بيروت - عمر حبنجر
قرر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى العودة الى بيروت اليوم لحضور الاجتماع الرباعي المقرر للاقطاب اللبنانيين بمعزل عن الاجواء السياسية غير المشجعة.
وسيشارك النائب سعد الحريري بصفته رئيس كتلة المستقبل الاكثرية والرئيس امين الجميل كممثل للقوة المسيحية في تكتل الاكثرية في اللقاء الى جانب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النيابي العماد ميشال عون كمفوض من طرف المعارضة اضافة الى الامين العام الذي سيحاول فتح ثغرة في جدار العلاقة المسدود بين الطرفين اللبنانيين رغم اعترافه بالتأثير الخارجي على الوضع.وتقول المعارضة ان الموالاة رفضت فكرة الضمانات التي سبق ان طرحها عمرو موسى لحل الازمة، وكذلك التفاهم على آلية لتحديد القرارات التي تحتاج الى اجماع مجلس الوزراء وتلك التي تترك للتصويت، كما ان الموالاة، والقول لاذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله، لا تسلم بحق المقاومة في تحرير مزارع شبعا واطلاق الاسرى، وترى ان يتم ذلك عبر المساعي الديبلوماسية.
رئيس الحكومة فؤاد السنيورة استبق وصول موسى الى بيروت باجرائه اتصالات مع مختلف القيادات الدينية والسياسية عارضا لما حقق في جولته العربية والاوروبية التي انهاها امس الاول.
وشملت اتصالاته الهاتفية كلا من البطريرك الماروني نصرالله صفير ومفتي الجمهورية د.محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبدالامير قبلان وشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية د،سمير جعجع والنائب بطرس حرب والنائبين السابقين نسيب لحود وفارس سعيد، حيث اطلعهم على نتائج جولته العربية - الاوروبية، حيث تعزز في هذه الجولة الدعم الكامل للبنان ونظامه الديموقراطي واهمية دعم ومساندة المبادرة العربية باعتبارها الطريق الصحيح لاخراج لبنان من المأزق وانتخاب رئيس للجمهورية تمهيدا لعودة المؤسسات الدستورية الى اطار عملها الطبيعي.
توقع المعارضة
لكن المعارضة لا تتوقع جديدا من اللقاء الرباعي الذي كان رئيس المجلس نبيه بري يراهن على ان يكون المدخل لتزكية العماد ميشال سليمان للرئاسة يوم الثلاثاء المقبل (جلسة 26 الجاري) حتى ان العماد ميشال عون اعتبر ان لا حاجة لعودة عمرو موسى اذا لم يحمل معه جديدا بحسب النائب العوني نبيل نقولا الذي اضاف: اعتقد انه لا لزوم لمجيئه الا اذا كان يريد ان يأتي ويجرب مرة اخرى، لكن مطالب المعارضة معروفة وهي المشاركة، فاذا استجاب الفريق الآخر فما من مشكلة، والا فعلى موسى الضغط على الموالاة للقبول بالمشاركة او ان يقف بجانب المعارضة.
معطيات غير مشجعة
والراهن ان المعطيات المتوافرة محليا واقليميا لا تشجع على توقع النجاح للقاء الرباعي الجديد، لكن قد تكون لدى الامين العام الساهر على عدم فشل مبادرته بعض الافكار الممكن ان تفتح بابا جديدا او نافذة في ضوء الانغلاق الاقليمي التام على ما يجري في لبنان.
اللقاء سيعقد في مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتحضر لاطلالة تلفزيونية عبر محطة «ان.بي.ان» هذا الاسبوع في لقاء مطول يحاوره فيه كل من النائب غسان تويني المدير العام لجريدة «النهار» وطلال سلمان صاحب جريدة «السفير» وذلك بمناسبة ذكرى اطلاق مؤتمر الحوار الوطني في 2 مارس 2006.
سقف الموالاة
عن موقف الموالاة والسقف الذي لا يمكن التراجع عنه من جانب الاكثرية، قال الوزير مروان حمادة: هو الذي نحن فيه الآن، انتخاب رئيس للجمهورية اولا ودون انتقاص من صلاحياته، ثم تشكيل حكومة اتحاد وطني لا تكون فيها الارجحية للموالاة ولا الثلث المعطل للمعارضة، ثم اعداد قانون انتخاب متفق عليه. وربطت الموالاة تقدم الحوار بتخلي المعارضة عن تراكم الشروط، وآخرها اقتراح منع وزراء رئيس الجمهورية من التصويت في مجلس الوزراء، وهو ما نفت المعارضة المطالبة به، ووصف احد اركان الموالاة العماد ميشال عون بـ «المفاوض غير المفوض»، وقال: كان يجب ان يكون الرئيس بري هو المفاوض وليس العماد عون الذي لا ناقة له ولا جمل، وبعد قليل لا قاعدة شعبية له، بحسب مروان حمادة الذي اعتبر ان عون استعجل في تغطية «الحرب المفتوحة»، وكان عليه الانتظار ليوفر عليه قول المناصرين له: الى اين تأخذنا يا جنرال؟
وفي رأي مصدر في الموالاة ان عمرو موسى آت بالموقف العربي ليقول لمن سيلتقيهم الى اين انتم ذاهبون بالبلد؟
وكرر المصدر ان فكرة «المثالثة» في الحكومة غير مقبولة اطلاقا، لأننا لا نستطيع المساواة بين اكثرية واقلية، ولا يمكن منع وزراء رئيس الجمهورية من ممارسة التصويت في مجلس الوزراء، وقال ان الاكثرية على دعمها للصيغة العربية الاصيلة التي لا تعطي الاكثرية المرجحة للموالاة ولا الثلث المعطل للمعارضة، وان يكون رئيس الجمهورية الحكم.
الصفحة في ملف ( pdf )