شؤون سورية
استقبل المواطنون السوريون خبر ارتفاع أسعار البنزين بتذمر حاد واستغراب شديد، خاصة أن موجة ارتفاع الأسعار تجتاح البلد وتكاد لا تترك شيئا على حاله، حيث خلقت لديهم مخاوف حقيقية من أن تستمر الحكومة بمفاجآتها وأن تطال أسعار جميع المحروقات، وبشكل خاص المازوت مع بداية موسم الشتاء.
وعبر مهند لموقع سيريا نيوز(أحد المواطنين) عما يجول في ذهن كثيرين بالقول «ارتفاع الأسعار يدل على عدم الشعور والإحساس بالمواطن الذي أنهكت قواه حركة الأسعار المتزايدة يوميا».
وتوقع مهند ان «ارتفاع الأسعار سيؤثر سلبا على أمن البلد خاصة إذا ارتفع سعر المازوت والذي سيشكل كارثة حقيقة، فستصل الناس إلى يوم يأكل بعضها البعض إذا استمر الغلاء على هذه الوتيرة»، مشيرا «الله يعين الفقير واللي عنده أولاد ومدارس شو بدو يلحق ليلحق».
وتساءل آخرون عن السبب الذي دفع الحكومة للقيام بهذا الإجراء«هل هو بسبب ارتفاع أسعار البنزين عالميا؟ وفارق السعر مع دول الجوار؟ وهل يعقل أن يتحمل المواطن أخطاء غيره ممن يقومون بتهريب المحروقات إلى تلك الدول؟ أم انه تطبيق لمشروع رفع الدعم عن مادة المحروقات لسد عجز الميزانية ومعالجة التضخم؟ ثم ماذا عن اقتصاد السوق الاجتماعي الذي يفترض ان يحكم السياسات الاقتصادية لا أي اعتبارات اخرى».
شتوية باردة.. وريجيم إجباري
أبو مازن عائل لـ 6 أفراد قال «ارتفاع الأسعار في هذا الوقت غير مناسب أبدا، خاصة مع قدوم الشتوية والله» انهد حيلنا كل يوم مصيبة شكل، من فترة رفعوا أسعار الخضار والفواكه والمواد الغذائية والآن البنزين وغدا المازوت وتحمّل إذا بتتحمل حتى المواد الغذائية أكيد سترتفع لأنه يتم نقلها بالسيارات».
وتوقع أبو مازن «شتوية باردة لأنه أصلا ما عاد في مصاري للدفا، إن شاء الله يكفي المصروف الأكل والشرب والذي دخل أيضا حيز التقنين وأصبحت اللحمة وجبة سنوية مثلها مثل الأعياد في السنة مرة».
لم تتوقف الآثار السلبية على الشرائح محدودة الدخل، هنادي التي اشترت سيارة قبيل ارتفاع سعر البنزين عبرت عن خيبة أملها بالقول «حتى فرحتنا بشراء السيارة ما تمت، فما صدق المواطن حتى أصبح بإمكانه شراء السيارة بالتقسيط حتى وجد نفسه عاجزا عن تغطية المصاريف».
«لأركب حدك يا الموتور..»
في حين قالت بشرى إن «ارتفاع الأسعار سيؤثر على توحد الجبهة الداخلية من الناحية السياسية، كما انه سيؤثر على موظف القطاع الخاص، فعلى الأقل الموظف الحكومي يحصل على زيادة في الرواتب لقاء كل ارتفاع الأسعار بينما موظف القطاع الخاص »بيصير جلده دربكات».
وتوقعت بشرى «تزايد أزمة المواصلات خاصة على السرافيس والمكاري فأجرة «توصيلة التاكسي» سترتفع مع ارتفاع سعر البنزين مما سيجعل الناس تقدم على المكرو أكثر من التاكسي نظرا لتردي أوضاعها الاقتصادية واستغلال معظم سائقي التكاسي للأوضاع في البلد حيث أصبحوا يأخذون عدادا وثلثا على كل توصيلة نظرا لعدم تعديل العدادات بعد».
بينما قال أبو فادي سائق تاكسي «استفتحنا نهار ارتفاع أسعار البنزين بمشاكل مع الناس حيث لم يعلموا بارتفاع أسعار البنزين وحين طالبناهم بزيادة على العداد تذمروا وبدأت المشاكل فمنهم من اقتنع ودفع، ومنهم من نزل دون أن يدفع، لذلك أصبحنا نخبر الزبون أول ما يطلع فصادفنا أن كثيرا منهم نزل وقال »السرفيس أرحم».
وعن ارتفاع سعر البنزين وأنباء عن توقعات ارتفاع سعر المازوت، قال مدير الشركة العامة للمحروقات فرع دمشق أحمد شنوان ديبو لسيريانيوز«الدولة تقرر ونحن ننفذ لذلك نعدل حاليا الفواتير والجداول السابقة حسب التسعيرة الجديدة حيث قمنا بجرد موجودات المحطات من البنزين وتعديل العدادات ليصبح سعر التنكة 720 ل.س».
أما عن تذمر المواطنين قال إن »الشعب هو من يفتعل الأزمات» منوها إلى «توافر مادة المازوت والبنزين في البلد دون الخوف من نقصهما» موضحا أنه «لم يصدر أي قرار ولا توجد أي معلومة برفع أسعار المازوت».
سيحدث كارثة
وعن علاقة رفع السعر بسد العجز قال د.قدري جميل رئيس تحرير صحيفة قاسيون ان «رفع الدعم عن البنزين ليس له قيمة حقيقية فعلية على المستوى الاقتصادي ولن يسد من عجز الميزانية الذي تحدث عنه الفريق الاقتصادي فرفع الدعم عن البنزين لا يوفر أكثر من 12 مليار ل.س وهذا لا يشكل قيمة فعلية أمام مقدار العجز».
صفحة شؤون سورية في ملف ( pdf )