بغداد ـ أ.ف.پ: استعرض تيار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر امس قدرته على التنظيم والتجييش في تظاهرة في بغداد شارك فيها الآلاف للإعلان عن رفضهم المسبق لاحتمال تمديد بقاء القوات الأميركية في البلاد.
وعلى وقع هتافي «كلا كلا أميركا» و«كلا كلا اسرائيل» سارت حشود ضخمة من مؤيدي الزعيم الشاب وسط مدينة الصدر شرق العاصمة، في مجموعات بدت وكأنها تشارك في عرض عسكري انما من دون أسلحة لتوجيه رسالة الى الحكومة العراقية والقوات الأميركية في آن واحد على ما يبدو. وارتدى المشاركون الذين كانوا يدوسون على أعلام الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وهم يمرون امام 3 منصات متلاصقة جلس فيها ضيوف غالبيتهم من رجال الدين والعشائر، قمصانا موحدة عليها علم العراق وسراويل سوداء، ووضعوا على رؤوسهم قبعات كتب عليها «انا عراقي».
ورفع هؤلاء الذين قسموا الى مجموعات عدة بينها طلاب مدارس دينية ورجال عشائر واطفال، أعلام العراق ولافتات كتب على بعضها «الشعب يريد إخراج الاحتلال».
كما شاركت في الاستعراض الذي نظم في ذكرى ولادة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مجموعات نسائية صغيرة ارتدت المشاركات فيها ملابس سوداء وغطين وجوههن بالكامل.
وكان لكل مجموعة قائدها يقوم بتشجيع اعضاء فرقته عبر وصفهم بـ «الأبطال» وابناء «السيد القائد» في اشارة الى مقتدى الصدر، بينما كانت مكبرات الصوت تصدح بالأناشيد المخصصة للإعلان عن «رفض الاحتلال والشيطان».
وقال الشيخ عودة الفرطوسي (58 عاما) في منصة الضيوف لوكالة فرانس برس «هذه رسالة نوجهها الى العالم الإسلامي بأننا لا نقبل الاحتلال، وان مقاومتنا ثقافية ودينية وستعود عسكرية اذا لزم الأمر».
وقدم فتيان مشاركون عروضا استعراضية، فحمل احدهم علما اميركيا كبيرا وقفز آخر ليمزقه بقدميه ويثبت مكانه علما عراقيا بينما حاول آخرون تفتيت مربعات حجرية رسم عليها علم الولايات المتحدة فنجح منهم اثنان وفشل ثالث.
وتولت العناصر الأمنية التابعة للتيار الصدري ببزاتها السوداء الموحدة مسؤولية الأمن في منطقة الاستعراض، فيما كانت قوات من الجيش والشرطة تفتش الوافدين الى المكان وسط اجراءات امنية مشددة امتدت عدة كيلومترات خارج مدينة الصدر التي تسكنها غالبية شيعية تقدر بنحو مليوني شخص. وأكد متحدث باسم القوات الأميركية لفرانس برس ان قواته «تشارك القوات العراقية المهام المرتبطة بالوضع الأمني، الأمر الذي قد يشمل بعض التجمعات او الاستعراضات»، رافضا تأكيد مشاركة قواته في الاجراءات المرتبطة بمناسبة اليوم.
وفي بداية «الاستعراض المدني السلمي الإسلامي»، كما اسماه منظموه، وصل موكب كبير يشمل حوالي 40 سيارة دفع رباعي نزل منها عشرات الجنود الملثمين، فعلت هتافات «نعم نعم للسيد القائد»، الا انه لم يتضح حينها ما اذا كان مقتدى الصدر داخل احدى هذه السيارات.
ولكن مسؤولا في مكتب إعلام التيار الصدري في النجف (150 كلم جنوب بغداد)، قال لفرانس برس انه بسبب كثرة الحشود التي قدرها بحوالي 100 ألف «لم يتمكن السيد مقتدى الصدر من الوصول الى المنصة، ما دفعه الى المغادرة».
ومن المقرر ان تغادر القوات الأميركية وعديدها حوالي 47 الف عسكري، العراق آخر ديسمبر 2011، وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نوفمبر 2008. الا ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فتح الباب امام امكانية بقاء هذه القوات بعدما اعلن في 11 مايو انه سيجتمع بالكتل السياسية لتحديد الموقف من امكانية الطلب من القوات الاميركية الموجودة في البلاد منذ العام 2003، تمديد فترة بقائها. ولكن مقتدى الصدر هدد في ابريل الماضي، برفع تجميد جيش المهدي، الجناح المسلح للتيار الصدري الذي خاض معارك ضارية مع الاميركيين في 2004، اذا لم تنسحب القوات الاميركية في الموعد المحدد، بعدما جمد انشطته في اغسطس 2008 اثر مواجهات دامية مع القوات الأمنية العراقية.
وقال المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق الجنرال جيفري بوشنان لفرانس برس ان «التهديد بإعادة جيش المهدي الى عمله يمثل إهانة للديموقراطية العراقية». واضاف انه «لا احد سيشعر بالارتياح تجاه التهديد المفتوح بإعادة ميليشيا غير شرعية، على الصدريين نبذ العنف ومحاولة التأثير على قرارات الحكومة عبر الحوار والسياسة».