دمشق - هدى العبود
نفى وزير الاعلام السوري محسن بلال بشدة ان يكون الرئيس بشار الاسد قد تطرق في مباحثاته مع المسؤولين الاتراك خلال زيارته الى تركيا التي انهاها قبل يومين «الى فكرة قيام تركيا بعمل عسكري ضد حزب العمال الكردستاني»، مبديا في الوقت نفسه استغرابه من قيام البعض بتحريف تصريحات للرئيس الاسد قالها خلال الزيارة بخصوص حزب العمال الكردستاني وما تردد عن نية تركية في مهاجمة قواعد الحزب الموجودة في شمال العراق.
رد رسمي
وفي اول رد رسمي سوري على تصريحات الرئيس العراقي جلال طالباني التي انتقد فيها كلام الاسد، اكد الوزير بلال في تصريح خاص لـ «الأنباء» ان فكرة القيام بأي عمل عسكري تركي ضد حزب العمال الكردستاني «لم تطرح اطلاقا» خلال مباحثات الرئيس الاسد مع المسؤولين الاتراك. وابدى الوزير بلال استغرابه من جراء قيام «بعض وسائل الاعلام وبعض القادة والمسؤولين العرب بتحريف تصريحات الرئيس بشار الاسد التي قالها في تركيا والرد عليها ردودا غير موضوعية وغير لائقة».
وشدد بلال على ان الرئيس الاسد قال بكل وضوح ان «الحل السياسي لاي مشكلة وأي منازعات هو الطريق الافضل»، مشيرا الى «اتفاق المسؤولين في سورية وتركيا على ضرورة محاربة الارهاب وبالتالي فان البلدين يعتبران ان حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية ويدينانها ويؤكدان ان من حق اي دولة الدفاع عن مواطنيها في حال تعرضت للارهاب، وبالتالي فان من حق تركيا الدفاع عن نفسها ضد الارهاب وضد العنف وهذا الحق موجود في ميثاق الأمم المتحدة وكل مواثيق الشرعية الدولية»، مجددا في الوقت نفسه ان سورية «تعتبر ان الحل السلمي السياسي الديبلوماسي هو افضل الطرق لمعالجة المنازعات والاختلافات».
انتقادات عراقية
وكان الرئيس العراقي جلال طالباني انتقد امس تصريحات نظيره السوري بشار الأسد التي أعرب خلالها عن تأييده لاجتياح عسكري تركي لشمال العراق بالقول «ان تصريحات الأسد خطيرة وتناقض روح التضامن العربي وروح التضامن والتعاون السوري - العراقي».
ونقل مكتب الرئيس العراقي في بيان صدر امس عن طالباني في مقابلة صحافية أجرتها معه صحيفة الشرق الأوسط في باريس أثناء زيارته، تساؤله «كيف يبادر رئيس دولة عربية الى تأييد التدخل العسكري ضد الجمهورية العراقية، هذا أمر خطير وظاهرة تسيء الى العلاقات بين البلدين».
وأضاف طالباني «شخصيا كنت أمتنع دائما عن التعليق على المواقف السورية حرصا على العلاقات التاريخية التي تربطنا بسورية ولكن هذه المرة لم أستطع تحمل هذا التجاوز الخطير لكل الخطوط».
وأشار الى أنه من «الأجدر بالرئيس السوري ان يقول ما قاله الأميركيون والأوروبيون من أنه يفضل الحل السياسي رغم تفهمه لموقف تركيا» مجددا التساؤل «لماذا فعلت سورية ذلك، علما أننا اتفقنا على الكثير من الأمور وقد زرت سورية شخصيا وزارها نائبي عادل عبد المهدي ورئيس الحكومة نوري المالكي وجاءنا الى بغداد وزير خارجيتهم وهناك لجان مشتركة تعمل مشاريع».
واختتم حديثه بابداء استغرابه من «هذا الموقف غير الودي من العراق».
الصفحة في ملف ( pdf )