جددت السعودية تأييدها لحكومة البحرين، مؤكدة أن أمن واستقرار البحرين لا يتجزأ عن أمن واستقرار السعودية.
جاء ذلك خلال استماع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية السعودي الى ولي العهد البحريني صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مشترك عقد في وقت متأخر من مساء أمس الأول في الرياض مصرحا بـ«بان أمن واستقرار مملكة البحرين لا يتجزأ عن أمن واستقرار السعودية».
وقال: «نحن بلدان يجمعنا الدين الإسلامي الحنيف وان ما حققناه من منجزات لأبناء شعبينا سيبقى شاهدا على عملنا المشترك على الصعيد الثنائي أو عبر مسيرة مجلس التعاون الخليجي الذي يشترك في الطموح والآمال».
وقالت مصادر سعودية رسمية شاركت في الاجتماع إن الأمير نايف «دعا الشعب البحريني إلى الحفاظ على مكتسباته وبرنامج التحديث والإصلاح الذي قاده الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والامتثال إلى صوت الحكمة والحوار الذي دعا إليه ولي العهد».
من جانبه، شكر الأمير سلمان الموقف السعودي وقال انه «موقف ليس جديدا ولكنه يتجدد خاصة في ظل الظروف التي تشهدها البحرين خلال هذه الفترة».
وشدد على «أن الحوار المتزن هو الطريق الأمثل والأسلم لاستكمال مشروع الإصلاح والتحديث في البحرين».
جاء ذلك بموازاة مسيرة حاشدة شارك فيها أكثر من 350 الف بحريني يمثلون مختلف الاطياف الوطنية خرجوا ملبين نداء الوحدة الوطنية الثاني وذلك مساء أمس الأول في ساحة مركز الفاتح، وقالت وكالة الانباء البحرينية الرسمية «بنا» ان المشاركين عبروا عن مدى حبهم وولائهم الى وطنهم وقائد مسيرته جلالة عاهل البلاد، وحمل المشاركون اعلام البحرين وصور قيادتها الرشيدة، مشددين على ان شعب البحرين بكافة مكوناته سيظل وفيا لهذه الارض الطيبة التي ستبقى كما كانت بلد الامن والامان.
وخلال تجمع الوحدة الوطنية الذي حضره ممثلون من مختلف اطياف المجتمع وممثلون عن البهرة والمسيحيين واليهود من أهل البحرين، اكد الشيخ د. عبداللطيف آل محمود ان تجمع الوحدة الوطنية يعد يوما لا ينسى في تاريخ البحرين، حيث اجتمع في صعيد واحد رجال ونساء وامهات وآباء وبنات وأبناء مملكة البحرين ليشكلوا لوحة وطنية مبهرة من التلاحم الشعبي لم يشهدها الوطن قط، شاكرا لهم جميعا، مؤكدا لهم «ان رسالتكم وصلت إلى المعنيين بالأمر في الداخل والخارج، وقد أثبتم أنكم رقم مستقل لا يمكن تجاوزه أو تجاوز مطالبه».
وأكد على اهمية الدعوة للحوار، مشددا على أنه أفضل السبل للخروج من الأزمة الراهنة بأفضل النتائج المرجوة وبأقل الخسائر وفي أقصر الأوقات، متمنيا أن يبدأ الحوار في القريب العاجل. وجدد فضيلته ضرورة تمسك الجميع بشرعية نظام الحكم القائم وعائلة آل خليفة بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى، معلنا استعداد التجمع للدخول في الحوار الوطني الذي دعا إليه ولي العهد فورا، ورفضه المطالبة بإقالة الحكومة الحالية شرطا من شروط بدأ الحوار، ورفضه لرضوخ النظام لتلك المطالب التي تؤدي إلى الخراب والتدمير وإلى مزيد من الاحتقان الطائفي.
في المقابل، وبعد تراجعها عن شروطها السابقة للمشاركة في الحوار الوطني، حددت ست جمعيات بحرينية معارضة بينها الوفاق الشيعية أمس اربعة «مبادئ» للحوار الذي تطرحه السلطة، وبينها انتخاب «مجلس تأسيسي» يقوم بوضع «دستور جديد» للبلاد.
وشدد متحدث باسم الجمعيات الست في مؤتمر صحافي في المنامة على «ضرورة اعلان قبول الحكم باربعة مبادئ في بداية جلسات الحوار وقبل الشروع في التفاصيل».
واول هذه المبادئ «الغاء دستور العام 2002 والدعوة لانتخاب مجلس تأسيسي على اساس تساوي الاصوات بين الناخبين يقوم بوضع دستور جديد للبلاد».
واكدت مبادئ الجمعيات المعارضة على «حق الشعب في انتخاب مجلس نواب ينفرد بكامل الصلاحيات التشريعية ويكون انتخابه على اساس تساوي الاصوات بين الناخبين». وتشمل المبادئ كذلك «حق الشعب في ان تكون له حكومة منتخبة».
وطلبت الجمعيات «توفير الضمانات اللازمة لتحقيق التزام الاطراف بالاتفاقات والتعاقدات التي تنتج عن هذا الحوار».