بيروت - عمر حبنجر
المؤمل ان تحمل انطلاقة هذا الاسبوع نتاج المشاورات الدولية والعربية والداخلية حول الازمة اللبنانية، من محور المبادرة العربية التي مازالت حجر الزاوية بالنسبة لحل هذه الازمة.
وكان الامين العام للجامعة عمرو موسى اجرى مشاورات عربية ولبنانية تصب في خانة احياء المبادرة العربية بشأن لبنان، وقد برزت اشارة من حزب الله عبر تصريح للنائب حسين الحاج حسن الذي رحب بعودة عمرو موسى قائلا ان المعارضة مستعدة للبحث في كل المخارج الممكنة لمعالجة الازمة الراهنة في الوقت الذي ربط عودته بتراجع التشنج القائم.
لكن الحاج حسن اعتبر ان لا حلول في المدى المنظور اذا لم يبادر فريق 14 مارس الى فك ارتباطه مع الاميركيين الذين لا يريدون حلا في لبنان ولا في فلسطين كما قال.
وواضح هنا تجاوز الحزب من خلال كلام الحاج حسن اشتراط التحقيق في أحداث الاحد كمدخل لعودة موسى، وهو التقى مصدرا في حركة امل قال لاذاعة «صوت لبنان» امس ان التحقيق القضائي اظهر شفافيته وبداية جدية.
دعوة الحريري ورد حسن خليل
بيد ان رئيس تكتل المستقبل النائب سعد الحريري ذكر امس ان قوى 14 مارس طالبت بتحقيق يشمل ايضا الجهات التي تطرح علامة استفهام حول دورها في التحريض على اعمال الشغب التي حصلت، لافتا الى ان هناك مسؤوليات مباشرة على الجهات التي تتلطى وراء الشعارات والمطالب الشعبية.
الحريري اكد على ضرورة مساءلة المحرضين على الاعمال الفوضوية التي ذهب ضحيتها هؤلاء الفتية. لكن النائب علي حسن خليل (امل) سارع الى انتقاد دعوة احد الزعماء السياسيين الى وجوب ان يطول بعض القوى السياسية التي حرضت وكأنه لا يكفيه ما قاله احد اعضاء كتلته عن ان هناك اشتباكا بين مجموعة من المشاغبين والجيش اللبناني.
على اي حال المعترض الوحيد على دعوة عمرو موسى وبالتالي على المبادرة العربية هو النائب سليمان فرنجية الذي اعتبر في تصريح لـ «الجزيرة» ان عمرو موسى لم يعد حياديا.
وانطلاقا من هذا التوصيف، رأى فرنجية ان العماد سليمان اصبح اقل توافقية، وان العماد ميشال عون هو مرشحه التوافقي اصلا.
لكن عودة موسى واحياء مبادرته تتجاوز الرأي الداخلي الذي لا يتخطى حدود التعبير عن مواقف اخرى.
التحركات الخارجية
على هذا، فإن الاوساط الرسمية في بيروت تتابع باهتمام نتائج مباحثات الرئيس المصري حسني مبارك مع مفوض الخارجية الاوروبية خافيير سولانا وتترقب لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع النائب اللبناني الاكثري وليد جنبلاط، كما يعطي بعض الاهمية لزيارة وزيرة الخارجية النمساوية التي وصلت الى بيروت امس في اطار جولة في المنطقة لستة ايام تشمل بعد لبنان سورية واسرائيل والسلطة الفلسطينية.
في هذا السياق، تقول مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت ان عدم انتخاب العماد سليمان في جلسة 11 الجاري سيأخذ لبنان الى مأزق عميق، حيث قد لا تكون هناك فرصة اخرى، والمحت المصادر الى امكانية تدويل الوضع في لبنان.
من جانبه، لاحظ النائب الاكثري مصباح الاحدب، في تصريح له امس، ان هناك من يريد افراغ لبنان من مؤسساته، لاسيما الامنية منها، مؤكدا ان العماد ميشال سليمان ليس مرشح قوى 14 بل مرشح توافقي للجميع.
إلى السياسيين الذين التحقوا بغير لبنان
وسط هذه المعطيات، اسف البطريرك الماروني نصرالله صفير في «رسالة الصوم» على اهل السياسة الذين باتوا لا يبحثون عما ينفع وطنهم بل عما ينفعهم شخصيا، ومن بينهم من التحق سياسيا بغير لبنان، لأن بلدهم قد اصبح لديهم مطية يتوسلونها لتحقيق رغبات هذا او ذاك من البلدان، على ان يبوئهم البلد الذي تطوعوا لخدمته المركز الذي يتوقون الى ملئه في بلدهم.
وجدد البطريرك صفير الحديث عن هجرة اللبنانيين وفراغ المؤسسات الدستورية والوطنية من رئاسة الجمهورية الى المجلس النيابي الى الحكومة التي يصرف عدد من وزرائها ما يطيب لهم من معاملات.
لولا البطريرك ما كان لبنان ممكنا
وتطرق البطريرك صفير الى تاريخ البطريركية المارونية، مؤكدا انه لولا صوتها لما كان لبنان ممكنا وواردا في حدوده الطبيعية الحالية، مذكرا ان البطريرك الياس الحويك هو الذي طالب باستقلال لبنان حيث نشأت الدولة عام 1920.
واعتبر البطريرك ان ما تعرض له من انتقادات ليس بجديد على البطاركة الموارنة، وقال: اصابنا ما اصاب غيرنا من البطاركة، مرتين في اواخر الثمانينيات واوائل التسعينيات وبالامس القريب.
وفي عظة الاحد من بكركي امس، قال صفير: ان كل المؤسسات الوطنية كادت تنهار تحت وطأة ما وجهوا اليها من ضربات، ومع ان هناك من يريد النيل من معنويات الجيش لكنه على الرغم مما يلقى متماسك بحمد الله ويعرف ان رسالته هي المحافظة على الوطن بجميع مقوماته.
الصفحة في ملف ( pdf )