دعا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الرئيس اميل لحود الى اتخاذ خطوة انقاذية تجنب لبنان الدخول في الفراغ اذا لم تؤد المساعي الجارية الى توافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. مشددا على ان انتخاب الرئيس بنصاب «النصف +1» هو أسوأ من الفراغ، كما ان تسلم الحكومة الحالية «غير الشرعية» لمقاليد الأمور هو أيضا أسوأ من الفراغ.
وقال نصرالله في كلمته امس بمناسبة يوم الشهيد الذي يحييه حزب الله في 11 نوفمبر من كل عام: «أرى من واجبي ان أشكر الرئيس لحود على مواقفه من المقاومة وجمهورها، وأتوجه بالنداء لفخامة الرئيس ان ما قمت به وتحملته خلال تسع سنوات مرهون بما تقوم به في الايام الاخيرة من ولايتك وبما يمليه عليك ضميرك وقسمك الدستوري وهو ان تقدم على خطوة او مبادرة انقاذية لمنع البلاد من الفراغ اذا لم يحصل توافق، فانتقال السلطات الى حكومة غير شرعية هو أسوأ من الفراغ». اضاف: «مع اقتراب حملة انتخاب رئيس من الانتهاء تصبح العيون على قصر بعبدا». مؤكدا «ان فخامة الرئيس الذي لم يسكت عن ملايين الامتار في جنوب لبنان عام 2000 اثناء ترسيم الحدود مع اسرائيل هو سيكون مؤتمنا على كل مساحة الوطن الذي لا يجوز لأحد ان يلقي به الى ايدي اللصوص والقتلة من اتباع المشروع الأميركي في لبنان».
وتابع السيد يقول: «سنتابع بصبر هذه الايام الحساسة من مصير وطننا ليكون لنا رئيس جمهورية كما يريد شعب هذه الجمهورية وليس كما يريد الاميركيون والمتدخلون في لبنان».
وتناول السيد في خطبته امس مناورات الحزب الاخيرة في جنوب لبنان ووضع المخيمات في الضاحية وركز على الاستحقاق الرئاسي الذي شغل العالم بالرغم من ان صلاحيات الرئيس محددة بحسب دستور الطائف، ولفت الى ان اسم وشخصية الرئيس يؤثران على المسار السياسي العام الذي سيذهب اليه لبنان.
وتساءل الأمين العام لحزب الله هل يقبل الرئيس المنتخب بحكومة شراكة وطنية ام انه لن يجد مشكلة في المضي بحكومة استئثار».
خاصة ان سياسات هذه الحكومة وتصرفاتها ازاء الوضع الاقتصادي والأمني تبدأ من عند الرئيس وشخصيته بحسب السيد حسن. معتبرا ان مدعاة القلق تكمن في انه بعد انتخاب رئيس سيعين قائد جديد للجيش وقادة جدد في جميع الأجهزة الأمنية.
ولفت الى ان قيادة الجيش هي من أهم عناصر الاستقرار في لبنان، وقال: «فتصوروا ان يؤتى بقائد الجيش من عقلية الفريق الآخر فلا أدري اين سيصبح هذا الجيش»، وتخوف من ان يؤدي ذلك الى تغيير عقيدة الجيش المؤيد للمقاومة. وشدد السيد حسن على انه لا يمكن التسامح بقضية الاستحقاق الرئاسي، داعيا الى «مناقشة الامور كلها مع بعضها بدءا من الرئاسة مرورا بالحكومة وانتهاء بالمسار السياسي».
واعتبر «ان شخصية الرئيس المقبل مسألة حساسة جدا وان الأميركيين لا يرون في الرئيس المقبل الا الالتزام بتنفيذ القرار 1559». واضاف مكررا ما قاله في بنت جبيل قبيل صدور القرار من مجلس الأمن «انه لو أتى العالم كله لا يستطيع تنفيذ بنود القرار 1559 بما يتعلق بموضوع نزع سلاح حزب الله».
وحدد مواصفات الرئيس قائلا انه يجب ان يكون جامعا ومؤتمنا على رأس الحكومة التي ستعالج اوضاع البلد. وقال ان «اكبر عملية نهب تجري في الدولة هذه الايام حيث الشغل الشاغل هو الاستحقاق الرئاسي»، مشيرا الى عملية خصخصة الخليوي التي تجريها وزارة الاتصلات.
