اعتصم المئات من الشركس في الأردن أمس السبت أمام السفارة الروسية في عمان في وقفة صمت تحت شعار (الحق والوفاء) مطالبين روسيا بالاعتذار عن حرب الإبادة والتهجير التي مارستها روسيا القيصرية قبل نحو 147 عاما بحق الشراكسة.
ويحيي الشراكسة في الوطن الأم والشتات في 21 مايو من كل عام ما يسمى يوم الحزن يوم الإبادة للشعب الشركسي تذكيرا لما عاناه أجدادهم من جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري إلى أراضي الدولة العثمانية من قبل جيوش روسيا القيصرية في القرن التاسع عشر.
وارتدى معظم المشاركين في الاعتصام الازياء التقليدية الشركسية ورفعوا لافتات تدعو لعدم اقامة الدورة الشتوية للألعاب الاولمبيبة عام 2014 في سوتشي العاصمة التاريخية للشراكسة.
وكانت 14 منظمة وجمعية شركسية من مختلف دول العالم من بينها الأردن وتركيا وفلسطين دعت إلى التظاهر أمام السفارات والممثليات الديبلوماسية الروسية في الذكرى 147 لإبادة الأمة الشركسية وتهجيرها من وطنها التاريخي.
وأشارت هذه المنظمات في بيان مشترك إلى أن روسيا الفدرالية ارتكبت أول إبادة في تاريخ أوروبا الحديث بإبادتها الشراكسة وتدمير أوطانهم من أجل إقامة إمبراطوريتها مؤكدة أن روسيا لاتزال تخفي جريمتها عن أعين العالم.
وشدد البيان على ضرورة معارضة إقامة الأولمبياد على أرض سوتشي عام 2014 وجاء فيه «لقد كانت سوتشي عاصمة شركسيا والمرفأ الأساسي الذي شهد تهجير وإبادة شعب برمته. إن كراسنايا بوليانا التي أعلنت روسيا منها انتصارها على شركسيا قبل 150 عاما ستصبح المركز الرئيسي للألعاب الأولمبية».
وبدأ الشراكسة بالوصول إلى الأردن في ثمانينيات القرن التاسع عشر ويقدر عددهم فيه بنحو 200 ألف شخص وهم ممثلون في البرلمان بثلاثة مقاعد وشغل العديد منهم مناصب عليا في الدولة منها رئاسة الوزراء.
ويعتبر سعيد المفتي وهو شركسي احد أهم رؤساء الوزراء في الأردن في حقبتي الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وتعتبر مناطق صويلح ووادي السير في شمال عمان مراكز إقامة الشركس في الأردن إضافة إلى مدينة الزرقاء.