بيروت - عمر حبنجر
العاصفة الثلجية مستمرة فوق لبنان حتى غد الاربعاء، في حين تبدو «العاصفة السياسية» في عرض متواصل.
وفيما وضع ملف الحوار على رف الانتظار حتى 24 الجاري، وهو الموعد المبدئي الذي عينه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لاستئناف اللقاء الرباعي بين المعارضة والموالاة، انصرفت القيادات الامنية والسياسية الى تعزيز الاجراءات الاحترازية، ومنع «حرب الشوارع» التي تكررت فصولها في بعض احياء العاصمة بيروت خلال الايام القليلة الماضية.
وابرز ما تم على هذا الصعيد الاجتماع الامني الذي انعقد في مقر مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد جورج خوري في اليرزة وبدعوة منه، وشارك فيه وفيق صفا ممثلا عن حزب الله وخالد شهاب ممثلا لتيار المستقبل واحمد بعلبكي ممثل حركة امل بحضور اللواء اشراف ريفي المدير العام لقوى الامن الداخلي، ومسؤول مخابرات الجيش في بيروت العقيد غسان سالم، ورئيس شعبة المعلومات في الامن الداخلي المقدم وسام الحسن.
وقد توافق المجتمعون على مباشرة الاتصالات الميدانية في الاحياء من اجل تخفيف التوتر، واتفق ممثلو حزب الله والمستقبل وامل على عدم الاحتكام الى الشارع مع رفع الغطاء عن اي مخالف والتواصل المستمر فيما بينهم بكل المناطق من اجل التهدئة.
وفي معلومات لـ«الأنباء» ان المجتمعين استشعروا مخاطر استمرار الاحداث اليومية مع دخول عناصر من خارج العاصمة لتأجيج الوضع، لحساب جهات محلية او اقليمية يدعي بعضها الانتماء الى حركة امل، التي وصف ممثلها هؤلاء بالمنتحلين.
أدوار ملتبسة
وفي حين ركز ممثلا امل وحزب الله على ادوار ملتبسة يقوم بها مناصرون للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط، تم اطلاع ممثل المستقبل على حقيقة بعض الاشخاص الذين ينطلقون في منطقة الخندق العميق، وان هؤلاء وغالبيتهم من منطقة بعلبك - الهرمل تحركهم جهات اقليمية.
وبقدر ما أثار هذا الاجتماع الارتياح لدى اهالي بيروت، بقدر ما اقلقهم تشكيل اللجان الامنية السيئة الصيت، وهذا ما جعل تيار المستقبل يصدر بيانا توضيحيا يعلن فيه ان التيار وضع الامور بيد الجيش والقوى الامنية، حاصرا دور «اللجان» بالتشاور.
واكد التيار في بيان له امس دعمه لما صدر عن قيادة الجيش، مشيرا الى ان هذا البيان يضع الامور في نصابها الحقيقي المطلوب.
وقال بيان «المستقبل» بقدر ما يحمل الاطراف السياسية مسؤولية مباشرة عن وجوب سحب الاحتقان من الشارع فإن بيان قيادة الجيش يعيد الى القوى الامنية الشرعية مسؤولية التصدي لاعمال الشغب وتوفير مقومات الحماية للمواطنين، وهذا سيكون محل دعم كامل من قبل التيار، باعتبارها السبيل الوحيد الذي لا غنى عنه ولا بديل له في مواجهة اي اشكال.
تيار المستقبل دعا مناصريه في بيروت الى التعاون التام مع الجهات الامنية المختصة وتحديدا مع الجيش وقوى الامن، وقال ان الدولة بمؤسساتها الشرعية هي المسؤول الوحيد عن امن وسلامة ارزاقهم، وهي المعنية دون غيرها عبمعالجة الاشكالات في الشوارع مهما بلغت حدتها.
لا لزمن اللجان الأمنية
واشار البيان الى الاجتماع الذي نظمته قيادة الجيش امس، وقال انه كان مخصصا لتطويق ذيول الاحداث والتزام سقف الشرعية وقواها الامنية، وبالتالي هو لا يعكس لا من قريب ولا من بعيد اي توجه لاحياء زمن اللجان الامنية المشتركة او ما شابه.
وقد دعا النائب عن بيروت محمد قباني الى الضرب بيد من حديد لمنع الاعمال المخلة بالأمن، ووصف ما حدث في شوارع بيروت يوم السبت بالمستنكر وغير المقبول وقال: «ليس مقبولا ترويع الاهالي في بيوتهم وارزاقهم وارواحهم، وليس مقبولا المزايدة على اهل بيروت بالعروبة والوطنية». ودعا النائب قباني وسائل الاعلام الى المساهمة في تهدئة الامور.
السنيورة من الكويت إلى لندن فباريس
سياسيا، في مقابل المراوحة الداخلية ثمة حركة اتصالات خارجية يقوم بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي غادر الكويت امس، الى لندن، على ان تكون باريس محطته التالية.
ويتوقعون في بيروت ان يكون لبنان في محادثات حاكم دبي ونائب رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في ايران، وفي دمشق التي سينتقل اليها بعد لقاء الرئيس محمود احمدي نجاد.
وأمل النائب انطوان زهرا (قوات) ان تنجح الضغوط العربية في اقناع دمشق بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
بين الرئاسة و«السلة المتكاملة»
بدوره عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش، اكد صباح امس الا مجال للبحث في اي «سلة» طلبات في الاجتماع الرباعي المقرر بعد عودة الامين العام للجامعة عمرو موسى الى بيروت هذا الاسبوع.
بينما رأى عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان ان المبادرة العربية قامت على «سلة متكاملة». وكان الامين العام للجامعة عمرو موسى اكد ان اجتماعا رباعيا يضم الغالبية والمعارضة في رعاية الجامعة في 24 الجاري في بيروت.
وفي حديث صحافي اوضح موسى ان النقاش حول صيغة حكومية مؤلفة من 13 وزيرا للاكثرية و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية مازال مفتوحا.
الصفحة في ملف ( pdf )