- صندوق النقد يؤكد أن القضية لن تؤثر على قدرته على العمل
عواصم ـ وكالات: أمضى مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس-كان المتهم باعتداء جنسي ومحاولة اغتصاب عاملة في احد الفنادق ليلته الاولى في سجن رايكرز ايلاند بنيويورك بعد ان رفضت القاضية التي مثل امامها الافراج عنه بكفالة.
واقتيد مدير صندوق النقد الدولي الى السجن الكبير حيث وضع في زنزانة انفرادية، حسبما اعلن متحدث باسم السجن مساء أمس الأول.
واوضح المتحدث لوكالة فرانس برس ان ستراوس-كان «لن يكون على اتصال مع السجناء الاخرين، هذا ليس معناه انه سيظل دائما داخل الزنزانة بل انه سيكون برفقة حارس كلما خرج منها»، ورغم نفي ستراوس-كان الذي أوقف السبت الماضي الاتهامات التي وجهتها اليه، رفضت القاضية مليسا جاكسون الافراج عن ستراوس-كان بكفالة قيمتها مليون دولار.
واتخذت القاضية قرارها بعد ان اعلن الادعاء ان ستراوس-كان تورط في «قضية سابقة على الاقل»، وان «هناك معلومات بانه قام بسلوك مماثل»، كما اشارت الى احتمال فراره كدافع لابقائه قيد الاعتقال وحددت الجلسة المقبلة اليوم.
ويواجه ستراوس-كان سبع اتهامات من بينها فعل جنسي اجرامي ومحاولة اغتصاب واحتجاز حرية وذلك بعد الاتهامات التي تقدمت بها موظفة تنظيف (32 عاما) في فندق سوفيتل بنيويورك، من ناحيته أعلن بنجامين برافمان احد المحامين عن ستراوس-كان ان هذا الاخير «ينفي هذه الاتهامات، وهو بريء حتى تثبت ادانته بموجب القانون»، مشيرا الى انه «من المحتمل جدا ان تتم تبرئة ستراوس-كان في النهاية»، كما أعرب عن خيبته من قرار القاضية ابقاءه قيد التوقيف، وقال «من المهم ان ندرك ان المعركة بدأت للتو، وان ستراوس-كان مصمم على استعادة اسمه وسمعته».
وأوضحت الضحية المزعومة، وهي عاملة نظافة (32 عاما) للشرطة الأميركية، انها دخلت في الساعة الواحدة ظهرا جناح ستراوس-كان الذي تصل تكلفة الليلة الواحدة فيه إلى 3000 دولار لتنظيفه، وفي هذه الأثناء خرج الاقتصادي من الحمام وجذبها وأجبرها على ممارسة أفعال جنسية، واتصل ستراوس-كان بالفندق من مطار جون كينيدي الدولي، ليبلغ عن تركه هاتفه المحمول، وهو ما أرشد السلطات بشكل غير مقصود عن مكان وجوده.
وأثارت هذه القضية الارتباك في الاوساط السياسية الفرنسية قبل عام على الانتخابات الرئاسية حيث كان ستراوس ـ كان مرشحا اشتراكيا مفضلا، لكن هذه الحادثة جاءت لمصلحة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والذي يخطط للترشح بدوره ودعا الى «العمل وهدوء الأعصاب والشجاعة والوحدة».
وقال مصدر لفرانس برس ان ساركوزي قال اثناء فطور صباح مع مسؤولي حزب الاغلبية و«أن سلوك الاغلبية يجب ان يقوم على هدوء الاعصاب والشجاعة والوحدة وأضيف عزة النفس».
أما رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون فقال في الاجتماع الاسبوعي المغلق لنواب حزب الاغلبية الاتحاد من اجل حركة شعبية، «اذا ثبتت الوقائع التي اتهم بها دومنيك ستراوس-كان، فاننا سنكون إزاء فعل بالغ الخطورة لا يقبل فيه اي عذر».
واضاف ان المدير العام لصندوق النقد الدولي «يتمتع بقرينة البراءة والضحية المفترضة لديها الحق في الاحترام والتعاطف». وتابع «علينا ان نتحلى بالرصانة والمسؤولية، يجب الا يستغل اي كان هذه القضية».
وأثار اعتقال ستراوس-كان حالة من الصدمة في أنحاء العالم، وتسبب في اضطرابات داخل صندوق النقد الدولي في وقت يلعب فيه الصندوق دورا رئيسيا في تعافي الاقتصاد العالمي وجهودا في تعزيز استقرار حكومات غارقة في الديون.
وقد أكد صندوق النقد ان هذه القضية لن تؤثر على قدرته على العمل، وقالت كارولين اتكنسون المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي إن الهيئة التنفيذية للصندوق اجتمعت أمس الأول لمناقشة الوضع وأعلنت انه «سيتابع الاحداث» وانه لم يتخذ قرارا في القضية بعد.
وجاء في بيانها ان «صندوق النقد الدولي ومجلس ادارته سيواصلان متابعة الاحداث»، ورفضت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد التعليق على تكهنات بامكان ان تتولى منصب ستراوس-كان على راس صندوق النقد الدولي وقالت ان الوضع «مؤسف للغاية».
كما نأت وزيرتان اوروبيتان بنفسيهما أمس عن ستراوس-كان، وصرحت وزيرة مالية النمسا مارسا فيكتر بانه «بالنظر الى رفض الافراج عنه بكفالة، عليه ان يفكر في الأضرار التي يسببها للمؤسسة» ببقائه في منصبه، في اشارة الى احتمال استقالة ستراوس-كان من منصبه، اما وزيرة المالية الاسبانية فقد اعتبرت ان «الاتهامات خطيرة للغاية»، مضيفة انها «تتضامن مع المرأة التي تعرضت لاعتداء اذا ثبت ذلك».