يسعى الرئيس الاميركي جورج بوش هذا الاسبوع لطمأنة حلفائه في الشرق الاوسط ان واشنطن لا تزال تعتبر ايران خطرا ولن تتخلى عن اصدقائها ازاء تصاعد هذا الخطر.
وقال بوش لصحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية امس «ان احد اسباب زيارتي الى الشرق الاوسط هو ان اقول بوضوح لدول هذه المنطقة من العالم اننا نعتبر ايران خطرا»، وان اعادة تقييم الاستخبارات الاميركية لهذا الخطر «لا تقلل اطلاقا من شأنه بل توضح طبيعته».
وتعتبر اسرائيل انها ستكون الهدف الاول لقنبلة ذرية ايرانية في وقت يدعو الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بشكل متكرر الى «ازالتها عن الخارطة».
وقال بوش بهذا الصدد «ان رسالتي الى الاسرائيليين هي انني مدرك تماما للتهديد».
واضاف «ان الولايات المتحدة ملتزمة وستبقى ملتزمة بامن المنطقة»، وهو يعتزم تفقد الجنود الاميركيين في الخليج ما يؤكد على اهمية الانتشار العسكري الاميركي.
وتابع «من المهم ان يدرك سكان المنطقة انه ان كانت كل الخيارات لا تزال مطروحة (بما فيها الخيار العسكري)، الا انني اعتقد ان بامكاننا تسوية هذه المشكلة ديبلوماسيا».
في السياق نفسه، صرح بوش للتليفزيون الاسرائيلي بأنه حتى اذا لم يتوصل الزعماء الاسرائيليون والفلسطينيون الى اتفاق سلام مع حلول نهاية العام الحالي فإنه قد يتم التوصل الى اتفاق بشأن ماهية الدولة الفلسطينية.
وقال بوش، في تصريح للقناة الثانية الاخبارية الاسرائيلية في مقابلة اذيعت الليلة قبل الماضية، «انني متفائل من اننا نستطيع تحديد الخطوط العريضة لدولة»، مضيفا «انني متفائل لأنني اعتقد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس السلطة لفلسطيني محمود عباس يريدان تحقيق هذا الهدف».
وتعهد اولمرت وعباس في مؤتمر انابوليس في شهر نوفمبر الماضي ان يحاولا التوصل الى اتفاق اسرائيلي - فلسطيني مع حلول نهاية العام الحالي، لكن الفرق التفاوضية من كلا الجانبين التي اجتمعت لتحاول ان تطلق المحادثات لم تحرز اي تقدم حتى الآن.
وقال بوش، الذي يصل غدا في زيارة تستغرق ثلاثة ايام الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، انه يعتقد ان الحقيقة التي مفادها انني شخص مألوف لاولمرت وعباس يمكن ان تثبت انها عاملا محفزا لاحراز تقدم.
وابلغ بوش المحاور يونيت ليفي «انني اعتقد ان الزعماء يعرفونني وانني اعرفهم وهم يشعرون بارتياح نحوي، وبالتالي فإن السؤال هو هل سيقررون بذل الجهد الضروري للتوصل الى اتفاق خلال وجودي كرئيس؟ ربما لا يوافق الرئيس القادم على حل الدولتين وربما يستغرق الرئيس القادم بعض الوقت ليبدأ التحرك».
وقال بوش انه يتعين على عباس، الذي يخوض معركة سياسية مع حركة حماس التي ترفض حل الدولتين للنزاع، ان يكون قادرا على ان يظهر انه حقق مكاسب من العملية الديبلوماسية مع اسرائيل.
واضاف بوش «يجب ان يكون عباس، الذي وافق على حق اسرائيل في الوجود ان يكون قادرا على ان يقول لشعبه قفوا بجانبي وساندوني وهذا ما يمكن ان يحدث. لكن اذا سلكتم طريق الارهابيين والقتلة، فإن هذا لن يحدث ابدا».
الى ذلك، قلل البيت الابيض من تهديد تنظيم القاعدة بشن هجوم على الرئيس الاميركي جورج بوش خلال جولته المرتقبة الى منطقة الشرق الاوسط.
وقال غوردون غوندرو المتحدث باسم البيت الابيض - في تصريح اورده راديو «سوا» الاميركي مساء امس الاول - ان تنظيم القاعدة لا يعد بشيء غير الموت والعنف، معتبرا ان زيارة الرئيس الاميركي للمنطقة تحمل الامل لشعوب تسعى لحياة افضل.
وكان آدم غادان، الاميركي الاصل والعضو بتنظيم القاعدة، قد حث في وقت سابق من اسماهم «المسلحين الاسلاميين» على استقبال الرئيس بوش بالقنابل عندما يزور الشرق الاوسط الاسبوع الجاري.
في غضون ذلك، اكد شهود عيان فلسطينيين ان اربع مروحيات اميركية حلقت صباح امس في اجواء الضفة الغربية خاصة فوق مدينة رام الله وذلك قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي جورج بوش لاسرائيل والاراضي الفلسطينية.
وقال الشهود ان مروحيتين هبطتا بالمنطقة التي تضم مقر رئاسة السلطة الفلسطينية ومكتب محمود عباس فيما هبطت مروحيتان اخريان في ساحة ملعب «الفرندز» الرياضي في مدينة رام الله.
واكد شهود العيان ان اربع مروحيات اميركية اخرى حلقت في اجواء مدينة بيت لحم وذلك ضمن الاجراءات والاستعدادات لتأمين زيارة الرئيس بوش والذي يقوم بأول زيارة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ توليه الرئاسة قبل اكثر من ست سنوات.
في السياق نفسه، قالت مصادر في الاجهزة الامنية الفلسطينية ان نحو اربعة آلاف من عناصر الامن الفلسطيني سيشاركون في ضمان الامن خلال زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى رام الله في الضفة الغربية.
وقالت مصادر في الاجهزة الامنية الفلسطينية ان «حالة شبه منع تجول» قد تفرض على منطقة المقاطعة مقر السلطة الفلسطينية حيث سيلتقي محمود عباس مع الرئيس الاميركي. وسينتشر عناصر الامن على مختلف الطرق المؤدية الى مكان الاجتماع.
واشارت المصادر الامنية الى وجود عملية تنسيق مكثفة بين الاجهزة الامنية الفلسطينية والاميركية. واوضحت ان الاجهزة الامنية الاميركية تعد للزيارة منذ اكثر من اسبوع.
الصفحة في ملف ( pdf )