بيروت - عمر حبنجر
مع شروع مفوضي المعارضة والموالاة الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري بدراسة الاسماء الرئاسية الواردة في لائحة البطريرك نصرالله صفير في أول اجتماع بينهما ليل امس الاول، بدا ان القطار الرئاسي اللبناني اصبح على سكة مجلس النواب.
وعلى الرغم من ان لقاء بري - الحريري ستليه لقاءات في اطار المخاض الرئاسي الصعب فإن من الواضح للاوساط الديبلوماسية خصوصا ان مجرد انعقاد اللقاء الاول يعني ان القوى الداعمة للرئيس بري محليا واقليميا ومثلها الداعمة للنائب سعد الحريري موافقة من حيث المبدأ على الآلية التي سيرت اللائحة البطريركية.
من هنا، جاءت موجة التفاؤل التي اعقبت الاعلان عن لائحة البطريرك صفير بمعزل عن الضبابية التي رافقت وصولها الى العلن.
ويقول مصدر في «القوات اللبنانية» ان ما تم التوصل اليه يشكل استجابة طبيعية للاصرار العربي والدولي على انتخاب رئيس جديد للبنان مع افضلية التوافق بين الموالاة والمعارضة، لهذا كان الدعم الاميركي الواضح للمبادرة الفرنسية نهاية المطاف مع عدم سماح المجتمع الدولي بالفراغ الرئاسي في لبنان، ورفضه التدخلات والاغتيالات، بعدما اصبح هذا البلد تحت المجهر الدولي.
وتوقع المصدر ان يستتبع المحطة الرئاسية اللبنانية انفراج اقليمي، وبالذات على صعيد العلاقات السورية - الاوروبية، رغم ان ثمة مصاعب اخرى ستكون بانتظار الرئيس الجديد.
خروج ودخول إلى الأزمة
بيد ان ذلك لن يمرر هذا الاستحقاق بسهولة، خصوصا بعدما تحولت اللائحة الرئاسية التي اعتمدها البطريرك صفير من مخرج للازمة الرئاسية الى مدخل لازمة جديدة على الصعيد الماروني الذاتي.
واستنادا الى معلومات متطابقة، فإن البوصلة الرئاسية وجهها البطريرك صفير نحو ثلاثة مرشحين توافقيين هم روبير غانم وميشال اده ودميانوس قطار، وهناك من يتبرع بضم ميشال بشارة الخوري الى الصف الامامي.
والذي حدث ان بعض الفعاليات المسيحية الموالية والمعارضة قيل أنها اعترضت على المرشح روبير غانم، فالدكتور سمير جعجع لا يثق بسياسة غانم كونه وقف على مسافة واحدة بين 14 و8 مارس، وقطب المعارضة سليمان فرنجية ينسب الى غانم الابتعاد عن 14 مارس بناء على رغبة سعد الحريري «كي نرشحك للرئاسة لاحقا كرئيس توافقي رغم أن ذلك لم يُعلن رسميا، ويظهر ان قائد القوات جعجع لا يركب مزاجه مع «الميشالات» نسبة الى «ميشال»، لذلك وضع ڤيتوات على ميشال عون وميشال اده وقبلهما ميشال سليمان.
ويذهب بعض المعارضين الى القول ان الحريري ايد ترشيح روبير غانم، وان الرئيس بري يعمل على تسويقه.
ويبدو ان حصر الاوائل الرئاسيين بهؤلاء المرشحين ذوي العلاقة الطبيعية مع سورية قرب العماد ميشال عون من د.سمير جعجع الذي اوفد نائبه جورج عدوان الى الرابية للبحث عن قواسم مشتركة مع «الخصم اللدود»، في اشارة موجهة الى قيادة الاكثرية وبالذات سعد الحريري.
جنبلاط لا يغضب الحريري
وفي ضوء ردود الفعل داخل الاكثرية، بات بامكان جعجع ان يقول «يا وحدنا»، فقد اجرى مراجعة مع النائب وليد جنبلاط، قطب الاكثرية، وكان الجواب ان رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي لا يريد اغضاب النائب سعد الحريري وربما انه لم يتلق كلمة السر بعد.
ويعتقد قريبون من فرنجية ان ابراز اللائحة البطريركية لروبير غانم وميشال اده ودميانوس قطار وربما ميشال خوري كمرشحين توافقيين سيؤول بالرئاسة الى ميشال اده في ضوء رفض الفعاليات المسيحية موالية ومعارضة لروبير غانم من المنطلق التنافسي المعطوف على عدم الارتياح لمرونته السياسية الزائدة، وڤيتو الموالاة على ميشال اده بسبب علاقته الطيبة مع حزب الله وحلفاء سورية، وڤيتو المعارضة على ميشال خوري بداعي انه ساهم باسقاط حكومة عمر كرامي عام 1991 حينما كان حاكما لمصرف لبنان المركزي، ولم يتدخل لوقف قفزات الدولار على الليرة، فضلا عن الڤيتو المنسوب للرئيس نبيه بري على الوزير السابق دميانوس قطار لأنه - وهو الجنوبي (جزين) - لم يطل على الرئاسة من نافذته، اي نافذة الرئيس نبيه بري، فضلا عن تحفظ الاكثرية تجاه الرجل الاقتصادي الواسع المدارك باعتبار انه عين وزيرا في حكومة ميقاتي وتقرب كثيرا من الرئيس اميل لحود. على اي حال، الاستحقاق يدور حول هذه الاسماء، ولن يكون هناك مرشح واحد او مرشحان بين الرئيس بري والنائب الحريري قبل عودة الاخير من موسكو بعد زيارة خاطفة لها اليوم بدعوة من الرئيس بوتين الذي رغب بلقائه قبل الانتخابات الرئاسية ليضعه في اجواء الاتصالات الروسية - السورية.
عمرو موسى
ومن المؤشرات الايجابية على نضوج طبخة الانتخابات الرئاسية، عزم الامين العام للجامعة عمرو موسى زيارة بيروت مطلع هذا الاسبوع ليلحق نفسه من اجل الظهور في صورة الحل.
الرئيس نبيه بري تلقى اتصالا هاتفيا من الامين العام للجامعة تداول معه في المراحل التي قطعتها المساعي التوافقية لانتخاب رئيس جديد وابلغه عزمه زيارة لبنان مطلع هذا الاسبوع «للمساعدة في تسهيل العملية السياسية وضمان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري».
المعلم
في غضون ذلك، سيتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى طهران الأسبوع المقبل بهدف متابعة التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن ملفات المنطقة ومنها لبنان، وسيلتقي المعلم نظيره الايراني منوشهر متقي الذي زار دمشق قبل شهرين.
الصفحة في ملف ( pdf )