حسم القضاء الاسباني امس واحدة من اطول القضايا حيث استغرقت ثلاث سنوات، بمفاجأة اغضبت الكثير من ذوي ضحايا تفجيرات مدريد التي وقعت في 11 مارس 2004، بعد اعلانها براءة المتهم بكونه العقل المدبر لها محمد ربيع عثمان سيد احمد المدعو «محمد المصري». واضافة الى المصري تمت تبرئة ستة بين 28 متهما.
21 مدانا
في المقابل، أدانت المحكمة 21 متهما بتورطهم في تفجير القطارات التي أسفرت عن سقوط 191 قتيلا في أعنف هجوم يشنه موالون للقاعدة في أوروبا.
وحكم القضاء الاسباني امس بالسجن 40 الف سنة على ثلاثة من المتهمين الرئيسيين الثمانية وادينوا بارتكاب جرائم اغتيال ارهابية والمحكومون هم المغربيان جمال زغام الذي ادين بانه احد زارعي القنابل وعثمان القناوي والاسباني خوسيه اميليو سوارث تراسهوراس، واعتبر القناوي وخوسيه «متعاملين ضروريين» للاعتداءات لانهما شاركا في توفير المتفجرات للخلية «الجهادية».
وصدرت بحق المتهمين الاثنين الآخرين اللذين كان يشتبه بانهما من مدبري العملية وهما المغربيان يوسف بلحاج وحسن الحسكي، احكام بالسجن عشرين سنة للانتماء الى مجموعة ارهابية.
وتعتبر اعتداءات مدريد أفظع مذبحة ارهابية ارتكبت في بلد غربي باسم تنظيم القاعدة منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. واحيطت محكمة مكافحة الارهاب الاسبانية الواقعة غرب مدريد التي اعلنت الاحكام بعشرات من رجال الشرطة الذين ارتدوا سترات واقية من الرصاص وبعضهم برفقة كلاب بوليسية. كذلك تمركزت آلية مدرعة يعلوها مدفع رشاش.
القضاة الثلاثة
وافاد مصدر قضائي بأن القضاة الثلاثة الذين يشكلون المحكمة التي يرأسها القاضي خافيير غومث برمودث اجتمعوا في الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي للتوقيع رسميا على الحكم الذي انتظرته منذ ثلاث سنوات ونصف عائلات المفقودين الجرحى في ابشع اعتداءات شهدتها اسبانيا.
وفي المجموع واجه المتهمون الـ28 احكاما بالسجن تبلغ 311865 سنة والتي ستقتصر في الواقع على اربعين سنة لكل مدان وهي العقوبة الاقصى التي يسمح القضاء الاسباني بتطبيقها. من جانبه، أعلن رئيس الحكومة الاشتراكية خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو أمس، انه «تم احقاق العدل»، وذلك في تعليق على حكم القضاء الاسباني.
وبعد دقائق من إعلان الاحكام أشاد رئيس الحكومة الاشتراكية بالشرطة التي أجرت التحقيق والمؤسسات القضائية لهذه المحاكمة «السريعة». وأضاف «اليوم تم احقاق العدل وعلينا ان ننظر الى المستقبل».
الصفحة في ملف ( pdf )