انتشرت القوات المسلحة اليمنية منذ وقت مبكر صباح أمس بشكل غير مسبوق حول القصر الرئاسي وميدان التغيير أمام جامعة صنعاء حيث يعتصم المحتجون المناهضون للنظام. وتعد هذه المرة الأولى التي تظهر فيها القوات المسلحة في شوارع صنعاء منذ اندلاع المظاهرات الاحتجاجية منتصف فبراير الماضي.
ويرى المراقبون أن هذا التحرك من قبل القوات المسلحة قد يكون خطة لتطويق المتظاهرين لقمعهم، فيما يقول آخرون إنه قد يكون شعورا من جانب القوات المسلحة للاضطلاع بمسؤوليتها عن حماية المتظاهرين على غرار ما فعلت القوات المسلحة التونسية والمصرية خلال ثورة الشعبين المصري والتونسي.
وترافق ذلك خروج مئات الآلاف من المحتجين في عدة محافظات منها إب وذمار وشبوة، للشوارع أمس مطالبين بتنحي النظام. وأطلقت الشرطة الذخيرة الحية صوب المحتجين المسالمين في محافظتي شبوة وذمار غير أنه لم ترد تقارير بسقوط ضحايا حتى الآن.
وامتدت الاحتجاجات إلى منطقة قبلية تعتبر معقله السياسي كما انتشرت عربات تابعة للجيش في العاصمة صنعاء.
وقال أحد سكان مدينة ذمار الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا جنوبي صنعاء إن نحو 10 آلاف شخص تظاهروا في المدينة.
وهتف المحتجون قائلين «ارحل.. ارحل» بعد يومين فقط من تنظيم موالين لصالح مظاهرة موالية للحكومة وكانت بنفس الحجم.
وأضافت الاحتجاجات اليمنية المتنامية وسلسلة من الانشقاقات في صف حلفاء صالح السياسيين والقبليين إلى الضغوط عليه للتنحي هذا العام على الرغم من تعهده بترك السلطة عند انتهاء فترته الرئاسية عام 2013.
وفي صنعاء التي يعتصم فيها آلاف المحتجين منذ أسابيع انتشرت عربات الشرطة والجيش في الشوارع مما أثار مخاوف من إمكانية وقوع مواجهات جديدة.
من جهته، حث وزير الخارجية اليمني الدول المانحة على ضخ ما يصل إلى ستة مليارات دولار في خزانة الدولة على مدى السنوات الخمس المقبلة للمساعدة على تلبية مطالب المحتجين المناهضين للحكومة.
وقال أبو بكر القربي لـ «رويترز» بعد اجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في وقت متأخر من أمس الأول في أبوظبي «ما نحتاجه هو حقا التنمية والنمو الاقتصادي لأن الأزمة السياسية الحالية هي نتاج للوضع الاقتصادي في اليمن».
وقال القربي إن اليمن سيقدم خطة خمسية للتنمية في وقت لاحق من الشهر الجاري لمجموعة يطلق عليها أصدقاء اليمن تضم الدول المانحة التي تشمل الحلفاء من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج إلى جانب الولايات المتحدة.
وأضاف القربي «عجز ميزانية الخطة الخمسية يبلغ نحو ستة مليارات دولار».
وقال «نتمنى أن تساهم دول مجلس التعاون الخليجي مع جهات مانحة أخرى في وضع خطة وتمويل العجز في ميزانية الحكومة». إلى ذلك، قتل سجينان وجرح العشرات في مواجهات بين رجال الأمن وسجناء السجن المركزي بصنعاء خلال أعمال شغب اندلعت امس الأول وأمس اثر هتافات للسجناء تنادي بسقوط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.
وقال حزب الإصلاح المعارض علي موقعه «اندلعت أعمال فوضى وشغب عارمة داخل السجن المركزي بأمانة العاصمة منذ مساء أمس (الأول) وسمع دوي إطلاق الرصاص إلى خارج السجن».
وقالت أمل الباشا رئيس منتدى الشقائق العربي ليوناتيد برس إنترناشونال ان هناك 21 سجينا مصابين بالاختناق نتيجة القنابل الغازية المسيلة للدموع التي أطلقت باتجاه السجناء إضافة الى عشرات مصابين بجروح جراء إصابتهم بالرصاص الحي.