اختتم الرئيس الاميركي زيارته لمنطقة الشرق الاوسط بزيارة خاطفة لمصر اتفق خلالها مع الرئيس المصري حسني مبارك على مواصلة دعم جهود السلام على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي للتوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية ولاية بوش.
وأوضح الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي في ختام محادثاته مع نظيره المصري في منتجع شرم الشيخ انه قدم للرئيس مبارك تقريرا موجزا عن مباحثاته في اسرائيل والأراضي الفلسطينية التي وصفها بـ«الايجابية».
وأضاف بوش انه «متفائل» من احتمال التوصل الى اتفاق لقناعته بأن «قيادتي الجانبين ملتزمتان بحل الدولتين» مشيرا الى ان دول المنطقة ملتزمة أيضا ومستعدة لتساعد الرئيس مبارك خاصة.
ولفت الى ان الاجتماع تناول أيضا الملف العراقي مؤكدا ان قراره بزيادة عدد القوات الأميركية في العراق حقق نجاحا حيث تراجعت حدة العنف.
واعتبر بوش ان اقرار مجلس النواب العراقي قانون المساءلة والعدالة «تقدم سياسي» مشددا على ان بلاده ستستمر في مساعدة الشعب العراقي حتى يؤمن ديموقراطيته.
وفي الملف اللبناني أكد الرئيس الأميركي أهمية دعم دول المنطقة لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مشيرا الى أهمية تشجيع انتخاب رئيس للبنان «فورا ودون شروط وحسب الدستور اللبناني».
ودعا بوش «سورية وايران وجميع حلفائهما الى عدم التدخل في أي جهود تقوض العملية السياسية هناك».
ووصف الصداقة المصرية - الأميركية بأنها «قوية وحجر الزاوية الأساسي» بالنسبة الى السياسة الأميركية في المنطقة مشيرا الى انها مبنية على التزام مشترك من أجل السلام والأمن والرخاء. دعا الرئيس الاميركي جورج بوش مصر الى القيام بدور قيادي في التحول الديموقراطي في المنطقة.
وقال بوش، في مؤتمر صحافي مقتضب مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ حيث اختتم جولته في الشرق الاوسط، «لقد اتخذتم خطوات تجاه الانفتاح الاقتصادي والاصلاح الديموقراطي، واملي ان تبني الحكومة المصرية على هذه الخطوات المهمة وتعطي شعب هذه الامة العظيمة صوتا اكبر في (رسم) مستقبلها».
وأوضح بوش ان بلاده تدعم مصر وجهودها في محاربة الارهاب وتقدر أيضا اسهامها في قوات حفظ السلام في اقليم دارفور السوداني. وأشار الى انه يقدر كثيرا عمل المجتمع المدني في مصر وكذلك دور المرأة في المجتمع المصري منوها بالتقدم في الانفتاح الاقتصادي الذي تنتهجه مصر والعمل على بناء مستقبل ديموقراطي للبلاد.
وقال الرئيس الأميركي «أعجبت كثيرا بشجاعة وروح الذين التقيتهم ومصر دائما تؤدي دورا مهما وان هذه المنطقة تشهد تقدما كبيرا وأتمنى على شعبي ان يرى كيف تدور المجتمعات هنا بشكل حيوي فيعملون من أجل احتضان فرص تحديث اقتصادهم». وأعرب عن ثقته بأن الشعوب في الشرق الأوسط تعمل بشكل شاق من أجل بناء مجتمعات مبنية على العدل مؤكدا ان الولايات المتحدة ستظل صديقة وشريكا في هذه المسيرة.
من جانبه، أوضح الرئيس المصري انه والرئيس الاميركي أجريا مشاورات مهمة تناولت الوضع الاقليمي الراهن والجهود المشتركة من أجل قضية السلام والأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وأشار مبارك الى انه أكد خلال المشاورات «الأهمية الاستراتيجية التي توليها مصر لأمن الخليج ودوله وشعوبه باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن مصر القومي وأمن الشرق الأوسط والعالم».
وذكر انه أكد كذلك مواقف مصر الداعمة لقضية السلام وتطلعه لأن يواصل الرئيس بوش متابعته للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي معربا عن أمله بأن يتم التوصل لاتفاق سلام قبل نهاية ولايته.
ووصف في هذا الاطار القضية الفلسطينية بأنها «جوهر» الصراع في منطقة الشرق الأوسط والمدخل الصحيح لاحتواء ما تموج به من أزمات ونزاعات وبؤر للتوتر والسبيل الأمثل لمواجهة ما تشهده المنطقة والعالم من تصاعد أعمال العنف والتطرف والارهاب.
وعن العلاقات المصرية - الاميركية أكد مبارك انها اكتسبت أهمية مطردة عبر العقود الماضية وحققت مصالح متبادلة للبلدين والشعبين وللقضايا الاقليمية بالشرق الأوسط مشيرا الى ان المشاورات أكدت اقتناعا بالمصلحة المشتركة لكلا الجانبين في مواصلة التشاور والحوار الاستراتيجي بينهما من أجل سلام وأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح انه اعاد تأكيد عزم مصر على مواصلة دعمها لقضية السلام والجهود الساعية اليه واستعدادها للعمل يدا بيد مع الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية وكل الشركاء الاقليميين والدوليين من أجل سلام عادل وشامل ودائم يغلق ملف الصراع العربي الاسرائيلي الى الأبد.
الصفحة في ملف ( pdf )