قال وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي امس ان ايران حريصة دائما على ان تظل مرتبطة بالكويت ودول منطقة الخليج العربي بعلاقات جيدة قائمة على الاحترام المتبادل للسيادة وحسن الجوار ومد جسور الثقة.
واشاد متكي الذي بدأ امس الاول زيارة لصوفيا بدعوة من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلغاري ايفايلو كالفين في تصريح خاص لـ «كونا» بالعلاقات بين ايران والكويت. وقال انها «علاقات اكثر من طيبة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية وان ايران كانت من اولى الدول التي دانت الاحتلال العراقي وساندت المطالب الكويتية العادلة فى جميع المحافل الدولية».
واضاف ان ايران لن تسمح لاي قوى خارجية او اي عوامل دخيلة على المنطقة أن تلقي بظلال من الشك على العلاقات الايرانية سواء مع الكويت او سائر دول الخليج العربي وان ايران اعلنت واكدت أن ليس لديها اي نوايا عدوانية ضد دول الجوار ودول المنطقة بغض النظر عن وجود بعض التباين في وجهات النظر السياسية والامنية المرتبطة بالمنطقة.
واوضح ان الجولة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في المنطقة والتقاءه مرتين خلال ثلاثة اشهر بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «لا تهدف الا لايضاح الموقف الايراني تجاه دول الجوار وانتزاع فتيل الفتنة التي تحاول القوى الخارجية والولايات المتحدة الاميركية بثه بين دولنا لتحقيق اغراض واهداف ومصالح غربية محددة»، وحول حادثة اعتراض قوارب ايرانية لبوارج اميركية في مضيق هرمز اخيرا قال متكي انها «كانت تهدف الى دعم الاطروحات التي تبناها الرئيس الاميركي في جولته الخليجية باثارة المخاوف وبث الشكوك في نوايا ايران باعتبارها العدو الذي يسعى الى تدمير المنطقة».
وتابع «ان تلك الاطروحات لم تجد آذانا صاغية اذ ان حكماء المنطقة يدركون جيدا حقيقة النوايا الايرانية تجاه بلدانهم التي تنحصر في السعى لتطوير وتفعيل العلاقات الطيبة معهم».
وعن محادثاته في بلغاريا قال انه اطلع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلغاري ايفايلو كالفين على التطورات الاخيرة بشأن ملف البرنامج النووي الايراني، مبينا وجود آراء متشابهة بأن هذا البرنامج يمكن ان يكون موجها لاهداف سلمية.
وقال ان الحوار بشأن هذه القضية مع دولة مهمة في الاتحاد الاوروبي مثل بلغاريا يمكن ان يساهم بشكل جيد في تطوير هذه القضية في المستقبل حيث ان الجانبين البلغاري والايراني يعارضان انتشار اسحلة الدمار الشامل ويتفقان على ان ايران تتعاون مع وكالة الطاقة النووية وان هذا التعاون سيؤدي الى ايضاح القضايا المرتبطة بتاريخ وماضي النشاط الايراني النووي.
واضاف متكي ان توضيح هذه القضايا سيفتح امكانيات كبرى للحوار مع دول الاتحاد الاوروبي حول الكثير من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وهو ما يمكن ان يحول العلاقات معه الى مجالات عديدة من التعاون وتثبيت الثقة بين الجانبين.
وعن دور ايران في دعم مشاريع الطاقة في المنطقة والمشاركة بها قال وزير الخارجية الايراني ان «ايران وروسيا هما الاولى والثانية في الدول التي تمتلك وتنتج الغاز الطبيعي وهما ترغبان في العثور على سوق كبير لمنتوجهما والاختيار متروك لاوروبا».
وحدد متكي مجالين للتعاون بين اوروبا وايران يتمثل اولهما في مشروع «نابوكو» لنقل الغاز الطبيعي الايراني عبر الاراضي التركية والبلغارية الى اوروبا التي تنظر الى هذا المشروع من ضمن اولوياتها الحالية بينما يتمثل ثانيهما في الحوارت التي تجريها حاليا ايران مع السويد لانشاء خط جديد بديل لانابيب الغاز عبر الاراضي التركية واليونانية وصولا الى اوروبا.
وقال ان بلغاريا تعد من الدول المهمة عندما يتعلق الامر بمشروعات الاتحاد الاوروبي الخاصة بنقل الغاز من ايران الى اوروبا «ولذا نقلت الى الجانب البلغاري رغبة وزارة البترول الايرانية في انشاء لجنة بلغارية - ايرانية مشتركة في مجال الطاقة حيث يمكن لعمل هذه اللجنة ان يؤدي الى نتائج جيدة».
وقال انه بحث مع نظيره البلغاري المجالات التي يمكن ان تتوفر من خلالها الامكانيات لتعاون بين بلغاريا وايران مثل المشاريع الاقتصادية المشتركة والتعاون في مجالات الطاقة والنقل والمواصلات والثقافة والتعليم اضافة للعمل والتعاون في مبادرة الامم المتحدة لحوار الحضارات.
الصفحة في ملف ( pdf )