دوفيل ـ وكالات: افتتح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس قمة مجموعة الثماني المخصصة للربيع العربي في دوفيل شمال غرب فرنسا كما ذكر صحافيون من وكالة «فرانس برس» والتي تستمر حتى اليوم.
وبحسب مسودة البيان الختامي للقمة، فإن قادة مجموعة الثمانية المجتمعون في فرنسا دعو النظامين السوري والليبي الى الكف عن استخدام العنف وتلبية تطلعات شعبيهما في حد ادنى من صيغة توافقية نظرا للخلافات بين البلدان الثمانية.
وخلال هذا الاجتماع السنوي المغلق الذي يعقد وسط اجراءات امنية مشددة، سيؤكد قادة الولايات المتحدة وروسيا والمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا واليابان دعمهم للدول العربية التي تتخلص من قادة مستبدين حاكمين منذ عقود على رأسها مصر وتونس.
وسيطلق قادة دول مجموعة الثماني «شراكة دائمة» مع تونس ومصر اللتين «اطلقتا عملية للانتقال الديموقراطي» طبقا لتطلعات شعبيهما بحسب مسودة بيان حصلت «فرانس برس» على نسخة عنها.
وأكد القادة «قررنا اطلاق شراكة دائمة مع هاتين الدولتين (مصر وتونس) اللتين بدأتا عمليتي انتقال ديموقراطي».
وبشكل اوسع، قال القادة انهم «يجددون التزامهم دعم الاصلاحات الديموقراطية في العالم وتلبية التطلعات الى الحرية والوظيفة وخصوصا للنساء والشباب».
واضافوا ان «الديموقراطية تبقى افضل طريق الى السلام والاستقرار والازدهار وتقاسم النمو والتنمية».
وحسب النص، يدعو القادة الذين بدأوا اجتماعهم بغداء أمس، نظام الرئيس بشار الاسد الى «الكف عن استخدام العنف والترهيب ضد الشعب السوري وبدء حوار واصلاحات اساسية». وذلك في ظل تناقض في المواقف بين الغربيين الذين فرضوا عقوبات على النظام السوري والروس الذين يعارضون تبني اي نص في الامم المتحدة يدين قمع التظاهرات في سورية. ويمكن ان يجري بحث تشديد العقوبات خلال قمة دوفيل على النظام السوري كما قال مصدر اوروبي.
كما سيدعو قادة الدول الثماني الى «الوقف الفوري لاستخدام القوة من قبل نظام القذافي» في ليبيا ويؤكدون دعمهم «لحل سياسي يعكس ارادة الشعب».
وفي هذا المنتجع البحري الواقع على ساحل النورماندي والمعروف بقصوره وكازينوهاته، بحثت القمة قضايا كبرى اخرى مثل الاقتصاد العالمي او الانترنت التي ادرجت للمرة الاولى على جدول اعمال قمة كهذه.
وأعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اختار ان يجعل من دوفيل «لحظة مؤسسة لشراكة طويلة الامد» بين الدول العربية التي تدعم الديموقراطية ومجموعة الثماني.
ولم يتم تحديد اي رقم حتى الآن لحجم المساعدة التي ستقدمها مجموعة الثماني والتي يفترض ان تمر عبر المؤسسات المالية الدولية الكبرى.
وحددت كل من مصر وتونس اللتين تشهدان موسما سياحيا كارثيا، احتياجاتها وتبلغ عشرة مليارات دولار للقاهرة حتى منتصف 2012 و25 مليارا لتونس على خمس سنوات.
وحضر رئيسا حكومتي البلدين الى دوفيل، فيما دعت منظمة العفو الدولية مجموعة الثماني الى اتخاذ «اجراءات جريئة» لصالح الربيع العربي.
كما يدعو قادة مجموعة الثماني اسرائيل والفلسطينيين الى «الدخول فورا في محادثات جادة» لانهاء النزاع بينهما، حسبما جاء في مسودة البيان.
وكتب قادة الدول الغنية «نحن مقتنعون ان التغييرات التاريخية الجارية في المنطقة لا تجعل من تسوية النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني عبر التفاوض اقل اهمية بل اكثر اهمية».
واضافوا «ندعو الجانبين الى بدء مناقشات جوهرية بدون تأخير من اجل التوصل الى اتفاق اطار حول كل القضايا المرتبطة بالوضع النهائي» للطرفين.
وكان غداء العمل خصص للاقتصاد العالمي والأمن النووي، ثم استمعوا الى رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان الذي قدم عرضا لوضع محطة فوكوشيما النووية المتضررة.
ويعقد رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني اليوم اجتماعا تشاوريا مع عدة قادة افارقة، حيث قامت فرنسا بدعوة ثلاثة رؤساء انتخبوا في الآونة الاخيرة في عمليات اعتبرتها ديموقراطية وهم: رئيس ساحل العاج الحسن واتارا وغينيا الفا كوني والنيجر محمدو يوسوفو.
ستراوس ـ كان
وستبحث القمة موضوعا حساسا آخر هو مسألة الخلافة في منصب مدير عام صندوق النقد الدولي بعد توجيه التهم الى دومينيك ستراوس ـ كان بالاعتداء الجنسي في نيويورك واستقالته من منصبه.
وتأمل باريس وشركاؤها الاوروبيون في الحصول على اشارة ايجابية لدعم مرشحتهم لتولي هذا المنصب وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد.
الاتحاد الأوروبي
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن على هامش القمة أمس عزمه تقديم مساعدات إضافية للدول العربية في ربيع الديموقراطية.
وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، قبيل القمة أن دول الاتحاد تعتزم تقديم 1.24 مليار يورو (1.75 مليار دولار) لجيرانها في الشرق وعبر البحر المتوسط.
وجرت العادة على تخصيص ثلثي الميزانية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار إلى دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وحتى الأسبوع الجاري، أعلن أن ميزانية الفترة من 2011 الى 2013 ستقدر بـ 5.7 مليارات يورو.
وشدد باروسو على أن هذه المساعدات ستكون مشروطة بتحقيق إصلاحات ديموقراطية واقتصادية في العالم العربي.
ورأى أن هذه المساعدات ستكون «ليست فقط لمستقبل المنطقة وإنما أيضا لمستقبل أوروبا». واستقبل ساركوزي كلا من الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، لدى وصولهم إلى منتجع دوفيل.
ورغم الرياح القوية والأمطار الخفيفة وقف القادة لمصافحة بعض المواطنين المتجمعين حيث مقر القمة.
وكان الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هابر وصلا الى فرنسا مساء اول من امس.
وصعدت قضية السلامة النووية الى صدارة الاهتمامات في أعقاب كارثة محطة فوكوشيما نووية إلى جانب وضع الاقتصاد العالمي، وخاصة الأزمات التي تواجه البرتغال واليونان وايرلندا، الأعضاء بمنطقة اليورو فضلا عن جولة الدوحة المتعثرة من محادثات التجارة الحرة.
ومن المنتظر أيضا بحث فكرة الرئيس الفرنسي المثيرة للجدل حول الحاجة إلى وجود مزيد من القواعد الخاصة باستخدام الإنترنت.