- «واشنطن بوست»: دعوة أوباما لإقامة الدولة الفلسطينية تهدد إسرائيل بفقد أي مكاسب حققتها في حرب 1967
عواصم ـ وكالات: بعد الخطاب الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي الذي أجهض فيه عملية السلام برفضه العودة الى حدود 1967 وقوله ان القدس ستبقى عاصمة موحدة لدولة اسرائيل ورفضه عودة اللاجئين، قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته امس انه لا جدوى من مفاوضات السلام «العبثية» بين الفلسطينيين وإسرائيل وان الطريق السليم هو التوجه الى الامم المتحدة في سبتمبر للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال موسى قبل بدء اجتماع لجنة المتابعة العربية لعملية السلام في الشرق الاوسط لبحث تطورات عملية السلام «المفاوضات انا شايف انها اصبحت عبثية في ضوء اللاءات دي كلها (التي قالها نتياهو في الكونغرس).. الطريق السليم هو الذهاب الى الامم المتحدة والنضال السياسي في هذا المعترك الدولي الكبير وعدم التراجع عن هذا».
وأضاف موسى ان لجنة المتابعة العربية ستناقش هذه التطورات وقال «النقاشات ستكون في ضوء كلام الرئيس اوباما واللاءات السبعة التي اعلنها نتنياهو في الكونغرس.. «القرار سيكون باتجاه خدمة المصلحة الفلسطينية طبقا للثوابت العربية آخذين بعين الاعتبار التطورات الاخيرة ومن اخطر هذا التطورات الكلام الذي قاله نتنياهو في الكونغرس».
ودعا موسى الدول العربية الى زيادة دعمها المالي الى السلطة الفلسطينية التي واجهت الشهر الماضي ازمة مالية بسبب تعليق اسرائيل تحويل عائدات الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية والتي تقدر بنحو 120 مليون دولار شهريا إذ لم تتمكن السلطة من دفع رواتب ما يقارب من 150 الف موظف الا بعد تحويل المبلغ منتصف الشهر الجاري.
وقال موسى «لابد من دعم عربي اكبر ولابد ان الكل يضغط على اسرائيل لوقف عمليات تعذيب الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم. هذه الفلوس مش فلوس اسرائيل. انا اعتقد ان هناك حركة عربية نحو الوفاء بهذه الالتزامات».
الى ذلك، قال ديبلوماسيون إن زعماء مجموعة الثماني اضطروا الى تخفيف حدة بيان يحث اسرائيل والفلسطينيين على العودة الى المفاوضات لاعتراض كندا على ذكر حدود عام 1967.
كندا
وتبنت حكومة كندا اليمينية المحافظة موقفا قويا مؤيدا لإسرائيل في المفاوضات الدولية منذ ان جاءت الى الحكم عام 2006 وقال رئيس الوزراء ستيفن هاربر إن كندا ستساند اسرائيل مهما كان الثمن.
وقال ديبلوماسيون مشاركون في مناقشات الشرق الأوسط بقمة مجموعة الثماني إن أوتاوا أصرت على الا يتم ذكر حدود ما قبل عام 1967 في البيان الختامي الذي يصدره الزعماء على الرغم من أن معظم الزعماء الآخرين كانوا يريدون ذكرها. ودعا البيان الى الاستئناف الفوري لمحادثات السلام دون ذكر حدود 1967.
وقال ديبلوماسي أوروبي «الكنديون اتسموا بالعناد الشديد على الرغم من أن أوباما أشار الى حدود 1967 في كلمته الأسبوع الماضي».
ورفض هاربر ازاء الحاح الصحافيين تأكيد انه اعترض على اللغة بشأن الحدود لكنه قال انه سيعارض ما سماه التصريحات غير المتوازنة المتعلقة بالتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.
وقال هاربر «نشعر بالارتياح الشديد لخطاب الرئيس أوباما ولكن لا يمكنك انتقاء افضل عناصر ذلك الخطاب».
