لا يعلم أحد عن «أم حسن» العجوز البحرينية الستينية أي شيء في السابق، لكنها عندما علمت أن المدرسين المتحزبين استعدوا لإضراب يهدف لشل الحركة التعليمية في البحرين، بادرت للتطـــــوع لسد النقص الحاصل نتيجة تنـــــفيذ مدرسين لهذا الإضراب، في احدى حلقات ماراثون المطالــــب السياسية التي تطالب بها جمعيات سياسية ومعارضة في البحرين.
ولأن «أم حسن» لا تقرأ ولا تكتب، فإنها تطوعت للعمل «فراشة» أو منظفة في إحدى المدارس، وأعلنت رغبتها عبر التلفزيون المحلي بشكل عفوي، مما جعلها تحظى بشعبية كاسحة دفعت بالمعجبين بها لإطلاق صفحة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وحظيت بتكريم وزير التربية ومحافظ مدينتها المحرق.
»أم حسن» أصبحت المرأة السياسية الأبرز في البحرين، وتفوقت شعبيتها على البرلمانيات وعضوات مجلس الشورى والوزيرات، حيث بدأت تدعى في المحافل السياسية الكبيرة لتلقي خطبها العفوية، التي تقابل بهتافات مشجعة وإعجاب.
ويقول محافظ المحرق سلمان بن عيسى بن هندي إن المواقف الوطنية تبرز معادن الحب والولاء للوطن والقيادة والمواطنين، مشيدا بجميع المتطوعين والمتطوعات في سلك التدريس والذين أثبتوا حبهم وولاءهم لهذه الأرض الطيبة.
جاء ذلك خلال حفل التكريم الذي أقامه المحافظ خلال المجلس الأسبوعي للمحافظة، بحضور عدد من أهالي المحافظة من كل مدنها وقراها، للسيدة لطيفة يوسف البورشيد «أم حسن»، مؤكدا أنها تعتبر نموذجا للمواطنة الحقة، والمعدن الأصيل.
»العربية.نت» سألت «أم حسن» عن رأيها فيما يحدث في البحرين، فقالت «إن أهل البحرين لم يعرفوا الفتنة من قبل، بل إنهم اشتهروا بالتزاوج بين الطائفتين، والتكامل في العديد من المجالات، لكن أيادي غريبة تحاول أن تدق إسفين الفرقة بين أبناء الشعب الواحد «سكتت برهة قبل أن تقول بلهجتها البحرينية العفوية «يا غريب كن أديب».