وسط أنباء تراجع حدة الاشتباكات حول القصر الرئاسي في العاصمة التشادية، قال الجيش امس انه صد هجوما شنته قوة مختلطة من الجيش السوداني وقوات المتمردين المتحالفين معها على بلدة رئيسية في شرق تشاد.
وهو ما نفته الخرطوم، مؤكدة «ما يجري داخل الاراضي التشادية هو شأن داخلي ونحن لا صلة لنا به وندعو طرفي النزاع في تشاد لضبط النفس».
في غضون ذلك اعلن قصر الاليزيه أمس أن فرنسا عرضت منذ الجمعة على الرئيس التشادي ادريس ديبي مغادرة تشاد اذا اعتبر ان حياته في خطر لكنه رفض ذلك.
وقال مصدر في القصر «اقترحنا منذ مساء الجمعة على ادريس ديبي مساعدته لمغادرة تشاد اذ اعتبرنا ان حياته في خطر وان عليه الرحيل لكنه رفض».
وأضاف المصدر ذاته أن «هذا الاقتراح لايزال قائما».
إلى ذلك، أوضح المتمردون التشاديون الذين يسيطرون على قسم كبير من نجامينا لكنهم يواجهون مقاومة الرئيس ادريس ديبي، موافقتهم التي اعطوها مساء أمس الأول كما ذكرت طرابلس على وقف اطلاق النار اقترحه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
الوساطة الليبية
وقال المتحدث باسم التمرد عبدالرحمن كلام الله، إن «الجنرال (محمد) نوري (احد القادة الثلاثة للتحالف المتمرد الذي دخل العاصمة صباح السبت)، تلقى اتصالا من العقيد القذافي حيث عرض عليه الموافقة على وقف اطلاق النار».
واضاف في اتصال عبر الاقمار الاصطناعية: «قال نعم، لكن شرط ان يوافق القائدان الاخران للتحالف (تيمان ارديمي وعبدالوحيد عبود ماكاي) ايضا».
وكانت وكالة الانباء الليبية الرسمية ذكرت ان القذافي اجرى اتصالا هاتفيا مساء أمس الأول مع محمد نوري وتوصل معه الى اتفاق على وقف اطلاق النار في تشاد واجراء «مفاوضات لتطبيق اتفاق طرابلس للسلام والمصالحة التشادية».واكد المتحدث «من حيث المبدأ، لسنا ضد» وقف لاطلاق النار.
وأبدى كلام الله عدم الاكتراث لموقف المجتمع الدولي الرافض للانقلاب الواقع حاليا داخل بلاده.
وقال في تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «إننا لا نفكر حاليا في موقف المجتمع الدولي منا، ولكننا نركز جهودنا الآن على إرساء الديموقراطية في عموم البلاد».
وأكد أن المعارضة لا ترفض مطلقا أي وساطات دولية لحل الأزمة الحالية في البلاد، وذلك لان مصلحة تشاد تمثل الهدف الرئيسي الذي تسعى المعارضة لتحقيقه.
على الأرض، أفاد مراسلون بأن اطلاق نار بالاسلحة الثقيلة سمع في وسط نجامينا حيث تتواجه القوات الحكومية التابعة للرئيس ادريس ديبي والتمرد التشادي. وسمع دوي مدافع دبابات وكذلك اطلاق نار بالاسلحة الرشاشة انطلاقا من وسط المدينة حيث يقع القصر الرئاسي.
وقالت مصادر عسكرية ان مروحيات تابعة للجيش التشادي تمكنت من الاقلاع وفتحت النيران، وقد اقلعت من قاعدة عسكرية تشادية في المطار حيث توجد ايضا القاعدة الفرنسية لعملية «ابيرفييه».
وهاجمت المروحيات خصوصا رتلا من المتمردين التشاديين الذين كانوا يحاولون التقدم في جنوب شرق المدينة.
وقال الناطق باسم تحالف المتمردين عبدالرحمن كلام الله في اتصال هاتفي «لم نتوجه للاستيلاء على المطار من اجل عدم عرقلة حركة اجلاء الرعايا الاجانب والآن الجيش الفرنسي يسمح باقلاع مروحيات تشادية تاتي لمهاجمتنا».
رئيس الأركان
على صعيد متصل، أكد وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران أمس مقتل رئيس هيئة الاركان التشادي داود سوماين في المعارك ضد المتمردين.
وكان مصدر عسكري تشادي امس الأول ذكر ان رئيس هيئة اركان الجيش التشادي قتل في المعارك التي وقعت الجمعة في ماساغيت على بعد 50 كلم شمال شرق نجامينا.
وردا على سؤال حول ذلك لاذاعة «اوروبا-1» قال موران «نحاول مطابقة كل معلوماتنا، لكن نعم».
وصباح أمس تم اجلاء موظفي السفارة الاميركية الى القاعدة العسكرية الفرنسية على متن آليات على امل مغادرة تشاد جوا اذا سمحت الظروف الامنية بذلك كما افاد مصدر عسكري.
وقد أدانت الولايات المتحدة محاولة استيلاء المتمردين على السلطة في تشاد قائلة إن الحركة المسلحة جاءت «من خارج البلاد للاستيلاء على السلطة».
وفي بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك انضمت الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأفريقي في إدانة الهجوم.
الصفحة في ملف ( pdf )