واشنطن - أحمد عبدالله
تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش مجددا بالعمل على التوصل إلى اتفاق يحدد ملامح الدولة الفلسطينية بنهاية هذا العام، فيما طالب إيران بالتوقف عن أنشطة التخصيب ودعم الإرهاب إذا كانت تريد التفاوض، وحذر من أن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها الحيوية وحلفائها في الخليج. وحمل بوش في خطابه السنوي الثامن والأخير عن حالة الاتحاد على النظام الإيراني واتهم قياداته بقمع شعبه وعرقلة مسيرة الحرية في الشرق الأوسط وتمويل وتدريب الجماعات المسلحة في العراق، ودعم من وصفهم بإرهابيي حزب الله ومساندة محاولات حماس لتقويض جهود السلام في «الأراضي المقدسة»، بحسب قوله.
رسالة لقيادات إيران
وأوضح أن رسالته لقيادات إيران واضحة وهي تعليق تخصيب اليورانيوم بشكل يمكن التحقق منه حتى يمكن أن يبدأ التفاوض معهم، والإفصاح عن نواياهم النووية وما حققوه في الماضي والتوقف عن قمع شعبهم في الداخل ودعم الإرهاب في الخارج.
وتابع بوش ان أميركا ستواجه من يهددون قواتها وستقف بجوار حلفائها وستدافع عن مصالحها الحيوية في الخليج.
وحذر من أن الفشل هناك سيزيد الأعداء جرأة ويعزز سطوة إيران ويمنح الإرهابيين قاعدة ينطلقون منها لمهاجمة الحلفاء والأصدقاء بل والأراضي الأميركية، بحسب قوله.
وقال ان العراقيين دفعوا من جانبهم بمزيد من القوات، كما انقلب الناس، ومنهم القيادات السنية، في خريف 2006 على القاعدة، وقاموا بانتفاضة «صحوة الأنبار» وتلاها حركات مشابهة في مختلف أنحاء العراق حتى أصبح الآن نحو 80 ألف عراقي من عامة الشعب يحاربون القاعدة إلى جانب نحو 100 ألف جندي إضافي ضمتهم الحكومة العراقية إلى قواتها.
وتعهد بوش بمواصلة تعقب القاعدة حتى إنزال الهزيمة بها، وقال ان العدو أصيب إصابة بالغة في العراق لكنه لم يهزم بعد، وتوقع المزيد من القتال في المستقبل.
الانسحاب السريع
وأوضح بوش أن هدفه في العام الحالي هو مواصلة البناء على المكاسب التي تحققت خلال العام الماضي في الوقت الذي سيتم خلاله الانتقال إلى المرحلة المقبلة من الاستراتيجية والتي تنتقل خلالها القوات الأميركية من قيادة العمليات ثم مشاركة العراقيين إياها إلى الحماية الخلفية والمراقبة، وقال انه كجزء من سياسة التحول فإن لواء مقاتلا من الجيش ووحدة مهام من المارينز قد عادا بالفعل من العراق ولن يتم إحلالهما وسيعود خلال الشهور المقبلة 4 ألوية أخرى وكتيبتا مارينز ليصبح إجمالي ما سيعود من القوات خلال هذه الفترة 20 ألف جندي.
ونبه بوش إلى أن العودة من العراق ستتوقف على الوضع هناك وعلى توصيات القيادات العسكرية، مشيرا إلى تحذير قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديڤيد بترايوس من الإسراع في سحب القوات مما يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على القوات العراقية ويحرم القاعدة أرضية فقدتها بالفعل. ودعا بوش الكونغرس إلى عدم السماح بحدوث ذلك.
الاقتصاد الأميركي
وفي الشق الاقتصادي اعترف الرئيس الأميركي بأن الاقتصاد الأمريكي يمر حاليا بحالة من انعدام اليقين، وأن عدد الوظائف الذي ظل ينمو على مدى 52 شهرا أصبح ينمو الآن بإيقاع أبطأ.
وقال بوش ان الأجور ارتفعت لكن في الوقت نفسه قابلها ارتفاع في أسعار الغذاء والوقود وان الصادرات زادت لكن أسواق العقارات تراجعت وان مستقبل الاقتصاد أصبح مصدر قلق لكل الأميركيين. واضاف أن على الأميركيين أن يطمئنوا إلى وضع اقتصادهم على المدى الطويل، وتوقع في الوقت نفسه تباطؤا في الأجل القريب، مؤكدا أن تأخير أو إعادة تعديل خطة الإنعاش الاقتصادي التي اتفق عليها مع قيادات الكونغرس من الحزبين لن يكون مقبولا، مطالبا الكونغرس بالإسراع في تمريرها لتصبح قانونا نافذا.
التخفيضات الضريبية
وطالب بوش الكونغرس بالإبقاء على جميع التخفيضات الضريبية التي أقرتها إدارته وحذر من مزاعم الديموقراطيين من أن عدم تجديد هذه التخفيضات لا يعني زيادة الضرائب.
وقال انه يحاول أن يشرح لنحو 116 مليون أميركي من دافعي الضرائب أن هذا يعني زيادة الضرائب على دخولهم بمقدار 1800 دولار شهريا في المتوسط.
وهدد بوش باستخدام الڤيتو لرفض أي مشروع قانون ينطوي على أي زيادة في الضرائب، وطمأن الأميركيين إلى ألا يشعروا بالقلق من تحمل الحكومة الڤـيدرالية لجزء كبير من أعباء المعيشة عنهم.
وطالب بوش بدعم ومساندة الأبحاث العلمية لتقليص الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للطاقة وبدعم الاقتصادات النامية في الحصول على مصادر نظيفة وجديدة للطاقة، وخاصة الهند والصين ومواصلة الاستثمار في صناعة البطاريات المتقدمة تكنولوجيا وإنشاء صندوق عالمي للطاقة النظيفة لمساعدة الدول النامية على الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى إقرار اتفاقية عالمية تشارك فيها الدول الكبرى لتخفيض ووقف نمو الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري.
الصفحة في ملف ( pdf )