واضاف «إذا كنت بصدد الوصول الى عناصر أخرى فمن الواضح انني كنت أود أن أرى إشارة إلى العناصر التي كانت أيضا في الخطاب مثل حقيقة أن احدى الدولتين يجب أن تكون دولة يهودية وحقيقة أن الدولة الفلسطينية يجب ان تكون منزوعة السلاح».
وقال متحدث باسم وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في بيان ان ليبرمان اعرب عن شكره لكندا لاتخاذها «خطوة شجاعة» في المؤتمر.
الامم المتحدة
الى ذلك، قال مسؤول رفيع بالأمم المتحدة امس ان الفلسطينيين ليس بإمكانهم تجاوز مجلس الأمن الدولي لتفادي استخدام الولايات المتحدة المتوقع لحق النقض باعتبارها من الدول دائمة العضوية في المجلس اذا حاولوا الانضمام الى الامم المتحدة كدولة مستقلة في وقت لاحق من العام الحالي.
لكن المسؤول اكد ان استخدام الولايات المتحدة حق النقض لن يقضي على محاولة الحصول على الاعتراف بالدولة والعضوية الكاملة للامم المتحدة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاربعاء الماضي انه سيسعى إلى الحصول على اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية اذا لم يحدث تقدم في عملية السلام حتى سبتمبر.
وقال بعض الديبلوماسيين العرب في نيويورك ان بإمكان الفلسطينيين تجاوز مجلس الامن والتوجه مباشرة إلى الجمعية العامة التي تضم 192 دولة للحصول على الموافقة على الانضمام إلى عضوية الامم المتحدة.
ويقول ميثاق الامم المتحدة ان الجمعية العامة هي التي تعترف بالاعضاء الجدد بتوصية من مجلس الامن الذي يضم 15 دولة تتمتع من بينها خمس دول هي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة بعضوية دائمة وبحق نقض قراراته.
وعندما سأل صحافيون الرئيس الحالي للجمعية العامة السويسري جوزيف ديس عما اذا كان هناك سبيل لحصول الفلسطينيين على عضوية الامم المتحدة اذا رفضت الولايات المتحدة ذلك فقال «لا». لكنه اضاف ان الأمر لن ينتهي على هذا الحال.
وقال «هناك عدد كبير من الدول الاعضاء يعترف بدولة فلسطين ـ وبالإضافة إلى قرارنا (الجمعية العامة) في عام 1947 الذي قال ايضا بوجوب وجود دولة عربية او دولة فلسطينية ـ هذه عناصر يجب ان تأخذوها في الاعتبار».
حق النقد
واضاف ان من حق الدول التي تملك حق النقض ان تستخدمه وقال «ان الأمر متروك للدول الاعضاء كي تتخذ هذا القرار والقواعد معروفة».
وقال السفير المصري في الامم المتحدة ماجد عبدالعزيز الاسبوع الماضي ان 112 دولة حتى الان تعترف بالدولة الفلسطينية ومن المتوقع ان يعترف بها المزيد من الدول خلال الاشهر القادمة.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو معارضته لمسعى الفلسطينيين للحصول على الاعتراف بدولتهم المستقلة.
كما انتقد الرئيس الأميركي باراك اوباما هذه الخطوة ايضا وقال في خطاب موسع بخصوص السياسات الأميركية في الشرق الاوسط الاسبوع الماضي ان المساعي الفلسطينية «اعمال رمزية لعزل اسرائيل في الامم المتحدة».
ويقول ديبلوماسيون بالأمم المتحدة ان دول الاتحاد الاوروبي تبدو اكثر ميلا للاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو ما يرجع بشكل كبير إلى خيبة املهم في حكومة نتنياهو وما يعتبرونه تشبثا بسياسة الاستيطان وغيرها من الموضوعات التي تعيق عملية السلام.
