بيروت - عمر حبنجر
اعادت احداث الاحد الدامي الى ذاكرة اللبنانيين ما حصل في ابريل 1975 حتى المسرح نفسه تكرر، الشياح وعين الرمانة، وربما الشرارة نفسها، ففي ذلك الوقت منذ 33 عاما انطلقت التظاهرات في صيدا احتجاجا على تلزيم صيد السمك على الشواطئ اللبنانية لشركة احتكارية، ما ادى الى اغتيال النائب معروف سعد برصاص جهل مصدره، بعده بأيام بدأت المواجهة بين الشياح وعين الرمانة بين من يفترض انهم انصار المقاومة الفلسطينية ومن يفترض انهم حزب الكتائب.
وبالامس كانت الكهرباء المبرر لحرق اطارات المطاط في الطرق والساحات، دائما المدخل اجتماعي معيشي والخلفية سياسية.
تشييع الضحايا
وقد انصرف ذوو الضحايا الست الى تشييع جثامينهم في مناطقهم، بينما استوعبت بعض القيادات خطورة ما جرى. وباشرت سلسلة اتصالات هادفة الى ضبط النفس، وتجنب الاتهامات وتحميل المسؤوليات، تاركين مثل هذا للتحقيق القضائي الذي طالبت به حركة امل وحزب الله، الحركة التي فقدت مسؤولها في الشياح احمد علي حمزة طالبت «بتحقيق جدي وفوري»، وتوجهت الى قيادة الجيش داعية اياها الى تحمل مسؤولياتها في الكشف السريع عمن قام بهذا العمل من داخل القوى العسكرية او من خارجها مع وجود اسئلة كثيرة حول دخول «اطراف اخرى» على خط التصعيد.
على اثر هذا البيان، جرى اتصال من قائد الجيش العماد ميشال سليمان مع رئيس المجلس نبيه بري اعقبه لقاء بينهما في عين التينة بحضور مدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري، حيث قدم العماد والعميد التعازي للرئيس بري بمسؤول حركة امل والضحايا الآخرين، ووعدا باجراء تحقيق جدي وسريع حول مسؤولية المبادرة باطلاق النار ومن اطلق النار وهوية «القناصين» الذين اطلقوا النار من اسطح المباني.
الرئيس بري تلقى اتصالات من الامين العام للجامعة عمرو موسى، واتفقا على متابعة التواصل بعد عودة الاخير من اديس ابابا وكذلك من العلامة السيد محمد حسين فضل الله، ثم التقى النائب العام التمييزي سعيد ميرزا ظهر امس .
الى ذلك، نعى حزب الله الشهيد المجاهد محمود عبدالامير منصور (24 عاما) الذي استشهد اثر تعرضه للنار اثناء قيامه بواجبه ضمن لجان الارتباط ومصطفى علي امهز المسعف في الهيئة الصحية الاسلامية (34 عاما) الذي استشهد في محلة مارمخايل اثناء القيام بواجب نقل الجرحى.
في هذا الوقت، تواصل التراشق السياسي بين الموالاة والمعارضة على خلفية ما حدث بالامس، النائب علي حسن خليل حمل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مسؤولية ما حدث، ورأى ان المقصود توريط الجيش في المواجهة مع المعارضة.
عون يطالب بالتحقيق
العماد ميشال عون استنكر الاحداث التي وقعت، واعرب عن اسفه على وقوع ضحايا من المواطنين، وطالب الجهات الامنية بتحقيقات فورية حاسمة، خصوصا لجهة هويات مطلقي النار والقاء القبض عليهم.
.. والنائب فرنجية يسأله
النائب سمير فرنجية عضو 14 مارس سأل العماد ميشال عون هل بامكانه ان يشرح للناس ما اذا كانت ورقة التفاهم بينه وبين حزب الله تلحظ اعادة احياء خطوط التماس بين الشياح وعين الرمانة؟
واضاف، في تصريح له امس، لم نسمع صوت العماد عون بادانة ما جرى عصر يوم الاحد الماضي.
بدوره، النائب سليم سلهب، عضو تكتل الاصلاح والتغيير، وصف ما جرى امس بالخطير جدا، وقال في تصريح لاذاعة «صوت لبنان»: يجب ان نترك التحقيق يأخذ مجراه تمهيدا لاطلاعنا على النتائج.
الجميل يحذّر من فتح الفتنة
من جهته، وجه الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل نداء «الى كل اهلنا في المناطق التي تشهد احداثا، خصوصا في الشياح وعين الرمانة والحدث، بضرورة ضبط النفس وعدم الوقوع في فخ الفتنة».
وردا على اتهامات وجهتها بعض قوى المعارضة لعناصر من القوات بقنص المحتجين من على اسطح الابنية، اتهم سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية اجهزة مخابرات اجنبية بالوقوف وراء الحادث، وقال: قد بلغتنا بعض اسماء المرتبطين بالمخابرات الاجنبية، معتبرا ان هدف هذا التحرك الضغط على وزراء الخارجية العرب الذين كانوا مجتمعين في القاهرة للخروج بوجهات نظر مختلفة. واعتبر ان ما جرى ويجري من خلال اداء المعارضين هو اسقاط كل مقولات الشراكة.
وتساءل: كيف تتم الشراكة من قوى تسيطر على مناطق مقفلة لا تسمح لاجهزة الدولة ومؤسساتها بدخولها؟
تجربة مرشحة للتكرار
ورجحت مصادر في الاكثرية ان ما حصل مرشح للتكرار في ضوء استمرار التعارض السياسي بين الموالاة والمعارضة وبين من هم وراء هؤلاء في النطاق الاقليمي، فقبل احداث الاحد الماضي اجريت اكثر من تجربة قطع طرق وحرق دواليب داخل بيروت وخارجها، وكان هناك حديث دائم عن تعطيل المؤسسات وشل الدولة.
الصفحة في ملف ( pdf )