شؤون سورية
قام الرئيس بشار الأسد بجولة تفقدية للمدينة الصناعية والسكنية الاستثمارية في منطقة حسياء التابعة لمحافظة حمص.
وقد ترأس الرئيس في بداية جولته اجتماعا مطولا حضره م.محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء، م.هلال الأطرش وزير الإدارة المحلية وإياد غزال محافظ حمص ومدير وأعضاء مجلس مدينة حسياء الصناعية، إضافة إلى عدد من المستثمرين.
واستمع الرئيس الأسد إلى شرح مفصل وموسع من محافظ حمص وإدارة المدينة الصناعية عن الخطوات التنفيذية وما تم إنجازه من أعمال خلال السنتين الماضيتين، وكذلك عن المعوقات التي لاتزال تعترض سبل تطوير العمل وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين في مدينة حسياء الصناعية.
كما تمت خلال الاجتماع الذي دام أكثر من ساعتين مناقشة تفصيلية لكل ما من شأنه المضي قدما في تنفيذ المشاريع وخطة العمل لمتابعة تحقيق الأهداف الموضوعة للعمل على ان تكون هذه المدينة مؤهلة بشكل كامل بحيث تصبح تجمعا صناعيا وعمرانيا متطورا.
واطلع الرئيس الأسد على أهم خطــوات التطويــر الإداري التي تم العمل بها. كما اطــلع على إطــار عمل المدينة من موقع ومخططــات وأقسام ومرافق خدمية وتوسعــات مستقبليــة، للنهــوض بواقــع هذه المدينة.
بعد ذلك تفقد الرئيس الأسد مبنى النافذة الواحدة، وسير العمل فيها، كما تفقد بعض المشاريع الجديدة المنفذة في المدينة وهي مصانع الشرق الأوسط لتكرير السكر والزيوت النباتية والشركة الوسطى للطباعة والتغليف وشركة الأغذية الراقية، حيث استمع من قبل أصحاب هذه المشاريع والمعامل إلى شرح عن العمل فيها والخدمات والتسهيلات التي توفرها إدارة المدينة للمستثمرين.
وأكد الرئيس الأسد في هذه الجولة أهمية دور مدينة حسياء في نهضة القطاع الصناعي الوطني وجذب المستثمرين وتنمية المنطقة الوسطى ووجه بإزالة جميع المعوقات والاعتماد على اللامركزية وبذل المزيد من الجهود لإنجاز هذه المدينة ضمن الجداول الزمنية المحددة.
إلى ذلك أكد م.خالد عزالدين مدير عام المدينة الصناعية والسكنية في حسياء ان الرئيس الأسد أبدى ارتياحه لما تم انجازه في المدينة الصناعية خلال المدة التي تلت زيارته الأولى للمدينة قبل ثلاث سنوات، حيث لم يكن هناك سوى مصنعين فقط قيد الإنتاج، بينما الآن ومن خلال الأرقام هناك 375 مستثمرا وحجم استثماراتهم 30 مليار ليرة سورية منهم 169مستثمرا في صناعات هندسية و100 مستثمر في صناعات كيميائية و85 مستثمرا في صناعات غذائية و16 مستثمرا في صناعات نسيجية و9 مستثمرين في قطاع الخدمات الإدارية والتجارية.
وأضاف عز الدين: إن بين هؤلاء المستثمرين 30 مستثمرا من المحافظات السورية و16 من جنسيات عربية وأجنبية.
وأشار إلى ان الاجتماع مع الرئيس الأسد كان غنيا جدا ومفيدا حيث استفسر بشكل دقيق عن كل ما يعترض سير العمل من مشاكل ومعوقات واستمع إلى مقترحات مفصلة حول آلية حل هذه المشاكل والمعوقات بأسرع وقت ممكن وإعداد مذكرات بشأنها ووضع النقاط المفصلة ليصار إلى متابعتها وحلها مع الجهات المعنية.
ان زيارة الرئيس بشار الأسد لمدينة حسياء نقلة نوعية ومهمة في اطار دفع آليات العمل في المدينة وتذليل الصعوبات أمام المستثمرين الذين يزداد إقبالهم على الاستثمار في سورية عاما بعد عام في ظل ما تشهده من مناخ استثماري آمن ومستقر وواعد.
وتأتي هذه الزيارة وهي الثانية للرئيس الأسد لهذه المدينة للاطلاع على المشاريع الصناعية والتنموية التي من شأنها الاسهام في تعزيز الاقتصاد الوطني حيث تطورت هذه المدينة خلال السنوات الثلاث الفاصلة بين الزيارتين بشكل ملحوظ وتجلى ذلك في عدد المنشآت والمستثمرين من منشأتين قيد الإنتاج في الزيارة الاولى الى 375 منشأة متنوعة الأغراض.
وقد أحدثت المدن الصناعية في سورية بالمرسوم رقم 57 لعام 2004 بهدف تشجيع الاستثمارات الوطنية والعربية والاجنبية ضمن حزمة كبيرة من القوانين والتشريعات تنفيذا لتوجهات الدولة في الإصلاح الاقتصادي.
وتحتل المدينة الصناعية والسكنية في حسياء موقعا مميزا على خارطة الاقتصاد السوري كمشروع حيوي واستراتيجي لخدمة التنمية والاقتصاد الوطني عبر تهيئة المناخ المناسب للاستثمار وتوفير المكان الملائم لإقامة المشاريع الصناعية بشكل علمي مدروس يؤمن حماية البيئة وخلق المزيد من فرص العمل. وتعتبر هذه المدينة تجمعا صناعيا وعمرانيا متطورا يتضمن جميع المرافق الخدمية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والترفيهية والمهنية بمساحة 2500 هكتار وتتسع لحوالى70 ألف نسمة وبتوسع مستقبلي يمكن ان يصل الى 12500 هكتار وتضم 350 ألف نسمة.
وتتألف مدينة حسياء الصناعية من مناطق صناعية تستوعب المستثمرين بمختلف أنواع صناعاتهم النسيجية والغذائية والكيميائية والهندسية بحيث تتجمع هذه الصناعات لتخلق جوا قادرا على ان يكون صديقا للبيئة بشكل دائم وحرفية تستوعب مختلف أنواع الحرف الداعمة للصناعات الثقيلة والمتوسطة وسكنية وتجارية تلبي احتياجات المدينة العصرية من شقق سكنية ومصارف وفنادق ومطاعم ومراكز ترفيهية وصحية ومسابح وملاعب رياضية.
ويقدم في هذه المدينة الكثير من التسهيلات والمزايا الاستثمارية أهمها منح وثيقة الاكتتاب والتخصص وتسلم الأرض ومنح القرار الصناعي خلال ساعة واحدة ومنح إعفاء جمركي كامل لجميع مستلزمات الإنتاج وإعطاء الأولوية للمستثمرين في المدينة الصناعية للحصول على القروض من المصارف إضافة الى ان المدينة تتحمل 40% من تكاليف البنية التحتية.
صفحة شؤون سورية في ملف ( pdf )