- اجتماع استثنائي حول الأزمة لـ «الخليجي» غداً واحتجاجات حاشدة في أنحاء اليمن تطالب بتنحي صالح
صنعاء ـ وكالات: دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عقب صلاة الجمعة امس إلى انتخابات رئاسية مبكرة حقنا لدماء اليمنيين ووصف المعارضة بـ «الخونة والعملاء».
وقال صالح أمام مناصريه الذين قدرتهم السلطات اليمنية بعشرة ملايين «ندعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة بأسلوب ديموقراطي وحقنا لدماء اليمنيين الذين ضحوا لمدة أربعة اشهر ضد حركة الانقلابيين والخونة والعملاء».
وفي إشارة إلى التفاف الجماهير حوله رغم مواجهته حركة احتجاجية تطالبه بالتنحي «أطالب الأشقاء والأصدقاء ان ينظروا بنظارة بيضاء لا سوداء لمن يلتفون حول الشرعية الدستورية ويأتون إلى صنعاء من كل أنحاء اليمن».
وأضاف «من يأتون إلى صنعاء هؤلاء ضد الفوضى والانقلابات ومع الحرية والوحدة اليمنية التي يأتي الاحتفاء بها الأحد القادم».
وفيما يتعلق بالحركة الاحتجاجية التي تطالبه بالتنحي قال «نعدكم بأن شعبنا الصامد خلال أربعة اشهر أمام الحركة الانقلابية.. أمام الخيانة.. أمام العمالة سيظل مستمرا في صموده».
من جانبه، أعلن عضو المؤتمر الشعبي العام د. يحيى الشعيبي في ميدان السبعين بجوار قصر صالح أن التوقيع على المبادرة الخليجية سيكون قريبا وقال «ونحن نوشك على التوقيع على مبادرة الخليجية نؤكد على احترام كافة الاطراف اليمنية بالتزاماتها وتنفيذ الاتفاقية كمنظومة متكاملة بدون تسويف او انتقائية».
وطالب الشعبي أن تلبي المبادرة ما يصون وحدة اليمن واستقراره والحفاظ على استقلاله وسيادته والابتعاد عن كل من شأنه توتير الأوضاع او اثارة الشقاق وأجواء الشك والريبة بين اليمنيين.
وقالت مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم امس الاول ان صالح سيوقع على المبادرة الخليجية غدا الأحد الذي يوافق الذكرى 21 لقيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990. وأشارت المصادر إلى أن التوقيع على الاتفاق سيتم بصنعاء بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وسفراء دول مجلس التعاون المعتمدين بصنعاء.
الى ذلك، احتشد عشرات الآلاف في الميادين الرئيسية في اليمن امس الجمعة للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح.
وحمل آلاف الاشخاص لافتة كبيرة في العاصمة صنعاء مكتوب عليها «جمعة وحدة الشعب.. ارحل». كما توافد آلاف من أنصار الرئيس من أنحاء البلاد إلى صنعاء للتعبير عن تضامنهم معه.
واعتاد صالح أن يلقي خطابا على مؤيديه في مثل هذه التجمعات بالقرب من القصر الرئاسي يوم الجمعة أسبوعيا.
ويطالب أنصار صالح ببقائه في السلطة حتى انتهاء ولايته في عام 2013 من جانبه، يعقد المجلس الوزاري الخليجي «وزراء خارجية دول مجلس التعاون» اجتماعا استثنائيا غدا الأحد برئاسة وزير الخارجية الاماراتي رئيس الدورة الحالي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.
وذكرت الأمانة العامة لمجلس التعاون في بيان امس أن وزراء الخارجية سيبحثون خلال اجتماعهم نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها أمين عام المجلس د. عبداللطيف الزياني الى اليمن بشأن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية.
وكان الزياني قد واصل في صنعاء خلال زيارته التي اختتمها الأربعاء الماضي مع الأطراف المعنية بالأزمة المشاورات في اطار المساعي التي تبذلها دول مجلس التعاون لحل الأزمة اليمنية وفقا لما تضمنته المبادرة من أسس ومبادئ تهدف لاحلال الأمن والاستقرار والمحافظة على وحدة اليمن.
وتضمن المبادرة الخليجية عددا من البنود أبرزها تشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة وتنحي الرئيس بعد 30 يوما لتنتقل السلطة الى نائبه ثم تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في غضون 60 يوما مع ايجاد ضمانات بعدم ملاحقة الرئيس علي عبدالله صالح وأسرته وأركان نظامه من الملاحقة القضائية.
في شأن متصل، نفى مصدر إعلامي مسؤول صحة الأنباء التي تحدثت عن أن السلطة اليمنية قامت بتوزيع أسلحة على أنصار المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم).
وعبر المصدر عن استهجانه مهما وصفه بـ «استمراء» إعلام الإخوان المسلمين وأحزاب اللقاء المشترك (المعارض) في مواصلة بث الأكاذيب ونشر الوثائق المزيفة، ومنها وثائق مزورة حول مزاعم توزيع أسلحة على أنصار المؤتمر.
وقال المصدر امس «إن تلك الوثائق المزورة تعري وسائل إعلام جماعة الإخوان والمشترك وتكشف مدى الإفلاس الذي وصلت إليه هذه الوسائل والتي باتت تحترف تزييف الوثائق الرسمية بشكل مفضوح ومضحك في آن لترويج الأكاذيب والشائعات في جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة تلك الجرائم التي يرتكبونها في حق الوطن والشعب». وأضاف أن كل من يشارك في جريمة تزيف الوثائق الرسمية سيكون تحت طائلة المحاسبة القانونية عاجلا أو آجلا، وأن هذه الجريمة الجسيمة لن تمر دون محاسبة.
وتابع قائلا «لقد بات من المؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم بعملية تسليح واسعة لمليشياتها وتجنيد عناصر جديدة من طلاب جامعة الإيمان والعناصر المتشددة من الجماعة وتنظيم القاعدة وتسليحهم من قبل الفرقة الأولي مدرع وقائدها اللواء علي محسن صالح (الذي أعلن في وقت سابق تأييده السلمي للاحتجاجات السلمية المعارضة للنظام)».
وحمل المصدر اللواء علي محسن وقيادات جماعة الإخوان مسؤولية توزيع الأسلحة على المليشيات والعناصر المتطرفة في إطار الاستعدادات لجر البلد نحو حرب أهلية، محذرا هذه العناصر من إشعال الحرائق واللعب بالنار، قائلا «إنهم سيكونون أول من يكتوي بنارها».