وقال بعض الديبلوماسيين في الامم المتحدة ان بامكان الفلسطينيين ببساطة تفادي مسألة عضوية الامم المتحدة في سبتمبر مع دعوة الجمعية العامة الى اصدار قرار غير ملزم يعرب عن الدعم السياسي لفكرة الدولة الفلسطينية.
تنازلات
من جانبها اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية ان الرئيس الأميركي باراك اوباما كسر الصيغة الأميركية المتعارف عليها حيال اسرائيل وهي منحها دعما ملموسا مقابل اعلانها عن الاستعداد لتقديم اي تنازلات وتساءلت في هذا السياق: ما الذي قدمه اوباما لاسرائيل؟
وأوضحت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الالكتروني امس الاول أن كل المفاوضات العربية ـ الاسرائيلية تقوم على فرضية جوهرية وتتمثل في استعداد اسرائيل للتتخلي عن الارض، وهو الشيء الواقعي الملموس، وان يتقدم العرب بوعود حول السلام مع الدولة العبرية في حين توازن أميركا بين تلك الامور بعرض تقديم ضمانات بالدعم الكامل لأمن إسرائيل وتوفير احتياجاتها الديبلوماسية.
واعادت الصحيفة للأذهان ان هذه الصيغة تجلت من قبل على سبيل المثال عند الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، مقابل تقديم الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش التزاما مكتوبا فحواه ان تدعم أميركا اسرائيل في الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبيرة بالضفة الغربية في اي اتفاق سلام يتم التوصل اليه مع الفلسطينيين، ومعارضة اي مطالبات بالعودة الى حدود 1967 والوقوف بثبات ضد ما يسمى بحق العودة الفلسطينيين.
وتوقفت الصحيفة عند ما تعتبره انقلابا قاده اوباما ضد هذه الصيغة الأميركية المتعارف عليها فقالت انه لمدة عامين ونصف العام رفضت ادارة الرئيس الأميركي اوباما الاعتراف او التأكيد على تلك الضمانات، ثم عمد أوباما في خطابه الاسبوع الماضي لتحطيم ذلك نهائيا عندما اكد ضرورة حل النزاع العربي ـ الاسرائيلي فعليا بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 مع امكانية القيام بمقايضات ثنائية متفق عليها بين الطرفين.
ولفتت «واشنطن بوست» الى ان ذلك التوجه من جانب اوباما يعني من وجهة النظر الاسرائيلية تقويض الموقف الاسرائيلي في المفاوضات ويهدد الاسرائيليين بفقدان اى مكاسب حققوها في حرب 1967.
وزاد الطين بلة موافقة اوباما على حق العودة للفلسطينيين وهو ما يعني فى المنظور الاسرائيلي كما تقول الصحيفة غمر اسرائيل بملايين العرب الأمر الذي قد يدمر دولة اليهود الوحيدة.
وهكذا فإن الاسرائيليين يعتبرون ان اوباما يطالبهم بالتخلي عن مكاسب ملموسة حققوها من قبل دون ان يمنحهم اي مقابل وهو ما يعد بمثابة خروج جوهري على الصيغة الأميركية القديمة كما ذهبت الـ «واشنطن بوست».
قطر لتجميد عملية السلام إلى أن تصبح إسرائيل مستعدة لها
في سياق قريب دعا رئيس الوزراء القطري امس الى عدم استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين المجمدة حاليا الى ان تصبح اسرائيل «جاهزة» وذلك في افتتاح اجتماع حول مبادرة السلام العريبة في الدوحة كما اوردت قناة «الجزيرة» الفضائية.
وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في افتتاح اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي تترأسها قطر «نجمد البحث في عملية السلام حاليا حتى يكون هناك شريك جاهز» للتفاوض في الجانب الاسرائيلي.
وذكرت جامعة الدول العربية ان هذا الاجتماع مخصص لبحث تطورات القضية الفلسطينية بعد دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما الاخيرة الى قيام دولة فلسطينية على اساس حدود 1967 ورد الحكومة الاسرائيلية السلبي عليها.