بيروت - عمر حبنجر
مباحثات الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في بيروت مع اركان الاكثرية والمعارضة مازالت عالقة عند النقطة الاولى في البند الثاني من المبادرة العربية التي تتناول توزيع المقاعد الوزارية.
البند الاول في المبادرة الذي يتناول رئاسة الجمهورية بات محسوما من حيث الاجماع على شخصية العماد ميشال سليمان، لكن توقيت الانتخاب المحدد يوم الاثنين المقبل (بعد غد) جعل عمرو موسى يدعو خلال ادائه صلاة الجمعة مع الرئيس فؤاد السنيورة في السراي امس لتحقيقه.
وستكون مباحثات موسى في دمشق التي انتقل اليها بعد الظهر اختبارا عمليا للنيات السورية تجاه الخطة العربية.
وتمنى موسى، بعد لقائه رئيس المجلس نبيه بري بعد ظهر امس وقبيل المغادرة الى العاصمة السورية عقد جلسة انتخاب الرئاسة بعد غد، واعتبر ان الاجتماع الثلاثي بين الحريري والجميل وعون كان ايجابيا، وشكل خطوة للمزيد من النقاش بين الزعماء اللبنانيين حول المشاكل الموجودة. واشار الى وجود مشاكل وخلافات بين اللبنانيين لا يمكن ان تعالج الا عن طريق طرف ثالث عليه ان يسهل الامور ويكون مهتما بالمسألة اللبنانية. ونفى موسى ان يكون جرى الحديث عن حكومة حيادية، وقال: انا مفوض من الجامعة العربية التي تطرح حكومة وحدة وطنية، وردا على سؤال حول احتمال حضور وزراء الخارجية الذين صاغوا المبادرة، قال: انا امثل هنا الجامعة العربية واتحدث باسمها مفوضا منها في الموقف الرسمي العربي الكامل من المبادرة، وسأعود بانطباعاتي الى كل اعضاء مجلس وزراء الخارجية الذي سينعقد يوم 27 الجاري.
أجواء ارتياح
وكان موسى اجرى جولة محادثات مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وامتنع عن التحدث الى الصحافيين قائلا: ليس من المعقول ان اعقد مؤتمرا صحافيا كل نصف ساعة، عموما هناك اجواء من الارتياح. وحول توقعاته بنتائج ايجابية، قال: نعم ولم لا؟
موسى تحدث الى الصحافيين اثناء انتقاله والسنيورة الى احدى قاعات السراي لاداء صلاة الجمعة. وقال ردا على سؤال: سأتضرع الى الله ليصار الى انتخاب رئيس للجمهورية يوم الاثنين المقبل، بينما اكتفى الرئيس السنيورة بالقول الذي استهل به موسى زيارته الثانية الى بيروت: تفاءلوا بالخير تجدوه.
ثغرة في الجدار الصلب
وكان موسى زار صباحا رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي اعلن ان الامين العام للجامعة ابلغه حدوث ثغرة في جدار الازمة ولو بالشكل فقط، الا ان ميقاتي تخوف من دخول الشيطان مجددا في التفاصيل، محجما عن التفاؤل باحتمال انعقاد جلسة انتخاب الرئيس يوم الاثنين. وفي لقاءاته الاخرى، عرض موسى للخرق الذي احدثه في جدار التفاوض المسدود بين الموالاة والمعارضة بجمعه النائب العماد ميشال عون والرئيس السابق امين الجميل والنائب سعد الحريري في مجلس النواب بعد ممانعة طويلة من جانب الموالاة في التباحث مع العماد عون كممثل للمعارضة. على ان ذلك بات ممكنا حينما وافق العماد عون على ان يكون الرئيس الجميل الى جانب الحريري في اللقاء الذي نظمه موسى.
الخلاف على التوزيعة الحكومية
صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله قالت ان اللقاء الثلاثي الذي نظمه موسى عكس استمرار موسى الى جانب الموالاة في تفسير البند الثاني من المبادرة الذي يتعلق بتشكيل الحكومة، وانه - اي موسى - طرح 15 وزيرا للموالاة وعشرة للمعارضة وخمسة لرئيس الجمهورية، وقد صمت الحريري والجميل، واعتبر عون ان هذه الصيغة تفسيرا خاطئا للمبادرة التي تمنع الاستئثار والتعطيل، ما يعني ان الصيغة المنطقية تكون من خلال المثالثة، وهذا ما جعل موسى يتحدث عن حصة مختلفة للاغلبية عن الاقلية، ورد عون بأن الامر ممكن من خلال منح الاكثرية 17 وزيرا والمعارضة 13 وزيرا.
الحريري والجميل رفضا هذا الطرح فورا كونه يقود الى احتفاظ المعارضة بالثلث المعطل، ويلغي حصة رئيس الجمهورية المتفق على ان تكون الكفة المرجحة بيده، ويؤدي بالتالي الى تعطيل او الغاء القرارات الدولية الكبرى وصولا الى تأمين ظروف عودة القوات السورية الى لبنان. وجرى الحديث عن البند الثالث في المبادرة العربية والمتعلق بقانون الانتخاب، حيث اعتبر الجميل والحريري ان هذا الامر يحتاج الى نقاش لاحق في مجلس النواب، وهذا ما جعل عون يستنتج ان الاكثرية غير موافقة على اعتماد القضاء كدائرة انتخابية.
لإيجاد الحل لا لفرض الحلول
في غضون ذلك، قال المفتي الجعفري الممتاز احمد قبلان ان على الجامعة العربية ان تساعد اللبنانيين في ايجاد الحل، لا ان تفرض عليهم الحلول، وان تعمل على تقريب وجهات النظر وتكون على مسافة واحدة من الجميع حتى يمكن لمبادرتها ان تنجح.
بدوره، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين لقاء مجلس النواب ايجابيا، معتبرا ان اللقاء بداية، ونحن بانتظار التائج.
صفي الدين وخلال مجلس عاشورائي قال: اذا كان عنوان هذا اللقاء الاعتراف بحق المعارضة ومنطق الشراكة فهذا جيد، اما اذا كان للمناورة فسيعيد الامور مرة اخرى الى اصل المشكلة.
الصفحة في ملف ( pdf )