بيروت - عمر حبنجر
استمرت القراءات السياسية للرسائل غير المباشرة التي تبادلها قادة 14 مارس مع قادة 8 مارس عبر المناسبتين الشعبيتين الكبريين في بيروت الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ومناسبة تشييع القائد في حزب الله الحاج عماد مغنية.
وينتظر ان تتضاعف في الايام القليلة المقبلة موجة الردود على خطاب رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الذي «مد يده للشركاء في الوطن» وعلى سقف الشروط التي حددتها الغالبية للتسوية المنتظرة واساسها انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية فورا.
في هذا الوقت، حرك كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاستعداد لـ «حرب مفتوحة» مع اسرائيل ردودا اولية من جانب الموالاة، حيث حذر وزير الاتصالات مروان حمادة من ان البلد في خطر بسبب من يريدون جره الى المغامرات.
وقد تحدث رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السياق عينه مساء امس الى قناة «المستقبل» الاخبارية، متناولا التظاهرة الحاشدة في ساحة الشهداء والعلاقة بحزب الله والمحكمة الدولية.
ولوحظ ان قيادات حزب الله السياسية والدينية مازالت على صمتها، ربما بتأثير الصدمة الناجمة عن اغتيال القيادي مغنية وربما لأن الامين العام السيد نصرالله تحدث في الموضوع، ولن يكون كلام آخر قبل انتهاء فترة الحداد على الحاج مغنية.
اما الاكثرية فإنها ستسعى لتوظيف «الانتصار الجماهيري» الذي حققته يوم 14 فبراير على مختلف الصعد الداخلية والخارجية خصوصا، وقد تلقت بعض مواقع الموالاة اتصالات مشجعة في الداخل من فعاليات في منطقة بعلبك - الهرمل وخارجيا من دول عربية واوروبية.
غير ان هذا الوضع اثار اسف السفير الروسي في بيروت سيرغي بوكين بسبب وجود ما وصفه بالتناقضات العميقة في الاوضاع السياسية والامنية المتأزمة جدا في لبنان.
بوكين بعد لقائه وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ايد باسم بلاده انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن، مؤكدا تأييد موسكو للمبادرة العربية في لبنان.
بدوره، قال الوزير ميشال فرعون في حديث اذاعي امس ان الحلول غائبة ولا نسمع الا عروضا للتعطيل.
فرعون لم يستبعد خيار العودة الى النصف زائد واحد بوصفه حقا للاكثرية في نهاية المطاف «لأن المعارضة تستغل نصاب الثلثين لتعطيل كل الحياة الدستورية والسياسية».
النائب القواتي انطوان زهرا اعتبر ان قوى 14 مارس نجحت في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في تجديد التفويض الشعبي برغم الظروف المناخية الصعبة.
وامل زهرا، في حديث لموقع «لبنانيون فايف» ان يكون خطاب السيد نصرالله المتوتر الخارج عن المألوف والعالي النبرة يتعلق حصرا بمناسبة تشييع الحاج عماد مغنية لأننا لن نقبل ان يكون لبنان ساحة صراع مفتوحة وساحة تصفية حسابات.
من جهته، شدد النائب مصباح الاحدب على ان العقدة اليوم هي في انتخاب رئيس للجمهورية، كاشفا عن خطوات ستتقدم بها الموالاة بعد التسلح بالشرعية الشعبية مجددا من اجل ملء الفراغ الرئاسي.
وقال، في حديث اذاعي قبل ظهر امس، ان الاولوية هي لانتخاب رئيس وليس بالنصف زائد واحد، واذا لم يكن بالاجماع فبمشاركة اطراف اخرى بناء على سياسة اليد الممدودة، وهي على اساس رئاسة الدولة والشرعية والحكومة.
واشار الاحدب الى ان المطلوب اليوم انتخاب رئيس للجمهورية وحكومة وحدة وطنية تضم كل الاطراف، ومن ثم اعادة بناء الدولة التي تم تصديعها، رافضا ان يستمر الوضع على ما هو عليه.
مستشهدا بكلام النائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل بأنه لا معنى للقمة العربية اذا كان لبنان مغيبا.
من جانبه، اكد النائب الياس عطا الله عضو قوى 14 مارس ان المبادرة العربية لاتزال الارضية الصالحة للتسوية، موضحا ان المشكلة ليست في المبادرة وانما في السعي الواضح والمكشوف من فريق 8 مارس ومن يمثله الى وضع شروط تعجيزية اخذت المبادرة العربية الى الفشل.
واعتبر عطا الله ان هذا المنحى لم يكن فقط مع المبادرة العربية انما ايضا مع المبادرة الفرنسية كذلك مع الجهد الداخلي، وهذا ما نرفضه ونرفض ان يتكرر.
الصفحة في ملف ( pdf )