بيروت - القاهرة
عمر حبنجر- عماد علي
قتل ثمانية اشخاص في بيروت أمس في احدى اسوأ جولات العنف الداخلي منذ الحرب الاهلية.
وقال مصدر بارز في المعارضة ان جميع القتلى هم من نشطاء حزب الله وحركة امل كما اصيب ما لا يقل عن 29 شخصا.
وتصاعد العنف بعد مقتل ناشط من حركة امل المعارضة رميا بالرصاص عندما تحرك الجيش لتفريق تظاهرة احتجاج على انقطاع التيار الكهربائي.
وقال الجيش اللبناني ان التحقيق بوشر لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية مطلقي الرصاص الذي قال انه ادى الى سقوط القتلى.
وسمع اطلاق نار كثيف خلال الليل وشوهد مسلحون بالقرب من شوارع تقطنها غالبية مسيحية ومسلمة شيعية قرب منطقة مار مخايل وهي ليست بعيدة عن المكان الذي شهد المجزرة التي ادت الى اندلاع الحرب الاهلية.
وقالت مصادر امنية ان قنبلة يدوية ادت الى اصابة سبعة اشخاص في منطقة عين الرمانة التي تقطنها غالبية مسيحية واحرق المحتجون عددا من السيارات.
واستخدم المحتجون الاطارات المطاطية لسد عدد من الطرق من ضمنها الطريق السريع المؤدي الى مطار بيروت الدولي، وامتدت الاحتجاجات الى قرى شيعية في جنوب لبنان والى سهل البقاع الشرقي.
ودعت حركة امل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري مناصريها الى وقف الاحتجاجات.
وقال النائب علي حسن خليل المسؤول البارز في الحركة «ليست لنا علاقة بهذا التحرك. ندعو الناس الى عدم القيام بردات فعل وندعوهم الى الانسحاب من الشوارع». في حين استخدم حزب الله مكبرات الصوت للمطالبة بالتهدئة.
وقالت مصادر امنية إن جنديا واحدا على الاقل جرح عندما ألقى المحتجون الحجارة على قوات الامن التي كانت تحاول تفريق المتظاهرين.
وفي استعراض لشريط الاحداث قال مصدر امني ان مجموعات شبابية عمدت عند الرابعة من بعد ظهر امس الى رمي اطارات المطاط، وبالتالي اضرام النار فيها، ما ادى الى قطع طريق مار مخايل - الحازمية تحت شعار الاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
وازدادت اعمال قطع الطرق بواسطة اطارات المطاط المشتعلة في الضاحية الجنوبية من بيروت اثر اذاعة نبأ مقتل مسؤول حركة امل.
وامتدت حركة الحرائق الى شارع اسعد الاسعد المطل على حي عين الرمانة المسيحي، حيث كثف الجيش وجوده فيما اتخذ الاهالي احتياطات احترازية.
وفي نحو الخامسة والنصف من مساء امس امتدت اعمال قطع الطرقات بالاطارات المشتعلة نحو طريق مطار بيروت الدولي، وقرب محطة الرحاب للمحروقات القريبة من مبنى السفارة الكويتية وبالقرب من مقر المجلس الشيعي الاعلى وطريق الكفاءات - الحدث، واتسعت لتشمل حي مار الياس في بيروت انطلاقا من حي اللجا.
وسارعت قوات من الجيش الى فتح طريق المطار بازالة العوائق والحرائق، ثم عمد الى اغلاق الطريق من تقاطع مار مخايل باتجاه طريق صيدا القديمة لمنع الاحتكاك بين المحتجين وبين اهالي المنطقة المنتمين بغالبيتهم الى الموالاة.
وركز الجيش على الاتصالات السياسية منعا لتفاقم المواجهات، وقد صدر بيان عن حركة امل يدعو للتهدئة.
وتعرض مصورو التلفزة والصحف لغضب الاحتجاجيين وتحطمت كاميرات واصيب بعض المصورين.
وذكر تلفزيون «ان.بي.ان» الناطق باسم حركة امل ان احمد حمزة الذي قتل امس كان في عداد لجنة التنسيق مع الجيش اللبناني لضبط المتظاهرين.
وفي وقت متأخر من مساء أمس أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم يوم حداد وطني ودعا جميع المواطنين لضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتنة
فسروا الماء بالماء
وفي المقلب السياسي من الازمة اللبنانية توصل وزراء الخارجية العرب المجتمعون أمس في القاهرة لاتفاق فيه قدر كبير من الأمل نص على مجموعة من النقاط أبرزها الالتزام بالبنود الواردة فى المبادرة العربية لحل الأزمة فى لبنان «نصا وروحا» وعزمهم مواصلة الجهود لتنفيذ هذه المبادرة.