وقال «للشركات التي ستشتري قطاع الخليوي انها ستشتري ممن هو غير مخول، ونحن سنواجه ذلك بكل الوسائل المشروعة».
وبالعودة للاستحقاق الرئاسي اقترح السيد حسن على الأكثرية التي وصفها بأنها «أغلبية مزورة» اجراء انتخابات مبكرة كما حصل في جورجيا واوكرانيا.
وذكر نصرالله الأكثرية بأن «الدستور يقول بنصاب الثلثين لانتخاب رئيس، لذلك فالفريق الآخر ملزم بالتوافق لتأمين النصاب». وقال «ان اي رئيس «بالنصف +1» لن تعترف به المعارضة وستعتبره مغتصبا للسلطة».
واضاف «ان هناك مساعي جدية للتوافق ونحن نراهن عليها ولو لم نصل الى حل نرجع الى خيار الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة». متعهدا لقوى «14 مارس» التي تملك الاغلبية النيابية الحالية اذا قبلت بخوض الانتخابات المبكرة وفازت بالأغلبية المطلقة بنزول المعارضة الى المجلس لتأمين نصاب الثلثين للأكثرية لاختيار الرئيس الذي يعبر عن هذه الأكثرية.
وفي شأن الجدل الدائر حول المخيمات الفلسطينية قال السيد حسن: «الايام القليلة الماضية يتحدث البعض عن مشاكل ترتبط بالمخيمات وخاصة برج البراجنة وصبرا وشاتيلا».
واضاف: «كل يوم يحصل اشكالات صغيرة لكن ما طرح في وسائل الاعلام اثار قلقا في بيروت والضاحية والمخيمات».
وهدأ من المخاوف، داعيا الى تحمل المسؤولية جميعا لكي نراهن على العلاقة الطيبة جدا بين مخيمات بيروت والضاحية وجوار هذه المخيمات.
وراهن السيد حسن على العلاقة الجيدة والطيبة مع كل الفصائل سواء منظمة التحرير او التحالف الفلسطيني». وكشف عن «اتصالات حثيثة مع الفصائل لكي لا نسمح لعملاء اسرائيل بأن يدفعوا الامور باتجاه خاطئ، وذلك في سياق الاحتياط». واكد السيد حسن «انه لن تكون هناك اي مشكلة ونراهن على الفصائل الا تسمح لأحد باختراق المخيمات».
واكد انه لن تكون هناك حرب مخيمات عندنا على الاطلاق.
السيد حسن تطرق الى المناورات التي اجراها حزب الله مؤخرا في جنوب لبنان ردا على المناورات التي قام بها الجيش الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، قائلا: «مناورات المقاومة كانت حقيقية وجدية وكبيرة»، وكان هدفها تبليغ العدو الاسرائيلي رسالة ان «هناك مقدارا من الجهوزية اردنا ان يفهمه العدو وقد فهمه».
واضاف: «ما اردناه من هذه المناورة هو ان نوصل رسالة واضحة الى العالم الذي يحاصرنا لكنه يقدم في نفس الوقت احدث تكنولوجيا عسكرية لاسرائيل: المقاومة في لبنان تملك الفرصة والارادة، والرجال الرجال، السلاح اللازم والكافي ان شاء الله، العلم والخطط الدقيقة المناسبة للدفاع، القدرة على الادارة والسيطرة، جهوزية المقاومين في كل المواقع للدفاع عن جنوب لبنان وكل لبنان واستطرد قائلا: «ليس للدفاع فقط انما المقاومة تقدر ان تصنع الانتصار التاريخي الذي يغير وجه المنطقة».
وقال ان «المقاومة تستمر في تحمل مسؤولية الدفاع عن لبنان مادامت السلطة الحالية لم تتحمل هذه المسؤولية لا على المستوى الميداني او الديبلوماسي».
وقال السيد: «مازالت الفرق العسكرية الاسرائيلية في الشمال (50 ألف ضابط وجندي اسرائيلي) ومن دون ان يقدم فريق السلطة على عمل اي شيء وحتى ولو شكوى لمجلس الأمن لعدم ازعاج واحراج الرئيس الاميركي جورج بوش».
الصفحة في ملف ( pdf )