القاهرة ـ أيمن صقر
كشف تقرير أعده د.محمد عبدالحميد نوفل رئيس الإدارة المركزية للأراضي والمياه والبيئة بوزارة الزراعة عن ان 38 مليون مواطن يشربون من مياه الصرف الصحي، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض بين المواطنين مثل الالتهاب الكبدي الوبائي والإسهال الڤيروسي، الكوليرا، البلهارسيا البولية والمعوية، الدوسنتاريا الأميبية، الطفيليات المعوية.
واضاف التقرير أن هناك ما يقرب من 4500 قرية تستخدم مرحاض الحفرة لعدم وجود صرف صحي وهذه مشكلة خطيرة لأن هذا العدد يفوق نصف عدد قرى مصر البالغ 7 آلاف قرية وأن هذه القرى تتخلص من مخلفاتها من المياه والمواد الصلبة بإلقائها في المجاري المائية.
مياه القرى
وذكر التقرير أن 76% من مياه القرى مخلوطة بالصرف الصحي وأن 25% من مرضى المستشفيات بسبب تلوث مياه الشرب.
كما أشارت التحاليل التي أجرتها وزارة الصحة عن مدى مطابقة مياه الشرب للمواصفات القياسية، إلى أن هناك 3 محافظات تتعدى نسبة عدم المطابقة البكتريولوجية للمعدلات المسموح بها وهي الدقهلية 14.5% ومطروح 7.9% والإسكندرية 5.6%.
وطالب التقرير بضرورة وضع خطة قومية تشارك فيها جميع الوزارات المعنية تشمل إحلالا وتجديدا للمحطات القائمة وللشبكات ومعالجة التسرب والتأكيد على ضرورة تطبيق الأسس الفنية في تركيب هذه الشبكات بشكل سليم لأن عدم تطبيقها يؤدي إلى زيادة نسبة التسرب إلى نحو 50%، وهذا يؤدي إلى فقد 40% من القدرة الإنتاجية لمياه الشرب.
وأشار التقرير أيضا إلى أن مصر ستواجه مشكلة أخرى بحلول 2015 في ظل زيادة الاحتياجات الملحة من الماء وثبات الكمية المتاحة عند معدل معين مما يتطلب من المواطنين ترشيد حاجاتهم من المياه وإلا تعرضت البلاد لكارثة حقيقية لا تحمد عقباها.
400 لتر في اليوم
يذكر أن مواطني القاهرة الكبرى والإسكندرية يستهلكون من المياه نحو 400 ليتر في اليوم زيادة على المعدلات العالمية بـ100 ليتر تقريبا وأن 80% من المياه العذبة تذهب إلى الزراعة و15% للصناعة والطاقة والكهرباء و5% للاستخدامات المحلية المائية، مع الأخذ في الحسبان أن إنتاج مصر من مياه الشرب يوفر 250 ليترا فقط يوميا لكل مواطن.
وأشار التقرير إلى أن الإهدار الرهيب للمياه هو نتيجة الاستخدام الخاطئ وأن هناك أكثر من 6 ملايين فدان تسقى بنظام الري السطحي وهذا هو مكمن الخطورة في هذا الأمر وأن هذه الأراضي سيأتي عليها يوم وتصبح غير صالحة للزراعة بسبب تشبعها بالمياه والملوحة رغم أن كفاءة نظام الري السطحي أقل من 50%.
وأضاف التقرير أن غالبية المزارعين يستخدمون 70% من المياه أكثر من احتياجاتهم، وفي المقابل يفقد أكثر من 60% من مياه الري قبل أن تصل إلى النبات، بينما تصل كفاءة الري بالرش نحو 75% والري بالتنقيط نحو 90%.
عدادات المياه
واقترح التقرير ضرورة الأخذ بنظام عدادات المياه حتى تكون قيمة المياه المستهلكة فعلية وأن تكون هناك شرائح للاستهلاك ويمكن دعم الشريحة الدنيا -الفقيرة- من الشرائح العليا كما هو مطبق في كهرباء المنازل، والعمل على ترشيد السياحة المائية عن طريق الاستفادة من المياه والحد من التلوث ومعالجة مصادره.
كما طالب التقرير بإعادة النظر في التشريعات والسياسات المائية حتى تتلاءم مع الالتزامات الناشئة عن الحق في الماء والتي جاءت في المواثيق والاتفاقيات الدولية واتخاذ خطوات للوقوف في وجه المخاطر الصحية الناجمة عن كون المياه غير مأمونة وسامة واتخاذ التدابير اللازمة بهدف ضمان وصول مياه نقية إلى جميع المواطنين خصوصا محدودي الدخل وكذلك الطبقات الفقيرة بأسعار تتناسب وإمكانياتهم.
90 الف مواطن
وكان النائب عبدالعزيز خلف قد اتهم في احد الاستجوابات الحكومة بالتسبب في وفاة 90 ألف مواطن سنويا، بينهم 17 ألف طفل وإصابة نحو 100 ألف آخرين بالسرطان.
وقال النائب إن ارتفاع نسبة الملوثات أدى إلى إصابة المواطنين بالكوليرا والتيفود والالتهاب الكبدي وارتفاع نسبة الإجهاض وسرطان المثانة وإصابة نحو 8 ملايين مواطن بالكبد الوبائي، إضافة إلى 35 ألف حالة فشل كلوي.
وأشار النائب فى استجوابه إلى أن 37% من المصريين محرومون من المياه النظيفة، مستشهدا بدراسة أعدها د.جاد المولي عبدالعزيز، أستاذ الفسيولوجي في جامعة المنصورة، عن تلوث مياه الشرب، وبتقرير آخر تم تقديمه للحكومة، حول مشكلة تلوث مياه الشرب وإمكانية تعرض مواطني نحو 9 محافظات لحالات تسمم، بسبب اختلاطها بالصرف الصحي، وأن مدن وقرى الصعيد تعاني أزمات معقدة، بعد توقف نحو 43 مشروعا لمياه الشرب والصرف الصحي، بسبب نقص الاعتمادات التي تصل إلى 3 مليارات و400 مليون جنيه.
صفحات شؤون مصرية في ملف ( pdf )