- اتهامات لأميركا بالوقوف وراء عملية انقلاب ضد الرئيس اليمني و«الخارجية الأميركية» تعتبره «كلاما سخيفا»
قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أمس ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أصيب بشظية استقرت قرب قلبه وبحروق من الدرجة الثانية في الصدر والوجه أثناء الهجوم على قصره.
وأضافت هيئة الإذاعة البريطانية أنها علمت من «مصادر قريبة من الرئيس» ان شظية يبلغ طولها حوالي 7.6 سنتيمترات استقرت تحت قلبه، مؤكدة أنه لم يتضح هل سيحتاج الرئيس اليمني الى جراحة.
الى ذلك، تضاربت الأنباء حول انتقال الرئيس اليمني الى السعودية للعلاج فيها، وقال تلفزيونا «الجزيرة» و«العربية» نقلا عن مصادر يمنية وسعودية ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح توجه أمس الى المملكة العربية السعودية لتلقي علاج طبي، وأعلن مصدر سعودي لـ «رويترز» أنه من المتوقع وصول الرئيس اليمني إلى الرياض خلال ساعات، إلا أن نائب وزير الإعلام اليمني نفى تلك التقارير.
إلى ذلك تم نقل رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق امين ابوراس ونظيره لشؤون الدفاع والأمن راشد محمد العليمي، الى السعودية لتلقي العلاج التي عرضت استضافة جرحى القوات الحكومية وقوات آل الأحمر لأسباب إنسانية، فيما تجددت المواجهات في تعز وصنعاء ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.
وأمس استمر تبادل إطلاق النار متقطعا في حي الحصبة شمال صنعاء الذي شهد لليلة الخامسة على التوالي اشتباكات عنيفة بقذائف الهاون والصواريخ بحسب شهود عيان وأفادت مصادر طبية بأن مدنيا قتل واصيب آخرون بالرصاص او بشظايا قذائف.
واستمر سكان حي الحصبة والأحياء المجاورة في الفرار بسبب انقطاع المياه والتيار الكهربائي جراء أعمال العنف.
وفي تعز على بعد 270 كلم جنوب غرب صنعاء، دارت معارك بين قوات الرئيس اليمني ومسلحين كانوا يتولون حماية مئات المحتجين في ساحة الحرية حيث تم تفريق معتصمين بالقوة الاثنين الماضي ما أسفر عن سقوط اكثر من 50 قتيلا بحسب ما افاد شهود عيان.
ودعت المعارضة اليمنية الدول «الشقيقة» والأسرة الدولية الى «التحرك لإنقاذ اليمن وشعبه من أتون حرب أهلية»، ودانت «المنحى الخطير» الذي اتخذته المعارك اثر الهجمات على «منازل سكنية والقصر الرئاسي ومنشآت حيوية» في البلاد داعية الى «الكفاح السلمي والديموقراطي».
وفي الجنوب قتل 10 اشخاص هم 6 عسكريين و4 عناصر مفترضين من القاعدة الجمعة الماضية في تجدد اعمال العنف في مدينة زنجبار التي يسيطر عليها متطرفون بحسب مصادر عسكرية.
وصالح الذي يرفض التنحي رغم الضغوط الدولية المتنامية عليه، يواجه انشقاقات جديدة في صفوف جيشه فقد أعلن قائد الفرقة المدرعة الـ 33 في الجيش اليمني الجنرال جبران يحيى الحاشدي امس انضمامه الى صفوف المعارضة المناهضة للرئيس، وفق مصدر عسكري.
وقال المصدر العسكري ان الجنرال الحاشدي أعلن في تعز انشقاقه بعدما استدعى، بضغط من مجموعة ضباط وجنود، قوات كانت أرسلت خلال اليومين الماضيين الى وسط تعز لقمع المتظاهرين المناهضين للنظام. واضاف المصدر ان «الضباط والجنود أعلنوا رفضهم الامتثال للأوامر بإطلاق النار على المحتجين» في تعز.
كذلك، عمد الجنود الى طرد ضابط في الفرقة المدرعة الـ 33 هو الجنرال احمد حنظل بعدما رفض الانشقاق، بحسب المصدر نفسه.