وأشاد الوزراء، في ختام اجتماعهم الطارئ مساء أمس برئاسة الجزائر والذى استمر قرابة ست ســـاعات، بالجهود التى يبذلها الأمين العام للجامعة العربية وحثوا جميع الأطراف اللبنانية على التجاوب مع مساعيه والاستمرار في اللقاءات التي بدأت بين أقطاب الأغلبية والمعارضة بناء على دعوة الأمين العام لتنفيذ بنود هذه المبادرة.
ودعا الوزراء لانتخاب الرئيس التوافقي «ميشيل سليمان» في الموعد المحدد في جلسة 11 فبراير المقبل وإجراء المشاورات للاتفاق على أسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومن ثم بدء العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات النيابية فور تشكيل الحكومة .
وكلف الوزراء الأمين العام للجامعة العربية بمعالجة نسب التمثيل في الحكومة مع الطرفين المعنيين في اجتماع الأطراف اللبنانية المشار إليها ودعم جهود الأمين العام في مساعدة تلك الأطراف على الوصول الى حل توافقي فيما بينها.
وأوصى الوزراء جميع القوى السياسية اللبنانية في ضوء الخلافات التى يشهدها لبنان بالانطلاق من العناصر الأساسية التي جاءت في البيان الوزاري للحكومة الحالية بهدف الاتفاق حول التوجهات العامة لعمل الحكومة المقبلة.
ودعا وزراء الخارجية العرب الى بحث امكانية توفير الضمانات والتطمينات المتبادلة بين الفرقاء للمساهمة في بناء الثقة بما في ذلك التفاهم على عدم إسقاط حكومة الوحدة الوطنية.
وحذروا من مغبة تصعيد مظاهر التوتر في الشارع وتصاعد حدة الحملات الإعلامية، كما دعوا جميع الأطراف الى الالتزام بضبط النفس درءا للفتنة ووقف حدة التوترات بما يسمح بمواصلة المساعي لتنفيذ المبادرة العربية في مناخ ايجابي. وقرروا إبقاء جلسات المجلس مفتوحة لمتابعة المستجدات.
وعبر فى بيان منفصل عن بالغ قلقه من استمرار مسلسل الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية في لبنان والتي أودت مؤخرا بحياة الرائد وسام عيد وعدد من المدنيين الأبرياء.
وادان المجلس بشدة هذه الجريمة النكراء والتي امتدت فيها يد الإرهاب والغدر مجددا لتطال الأجهزة الأمنية اللبنانية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان.
وكان وزراء الخارجية العرب بدأوا اجتماعهم الثاني أمس لبحث ملف الأزمة الرئاسية اللبنانية، وسط معلومات عن أن المشاورات الوزارية التي جرت قبيل عقد الاجتماع أظهرت تباينا بشأن الأزمة وسط تمسك مصر والسعودية بالمبادرة العربية وبانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا.
وقال ديبلوماسيون عرب ان المشاورات التي أجراها وزراء الخارجية العرب قبل اجتماعهم في القاهرة أمس أظهرت تمسك السعودية ومصر بالمبادرة العربية وبانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان «فورا»، كحل للأزمة الرئاسية المستفحلة في لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في 23 نوفمبر الماضي.
وقال ديبلوماسي عربي ان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيــــط ورئيـــس الوزراء القـــــطري حمد بن جاســــم آل ثاني ووزير الخارجية السوري وليد المعلم عقدوا مباحثات في أحد فنادق القاهرة أظهرت تباينا في موقف الدول العربية من الأزمة اللبنانية.
واضاف الديبلوماسي ان مصر والسعودية أصرتا على تثبيت المبادرة العربية وضرورة انتخاب قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان رئيسا للجمهورية «فورا» ورفض تقديم أسماء مرشحين آخرين.
وكانت تقارير اشارت الى ان وزير الخارجية القطري نقل خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس الأسبوع الماضي اقتراحا سوريا بتقديم مرشحين عدة بدلا من سليمان من أبرزهم وزيرا الخارجية السابقان فارس بويز وجان عبيد ووزير المالية السابق دميانوس قطار.
وقال الديبلوماسي العربي ان الاجتماع الرباعي شهد توترا بعدما اشتكى وزير الخارجية السوري وليد المعلم مما دعاه بموقف عدائي من دمشق اتخذه موسى خلال جولته بين بيروت ودمشق الأسبوع الماضي.
الصفحة في ملف ( pdf )