حذر الرئيس السوري د. بشار الأسد من ان العد التنازلي في المنطقة بات يقترب من الانفجار، ومن ان الدول العربية أول من سيدفع الثمن اذا شنّت الحرب على ايران.
وقال في حديث خاص لصحيفة الشروق التونسية نشرته امس «نحن لا نقترب من دائرة الخطر، بل نحن في قلب الخطر، نحن أمام قنبلة موقوتة، وربما الوقت لا يكون كافيا لانجاز الكثير، فالعد التنازلي يتسارع».
واضاف الاسد ان الثمن بات يحسب بالساعات وليس بالأشهر، وكل ساعة تمر لها ثمن، لذلك «علينا التحرك بسرعة، فكلنا مستهدفون، ولا توجد دولة في العالم العربي لن تدفع ثمن الانفجار الذي سيحصل».
واستدرك «لا نستطيع أن نقول في اطار التوقعات بأن الحرب ستحصل أو لا تحصل، لكن نستطيع ان نقول انه يجب ان نبقى دائما متحفزين لأي عمل أخرق من قبل الولايات المتحدة أو من قبل اسرائيل تجاه ايران أو سورية، أو لبنان، أو تجاه أي دولة أخرى».
غير أن الرئيس السوري، أشار بالمقابل الى انه سأل الايرانيين حول امكانية حصول مواجهة مع اميركا على خلفية الملف النووي، «فكان الجواب بأننا نعمل على أساس أن الولايات المتحدة ربما تقوم بعمل».
واعتبر أنه اذا بدأت الحرب، لا أحد يعرف كيف تنتهي، ولكن «نحن أول من سيدفع الثمن، وخاصة منطقة الخليج العربي ستكون أول منطقة تدفع ثمنا غاليا جدا لهذا العمل».
ومن جهة أخرى، قلل الرئيس السوري من أهمية الغارة الجوية التي شنتها طائرات حربية اسرائيلية في السادس من سبتمبر الماضي على موقع بشمال شرق سورية، وقال انها أظهرت «فشلا استخباراتيا اسرائيليا، سعت الحكومة الاسرائيلية الى التغطية عليه بالغموض».
لكنه اكد في هذا السياق أن الهدف الذي استهدفته الطائرات الاسرائيلية هو هدف عسكري، و«هو عبارة عن منشأة قيد البناء، ولم يكن يوجد فيها فيها ساعة قصفها لا عسكريون ولا غيرهم».
وبالمقابل، اعترف الرئيس بشار الأسد بوجود وساطة تركية بين بلاده واسرائيل بدأت عام 2004، وان تركيا نقلت وجهة النظر السورية لاستئناف المفاوضات، التي ترتكز على نقطتين أولهما «اعلان واضح من قبل المسؤولين الاسرائيليين عن رغبتهم في السلام»، وثانيا «تقديم ضمانات بأن الأرض ستعود كاملة».
واشار الى ان التأكيد على النقطتين المذكورتين مرده انعدام الثقة بين بلاده واسرائيل، ذلك ان «هذه الثقة اذا كانت موجودة قليلا في السابق، فهي معدومة اليوم بكل صراحة». وجدد الرئيس السوري التأكيد على ان بلاده مستعدة للذهاب الى مؤتمر السلام المرتقب عقده الشهر المقبل في واشنطن، عندما تتأكد من جديته، ومن ان هدفه السلام العادل والشامل.
وقال «حتى الآن لم نتأكد من جدية المؤتمر، وهذه الجدية ترتبط بمرجعيته، وعلى ماذا يستند، ونحن نذهب عندما يكون السلام العادل والشامل هو الأساس والهدف، أي ان يشمل قضية الجولان».
الى ذلك، تطرق الرئيس السوري في حديثه الى الملف اللبناني، واعتبر ان ما يجري حاليا في لبنان هو صراع بين قوى منحازة لعروبة لبنان، وقوى تربط مصيرها بالخارج.
الصفحة في ملف ( pdf )