ويأتي انضمام الفرقة الـ 33 الى المعارضة بعد انشقاق الفرقة المدرعة الأولى بقيادة الجنرال علي محسن في مارس في شمال البلاد، وهي تسيطر على جنوب غرب اليمن برمته والذي يشمل باب المندب والمناطق الساحلية الجنوبية على البحر الاحمر وقسما من خليج عدن. وأعلنت منظمة «تريانغل جينيراسيون اومانيتير» غير الحكومية امس انها سحبت من اليمن 7 موظفين فرنسيين بعدما تعرض 3 من زملائهم الفرنسيين لعملية خطف محتملة الاسبوع الماضي. وحملت أعمال العنف في اليمن ألمانيا على إغلاق سفارتها والاتحاد الأوروبي على تنشيط آلية مساعدة وتنسيق إجلاء الرعايا الأوروبيين من هذا البلد.
من جهتها أعربت روسيا عن قلقها «للحرب الأهلية الفظيعة» الدائرة في اليمن ودعت السلطات اليمنية الى الحوار وقبول خطة السلام التي اقترحها مجلس التعاون الخليجي وتنص على تنحي الرئيس صالح.
ونقلت وكالة انباء ريا نوفوستي عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله «ما يحصل هناك فظيع. ليست حربا اهلية فحسب انها اسوأ الحروب الاهلية» الى ذلك، كشف موقع الكتروني يمني امس قيام السعودية بوساطة لوقف إطلاق النار المستمر منذ أسبوعين بين قوات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والزعيم القبلي صادق الأحمر.
ونقل موقع «مأرب برس» المستقل عن مصادر مطلعة قولها «ان وساطة سعودية قادها ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز مساء امس الاول تمكنت من التوصل لعقد هدنة لوقف إطلاق النار بين قوات الرئيس علي عبدالله صالح وأنصار الشيخ صادق الأحمر».
وأوضحت المصادر أن هذه الوساطة تقضي بأن يوقف الطرفان إطلاق النار في جميع جبهات القتال بينهما حيث تواصل الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع الرئيس صالح والشيخ صادق الأحمر اللذين التزما بوقف إطلاق النار.
وحسب الموقع فقد اشترط الشيخ الأحمر على الأمير سلطان بأنه سيلتزم بالهدنة في حال التزام صالح بوقف إطلاق النار، مؤكدا أنه سيرد في حال إطلاق صالح للنار. الى ذلك، اتهم السكرتير الصحافي للرئيس اليمني احمد صوفي الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف وراء «عملية انقلاب» ضد الرئيس علي عبدالله صالح والخارجية الأميركية اعتبرت الاتهام «كلاما سخيفا». واتهم صوفي ليل أمس الاول الولايات المتحدة بتدبير عملية «انقلاب» على الرئيس صالح والوقوف وراء «محاولة اغتياله».
وقال في تصريح صحافي «إن ما حدث لصالح من قصف» سيدعو السيدة هيلاري كلينتون الى أن تبتهج كثيرا لأنها استطاعت أن تدبر انقلابا وتدبر أيضا اغتيالا وبات الرئيس صالح هدفا مباشرا للولايات المتحدة».
من جانبه وصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر اتهام الولايات المتحدة خاصة الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالوقوف مباشرة وراء التحريض على قتل والانقلاب على الرئيس صالح بأنه كلام سخيف. وقال إن تركيز الولايات المتحدة في الوقت الحالي ينصب على التعاون مع الحكومة اليمنية والرئيس اليمني من أجل المضي قدما في تنفيذ عملية انتقالية ديموقراطية منظمة وهادئة وسلمية للسلطة، يجب أن تتم عبر توقيع الرئيس اليمني على الاقتراح المقدم من مجلس التعاون الخليجي انطلاقا إلى مستقبل ديموقراطي أفضل يحقق تطلعات الشعب اليمني.
واقرأ ايضاً:
«فايننشال تايمز»: الهجوم على صالح وفّر له ذريعة الانتقام
ما مدى تأمين الموانئ اليمنية ضد الهجوم؟
الاضطرابات تعيد 200 معلم سعودي من اليمن
«نيويورك تايمز»: بعد إصابة صالح الحكومة فقدت قبضتها الحديدية
برلين تغلق سفارتها في اليمن
صحف يمنية تدين حادث استهداف صالح