بيروت - عمر حبنجر
بداية اسبوع هادئة تلت نهاية اسبوع صاخبة سياسيا وامنيا، واللبنانيون على مسافة يومين من حلول الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، انكسرت حدة الكلمات التي صدحت خلال الساعات القليلة الماضية، وتوجه الخطاب السياسي برمته الى المناسبة والدعوة الى المشاركة بها على اوسع نطاق، بحيث غاب الكلام عن الاستحقاق الرئاسي ومبادرة الجامعة العربية.
وتسعى 14 مارس جاهدة الى تحويل احتفال الخميس المقبل الى استفتاء شعبي على برنامجها السياسي القائم على مواجهة ما تصفه بمشروع الارهاب في لبنان، ومن دون ان تكون البادئة بالطبع بحسب ما اشار اليه رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط في تصريحاته النارية امس الاول، والذي عاد وكسر حدتها امس، مؤكدا ان هجومه العنيف كان وقائيا ومن اجل تحسين الشروط التفاوضية.
جنبلاط: هجومي وقائي
وشدد، في تصريح لـ «السفير» على ان قوى 14 مارس لا تريد الحرب او المواجهة او اي شكل من الاشكال التي تمت الى الحروب بصلة، بل ما جاء كان دافعه سياسيا بهدف تحقيق الحد الادنى من التوازن وليس المواجهة، لاسيما ازاء ما تتعرض له قوى 14 مارس من حملات تخوين وتهديد على جميع المستويات، موضحا ان خطابه وباقي قوى الاكثرية هو خطاب تعبوي ليس الا.
وذكر جنبلاط بالمواقف الدائمة التي كان يطلقها من اجل تسوية مشرفة وشجاعة وليس تسوية بأي ثمن مع المعارضة وحزب الله، معتبرا ان المعارضة والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يعرفون اننا لسنا عملاء اميركا واسرائيل كم يتهموننا دائما، وقد آن لهذه الحملة التخوينية ان تتوقف.
وفي هذا الاطار، اكدت مصادر مطلعة في الحزب التقدمي ان لهجة النائب جنبلاط امس الاول قصد منها توجيه رسائل مختلفة ضد ما وصفوها بأدوات تسبب له مشكلات في مناطق يحسب له نفوذ فيها.
جعجع: بدأوا هجومهم المضاد
بدوره، قال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع في مؤتمر صحافي عقده في معراب امس ان المحكمة الدولية باتت واقعا ملموسا، وان الهجوم المضاد بدأ من جانبهم.
ودعا انصاره للنزول الى ساحة الشهداء في 14 الجاري لأنه منذ 14 فبراير 2005 تعرضنا لـ 22 عملية اغتيال او محاولة اغتيال، ونريد ان ننزل الى ساحة الشهداء لأن قصر بعبدا متروك فارغا، ولأن مجلس النواب مشلول والحكومة محاصرة، وبكركي تتعرض للهجوم، حتى الجيش والامن الداخلي وضعوهما تحت النار، ومصير بلدنا صار بالمجهول.
لن نخاف ولن نيأس
وقال: علينا النزول الى ساحة الشهداء يوم 14 الجاري لنبين لهم ان كل خططهم بلا نتيجة، لن نخاف ولن نيأس ولن يتعبونا، لأن هذا في النهاية بلدنا وسنخلق سابقة لا مثيل لها في العالم، حيث تستطيع الضحية ان تتغلب على الجلاد، وكيف تتمكن العين من مقاومة المخرز، وكيف يواجه النضال السلمي، التفجيرات الأمنية».
وتوقع جعجع ان هجومهم المضاد (المعارض) سيستمر «ويمكن ان يتسعّر اكثر واكثر في الاسابيع المقبلة، لأن المحكمة الدولية جاء وقتها لتصبح واقعا ملموسا».
انسحاب القطريين
وقال: بعض الاصوات تقول انها لن تذهب الى المحكمة الدولية، ونقول: «طبعا نحن نعرف انهم لن يذهبوا الى المحكمة لكن المتهم يدل على نفسه بنفسه».
واضاف: «انهم يريدون حكومة لبنانية مطواعة، تسحب بساط المحكمة من مجلس الامن».
واشار الى احتمال توجيه تهديدات لدول لها جنود في الجنوب، واعتبر ان انسحاب الوحدة القطرية رسالة مهمة، وواضحة جدا، وهي تهديد للدول الأخرى المشاركة بالقوات الدولية.
الجميل: طفح الكيل
الرئيس الأعلى لحزب الكتائب، أمين الجميل، قال من جهته: «لقد طفح الكيل لدى الشعب اللبناني وان اللبنانيين ما عادوا قادرين على تحمل ما يعانونه جراء ممارسات فريق 8 مارس والتهديدات المباشرة».
وقال ان دعوته الى المشاركة الكثيفة في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري بعد غد تأتي في سياق التأكيد على حب السلام والوحدة والعودة الى كنف الدولة اللبنانية، اذ ان «ثقافتنا هي ثقافة الحياة».
واكد ان الدعوة الى اللقاء في 14 فبراير تعد لتأكيد الولاء للبنان اولا، لافتا الى ان استشهاد الحريري هو الذي أطلق ثورة الأرز، وأخرج الجيش السوري من لبنان وأعاد الأمل والثقة الى كل اللبنانيين.
واشار الجميل الى انه ينبغي ان يجعل كل اللبنانيين اللقاء الشعبي الحاشد في ساحة الشهداء بعد غد استفتاء حقيقيا من اجل لبنان والإنسان ومناسبة وطنية كي يتم الاعلان بصوت عال عن رفض الإرهاب المتنقل وتفتيت الدولة.
واوضح ان البطريرك صفير من اهم الرموز اللبنانية، وان التطاول على بكركي وسيرها هو للنيل من هذا الرمز والشعب الذي يؤمن برسالة صفير ورمزية الصرح البطريركي، وكأن المطلوب تيئيس الناس والمس بكل هذه الرموز.
بالمقابل ركزت المعارضة على حملة جنبلاط شخصيا، وقد استمر حديثه عن حرق الأخضر واليابس محور ردود المعارضين، رغم التوضيحات التي صدرت عنه امس الأول.
حزب الله: احذروا لحظة الغضب
وقال مصدر في حزب الله ان الصبر وصل الى اقصى درجاته، واحذروا لحظة الغضب.
ووصف نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي وليد جنبلاط بالمجنون والبذيء والمتوتر والذي لا يمت الى العقل ولا الى السياسة بصلة.
وقال في احتفال تأبيني في بلدة زفتا (النبطية) امس: عندما نرى النملة تهدد الأسد يحتار على ماذا تعتمد والى اين تجر الأسد؟ ودعا فريق السلطة الى العقل، وقال: «اذا كنتم تريدون حشد الناس فليس بهذه الطريقة».
وربط حزب الله الأحداث التي شهدتها بيروت وعاليه ليل الأحد - الاثنين، بخطاب الحرب المنظم لفريق الموالاة.
الصفحة في ملف ( pdf )