تزخر صحف اميركية هذه الايام بمواضيع وتحليلات عن الشاب السعودي خالد علي الدوسري، المتهم بالاعداد لهجمات ارهابية في الولايات المتحدة الاميركية، حيث جعل نيويورك هدفه المحتمل بالإضافة الى هدفه الاهم وهو الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش. خالد الدوسري كافح للحصول على منحة دراسية منذ ان كان بالثانوية العامة لشن ما وصفته الصحف الاميركية بـ «الحرب المقدسة» مستندة على مذكراته التي كشف عنها بعد ان قبض عليه قبل اسبوع بتهمة محاولة استخدام سلاح دمار شامل، وعلى اثرها يواجه الدوسري عقوبة السجن مدى الحياة وغرامة 250 الف دولار اذا ما ادين بمحاولة استخدام اسلحة دمار شامل.
ووفقا لما جاء في الصحف الاميركية والتغطية الاعلامية التي جاءت في غالبها متحاملة وأحادية، فإن الشاب السعودي الذي يدرس الهندسة الكيميائية بكلية «ساوث بالينز» بالقرب من لوبوك الولايات المتحدة الاميركية دخل بصورة قانونية بعد حصوله على منحة في سبتمبر العام 2008 بتأشيرة طالب واحتاج الأمر منه نحو 10 شهور لإتقان اللغة الانجليزية ثم التحق بعد ذلك بجامعة تكساس لدراسة الهندسة الكيميائية.
ويبدو من خلال مذكرات الدوسري وبعض التحريات ان المسلسل بدأ بالعرض في مارس من العام 2010 حيث بدأ بالتدوين عن سلبية المسلمين واخذ على نفسه عهدا بأن يتخذ طريقا من خلال الجهاد. وفي سبتمبر ارسل لنفسه رسالة بالبريد الإلكتروني ذكر فيها قوائمه المستهدفة متضمنة اسماء وعناوين ثلاثة مدنيين اميركيين عملوا بالعسكرية في وقت سابق وفي سجن ابوغريب وفي نفس الشهر كتب في مذكراته انه اقترب من تحقيق هدفه في الجهاد والحصول على الاسلحة.
وبدأ الطالب الوحيد الذي لم يلفت الانظار سابقا رحلته في جذب الانتباه في ديسمبر الماضي حيث طلب كمية من مركز حمض الكبريتيك وارسل لنفسه طريقة تحويل هاتفه المتحرك الى جهاز تفجير عن بعد وطلب 30 ليترا من حمض النتريك، وفي نهاية الشهر ذاته وحتى الشهر الذي يليه كان يتسلم رسائل شكر عبر البريد الإلكتروني من موقع امازون لشرائه كمية من المواد الكيميائية. وفي فبراير ابلغت كاورينا للتموين البيولوجي مكتب التحقيقات الفيدرالي ان الدوسري حاول شراء مواد كيميائية لصنع المتفجرات، في حين ان الدوسري اخبر مسؤولا في كالورينا للتموين البيولوجي انه يدرس في جامعة تكساس تك وانه يريد المواد الكيميائية، ثم سأل احد العملاء في مكتب التحقيقات الفيدرالي بصفته موظفا في كالورينا للتموين البيولوجي عن سبب رغبته في شراء الفينول فأجابه الدوسري بأنه كان يبحث عن منظفات تحتوي على الفينول لتقليل رائحتها. وفي نفس الشهر ألغى الدوسري طلب الفينول وذكر بأنه راسل شركات اخرى لتبيعه المواد الكيميائية، في حين ارسل لنفسه وصفة صنع متفجرات كيميائية من الفينول والنيتريك والكبريتيك في ذات الشهر ايضا، فتش عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي شقة الدوسري ووجدوا مواد كيميائية مركزة ومذكرات مكتوبة باللغة العربية.