Note: English translation is not 100% accurate
الحرائق المتعمدة جردت الجنوب من أحراجه والقذائف غير المنفجرة عزلت الغابات والبساتين
الأربعاء
2006/10/4
المصدر : الانباء
بيروت ــ كلود أبو شقرا
في دراسة انجزتها منظمة الاغذية الدولية (الفاو) قبل حرب يوليو بالتعاون مع وزارة الزراعة في لبنان، تبين ان الغطاء الحرجي يقارب 5،13% من مجمل مساحة لبنان.
لكن، مع اندلاع الحرب الاخيرة حدث تغيير في مساحة الغابات، لاسيما بعدما استهدفت آلة الحرب الاسرائيلية المواقع الحرجية بحجة انها الملجأ لصواريخ المقاومة اللبنانية ولقواعدها، خصوصا في منطقة الجنوب، وقد ادى هذا الامر الى اندلاع الحرائق في مساحات شاسعة عجزت اجهزة الدفاع المدني عن اخمادها بسبب كثافة القصف الاسرائيلي.
«ان اضرار الحرب الاسرائيلية لا تقتصر فقط على الحرائق»، يؤكد مدير جمعية حماية وتنمية الثروة الحرجية منير ابوغانم، ويشير ـ بعد دراسة ميدانية على الارض فور انتهاء العدوان ـ الى ان ما يقارب الـ 10 الى 15% من القذائف لا تنفجر «من خلال عملية حسابية بسيطة يتبين لنا ان هناك اكثر من مائة الف جسم غير منفجر موجود في الغابات في منطقة الجنوب.
واذا صحت الاحصاءات الاخيرة حول عدد القذائف والقنابل التي سقطت على الاراضي اللبنانية والذي تجاوز المليونين، فإن عدد الاجسام غير المنفجرة سيزيد وسيتجاوز الـ 250 الفا».
ولاشك ان القذائف غير المنفجرة الموجودة في القرى اللبنانية وفي المدن وفي البلدات ستكون محور حملة واسعة من قبل الحكومة اللبنانية من اجل الحد من اخطارها، ومن اجل تفكيكها وازالتها، بالتعاون مع السلطات المحلية والممولين «ولكن من المستبعد جدا ان تستهدف الحملة الاحراج نظرا الى صعوبة الوصول اليها وحجم مساحاتها وغياب الجدوى الاقتصادية من تنظيفها، لذلك ستستمر آثار القذائف على الغابات وستطاول الانسان كلما زارها، وهنا تكمن الخطورة الكبرى».
ولابد من الاشارة في هذا المجال الى ان القصف الاسرائيلي استهدف مباشرة مراكز الدفاع المدني، حيث تم تدمير سبع مراكز بشكل كامل، واحراق نحو ثلاث وعشرين آلية اطفاء، وقتل رجل اطفاء واحد وجرح سبعة وخمسين، «مما جعل مهمة رجال الاطفاء مستحيلة على صعيد انقاذ المواطنين، فكيف بالاحرى التدخل لانقاذ حرائق الغابات؟»
ويضيف «لم يتدخل رجل اطفاء واحد في منطقة الجنوب لمكافحة الحرائق في الغابات بسبب صعوبة الوصول، في حين كنا نشاهد كيف يتم اخمادها في الجانب الاسرائيلي واستعداداتهم القوية، وهنا يكمن الفارق بيننا وبينهم في حجم امكاناتهم الضخمة المادية والبشرية القادرة على تطويق اي حريق مهما بلغ حجمه».
ان السبب الهدام والمخيف للحرب لا يكمن فقط في زرع القذائف في الغابات، انما في ابتعاد الانسان عن هذه المساحات وهجرته لها، من المعلوم ان هناك ما يسمى الحماية المستدامة للغابات في العالم يدخل في صلبها الانسان وعيشه الكريم في محيط هذه الغابات، بحيث لا يمكن ضمان حماية اي موقع طبيعي وتطويره من دون الاهتمام بسبل عيش المواطنين المقيمين في جوار الاحراج «لذلك، كل موقع هجره الناس وخصوصا الغابات عرضة للمشاكل البيئية، واذا ما نظرنا الى الجنوب كنقطة تهجير واسعة، وبالرغم من عودة المهجرين نلاحظ ان العلاقة بين الجنوبي وبين ارضه حتى الزراعية تتناقص، وبالتالي الآثار البيئية على الغابات ستكون كبيرة، منها مثلا انتشار الاشواك والاعشاب بسبب الاهمال مما يشكل وقودا للحرائق».
ازدادت في السنوات الاخيرة ظاهرة اندلاع الحرائق في مثل هذا الوقت من السنة بشكل مخيف، بات يشكل خطرا فعليا على التنوع البيئي الذي يمتاز به لبنان.
ضمن هذا الاطار، اذا نظرنا الى العوامل المناخية في لبنان نلاحظ انه يتمتع بمناخ متوسطي نموذجي في تبادل الفصول «فهو يشهد شتاء مطيرا ويشهد اكثر من سبعة اشهر من الجفاف المتواصل، ويشكل المطر الغزير الذي ينهمر مع نهاية فصل الشتاء وخلال الربيع آخر العوامل الاساسية للانتشار الكثيف للنبات من اشواك واعشاب وشجيرات في الغابات، وهي تتحول مع اشهر الجفاف الى وقود خطر للنار».
يتبع...
اقرأ أيضاً