأن توجيه ضربة أميركية لإيران اصبح وشيكا.
وقال «كنا نتلقى معلومات تبدو دقيقة جدا عن موعد الضربة الأميركية باليوم والساعة».
وقال متقي في اشارة واضحة للولايات المتحدة «انهم يبحثون عن أهداف محددة. القضية النووية لم تكن في حد ذاتها هدفا».
وأضاف «حاولنا اخبار اصدقائنا في المنطقة أن ايران تبذل قصارى جهدها لتجنب أي مواجهة في المنطقة».
وقال متقي ان واشنطن تحاول حرمان ايران من حقها في امتلاك طاقة نووية. وأضاف أن «التخصيب جزء من حقنا لامتلاك تكنولوجيا نووية لاغراض سلمية».
الى ذلك يشهد إقليم عرب ستان (خوزسستان) الإيراني تطورات خطيرة حاليا بعدما تردد من معلومات عن خروج كل المهندسين والتقنيين وخبراء النوويات والعاملين الروس من مفاعل بوشهر الذين يعملون في بنائه وتجهيزه على قدم وساق الأحد الماضي.
الصفحة في ملف ( pdf )