شهدت ساوث كارولاينا امس المواجهة الاشرس حتى الآن بين المرشحين الديموقراطيين سيناتور نيويورك هيلاري كلينتون وسيناتور ايلينوي باراك اوباما في الجولة الرابعة من الانتخابات التمهيدية لتحديد مرشح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية، وتكمن صعوبة هذه الجولة كونها جرت في واحدة من اقوى معاقل السود، حيث يشكلون حوالي 30% من سكانها، وتوقعت كل استطلاعات الرأي فوز المنافس ذي الاصول الافريقية فيها.
الصراع بين الجنسين
وعلاوة على كونها كانت ساحة نزال بين السود والبيض، كانت ساوث كارولاينا ايضا ساحة صراع بين النساء والرجال في موقعة كانت فريدة ومعقدة تنازعتها ميول العرق بين السود والبيض، او الجنس بين النساء والرجال وتحير الناخب بين تلبية نداء الواجب الذي يستوجب التسامي فوق كل هذه الاعتبارات ومنح صوته لمرشحه بناء على مثله ومبادئه ورسالته والرضوخ لوساوس المؤثرات الاخرى على قوتها. وتوجه نحو مليوني ناخب و250 الفا، هم مجموع من يحق لهم التصويت في ساوث كارولاينا، الى نحو 2048 مركز اقتراع موزع على 48 مقاطعة لاختيار واحد من ثلاثة ديموقراطيين اصبح السباق مقصورا عليهم في الوقت الحالي بعد انسحاب النائب دينيس كوسينيتس الخميس الماضي، رغم ان المنافسة الفعلية كانت تنحصر بين هيلاري واوباما، بينما يصارع السيناتور السابق جون ادواردز من اجل اثبات الوجود على الرغم من انه ولد في ساوث كارولاينا.
استطلاعات مرجحة
واشارت ثمانية من استطلاعات الرأي التي اجريت في الفترة من 21 يناير حتى الخميس الماضي الى تقدم اوباما على هيلاري بنسب تتراوح بين 7 و19 نقطة، بينما لم يشر اي استطلاع الى تقدم هيلاري التي لم تبذل الكثير في هذه الولاية وتركت زوجها الرئيس السابق يشاكس اوباما لمجرد التعطيل او منعه عن تحقيق نصر ساحق. ويشير استطلاع راسموسين الى حصول اوباما على 43% من الاصوات مقابل 28% لهيلاري و17 لادواردز.
الأخير قبل الثلاثاء
وشكلت هذه الانتخابات للديموقراطيين الاختبار الانتخابي الاخير قبل «الثلاثاء الكبير» الخامس من فبراير المقبل، حيث ستجرى انتخابات في حوالى عشرين ولاية بينها نيويورك وكاليفورنيا، ستختار بدورها المرشح للسباق الى الرئاسة.
وكانت هيلاري كلينتون فازت في الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشير وفي مجالس الناخبين في نيفادا، بينما فاز اوباما في مجالس الناخبين في ايوا واحتل اداوردز المرتبة الثانية في ايوا والثالثة في عمليات الاقتراع الاخرى.
وقد قام السيناتور اوباما الطامح الى ان يصبح اول رئيس اسود للولايات المتحدة بحملة في جميع انحاء الولاية طوال اسبوع نظم خلالها تجمعات انتخابية ضمت خصوصا شبانا في حوالي 12 مدينة.
اما كلينتون، فتركت لزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين السود، قيادة الحملة في هذه الولاية، لتتفرغ للعمل من اجل المراحل المقبلة في كاليفورنيا ونيويورك ونيوجرسي وبنسلفانيا.
من جهته، قام ادواردز بزيارة مناطق ريفية عديدة في كارولاينا الجنوبية على امل التأثير على الناخبين.
تقدم بطيء
واشارت استطلاعات الرأي الى تقدم مستمر لكنه بطئ لادواردز الذي كان مرشحا في الاقتراع السابق لمنصب نائب الرئيس والمولود منذ 54 عاما في كارولاينا الجنوبية.
وقال خبراء ان ادواردز يتمتع بدعم الناخبين القلقين او الذين خاب املهم من المشادات الكلامية بين مؤيدي كلينتون واوباما الذين خاضوا طوال الاسبوع حربا كلامية عنيفة.
وسترسل كارولاينا الجنوبية 54 مندوبا الى مؤتمر الحزب الديموقراطي المكلف بتعيين مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية رسميا.
الصفحة في ملف ( pdf )